- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 28/Jun 16:06

عاشوراء فوق الإعلانات.. وقفة احترام من بلوقرز وصناع محتوى بحرينيون

في زمن تُقاس فيه النجومية بعدد الإعلانات، وفي عالم تُحسب فيه الثواني بالربح والخسارة، اتخذ العديد من البلوقرز وصناع المحتوى في البحرين موقفًا لافتًا ومؤثرًا، عندما قرروا إيقاف الإعلانات المدفوعة والتعاونات التجارية طيلة أيام فعالية عاشوراء.  صناع المحتوى لم يوقفوا فقط الإعلانات، بل قدّموا درسًا في احترام الهوية، والالتزام بالوجدان الجمعي، والتواصل العميق مع قيم المجتمع.تحية لكل من قرر أن يربح احترام الناس بدل أن يربح أموالهم، وأن يرفع قيمة المناسبة فوق كل قيمة تجارية. "البلاد" تستطلع آراء صناع المحتوى والمعلنين بهذا الخصوص. مشيرة المعتوق: "في موسم الحزن على أهل البيت، نغلق أبواب الفرح ونفتح قلوبنا للمواساة.. والمادة لا تساوي شيئاً أمام القيم والمبادئ" قالت البلوقر البحرينية مشيرة المعتوق إن هذه الأيام ليست كأيّام عابرة، بل هي أيام حزن ومواساة نعيشها بروح خاشعة، احتراماً وتقديراً لما جرى على أهل البيت من مصائب ومآسي حفرت في وجدان كل من يحمل في قلبه ذرة ولاء. وأضافت مشيرة: "نبتعد عن مظاهر الفرح بكل أشكالها، لا نزين، لا نحتفل، لا نرتدي الألوان الصاخبة، لأننا نختار أن نعيش الحزن بكل خذافيره. هذه ليست طقوساً تقليدية، بل حالة وجدانية عميقة تعبّر عن وفائنا وثباتنا على طريق الحق." وفي تعليقها عن التأثيرات المادية التي قد ترافق هذا الموسم من تقليص في النشاط التجاري أو المناسبات الاجتماعية، أوضحت المعتوق: "نعم، يمكن أن تتأثر الميزانيات، ويمكن أن تقل بعض المداخيل، لكن الرزق بيد الله. وما نفع المال إذا كان على حساب المبادئ؟ نحن نضحي، ونصبر، ونقدّم هذه المشاعر الطاهرة عربون إخلاص. وفي كل مرة، نلاحظ أن البركة تزيد، والخير يعم، لأن النية صافية والطريق واضح." واختتمت مشيرة حديثها قائلة: "هذه ليست خسارة، بل مكسب روحي وأخلاقي. نحن نعلّم أبناءنا أن الحزن على أهل البيت هو شرف، وأن احترام هذه الأيام ليس فقط بالتعبير، بل بالفعل والسلوك والنية." كريم: "الوضع الراهن أعاد ترتيب أولويات صناعة المحتوى... ولسنا أمام خسارة بل أمام مسؤولية مجتمعية" أكد المعلن البحريني كريم الماي أن الأوضاع الراهنة ألقت بظلالها بشكل واضح على قطاع الإعلانات والمحتوى، مشيرًا إلى أن التأثير لم يقتصر على مزاج الشارع العام، بل وصل إلى الحملات التسويقية والإعلانية التي شهدت تأجيلًا أو إعادة جدولة. وقال كريم: "نعم، تأثرت بعض الاتفاقات السابقة بالإلغاء أو التأجيل، وهناك حالة من الحذر بدأت تظهر لدى عدد من المحلات التجارية، وهو أمر طبيعي جدًا في ظل المرحلة الحالية غير المستقرة." وأشار إلى أن هذا التأثير لا يُعد خسارة، بل هو "إعادة توازن ضرورية، تتماشى مع طبيعة الظرف العام"، مضيفًا: "دائمًا أحرص على اختيار التوقيت المناسب وطريقة الطرح، خصوصًا في الفترات الحساسة. وقد نضطر أحيانًا إلى إيقاف إعلان، أو تأجيله، أو حتى إعادة صياغته بالكامل، احترامًا للموقف العام." وختم كريم قوله: "ما نعيشه اليوم هو مسؤولية مشتركة بين صنّاع المحتوى والمعلنين والجمهور، ونحن ندرك تمامًا أهمية التفاعل الواعي مع الأحداث، دون أن نفقد بوصلتنا المهنية أو رسالتنا الإعلامية." محمود محمد: أوقف عملي خلال أول 15 يوم من محرم احتراماً للمصاب، والبركة تأتيني بعد عاشوراء دون تأخير صرّح صانع المحتوى البحريني محمود محمد أنه يحرص منذ أكثر من عشر سنوات على إيقاف جميع أنشطته الإعلانية والتجارية خلال الأيام الأولى من شهر محرم، وذلك تقديراً لحرمة المناسبة ومواساة لمصاب أهل البيت (عليهم السلام). أكد محمود في تصريحه: "منذ عام 2013 وأنا أمارس العمل في مجال المحتوى والإعلانات، ولكن مع دخول شهر محرم أوقف عملي كليًا خلال أول 15 يوم. لدي أكثر من مصدر دخل ومشاريع متنوعة، ومع ذلك أجمّدها بالكامل خلال هذه الفترة، كما أمنح جميع موظفيني إجازة مدفوعة الأجر، إيماناً مني بقدسية هذه الأيام وضرورة التفرغ التام لها." وأضاف محمود محمد أن هذا القرار لا يؤثر سلبًا على دخله السنوي، بل على العكس تمامًا، قائلاً: "بمجرد انتهاء فترة الحداد، تبدأ البركة بالظهور بشكل ملحوظ. تتضاعف الأعمال، وتزداد الفرص، ولا يتأخر الرزق أبدًا. وهذه البركة، أراها نتيجة مباشرة لاحترامنا لهذا المصاب الجلل وتقديمنا الأولويات الروحية على المادية." وأضاف محمود "حتى لو حدث تأثر مؤقت في الدخل، فإنني أعتبره تضحية واجبة ومستحقة لهذه المناسبة العظيمة. فكل ما يُقدَّم من وقت أو مال أو فرصة فداءً لعاشوراء هو في ميزان البركة، وأنا واثق أن الرزق من عند الله لا يتأثر عندما نتمسّك بمبادئنا ونوقّر مناسباتنا الدينية، كما ان النجاح الحقيقي لا يُقاس فقط بالأرباح، بل بالرضا الداخلي، وبالشعور أن عملك مبارك ومكلل بالتوفيق. وأنا أعيش هذا الشعور كل عام بعد انتهاء موسم عاشوراء، ولذلك لن أغيّر هذا النهج، بل أزداد تمسكاً به. عاشوراء الحسين هي تجارتي الحقيقية ورزقي الأوسع" قالت المعلنة نوروز إن موسم عاشوراء يمثل بالنسبة لها أكثر من مجرد مناسبة دينية، بل هو موسم روحاني وفكري وتجاري بمعناه الإيماني الأسمى. وأضافت: "منذ طفولتي وأنا أتنفس العشق الحسيني، فقد نشأت على انتظار أيام عاشوراء بكل شغف، حيث تتتابع الشعائر الحسينية يومًا بعد يوم، ننهل منها حب الحسين ونتعمق في فكر أهل البيت عليهم السلام. هذه العشرة لا تكفي لاحتواء ما في قلبي من عشق، ولكنها كافية لتكون محطة لجني الثمار الروحية والفكرية." وأكدت نوروز أن مشاركتها في إحياء هذه الشعائر تتطلب منها استعدادًا نفسيًا وماديًا مسبقًا، وقالت: "قبل كل موسم أقوم بتجهيز نفسي، وأُخصص جزءًا من مدخولي استعدادًا لتوقفي عن العمل خلال شهري محرم وصفر. وبرغم أن عملي كمُعلِنة هو مصدر رزقي الوحيد، فإنني أعتبر هذا التوقف هو التجارة الحقيقية والرزق المبارك، فكل عام أُدهش من التوفيق والرزق الذي يُفتح لي ببركة الإمام الحسين عليه السلام." وأضافت نوروز بقولها أنا على قناعة تامة أن لا شيء يعادل قيمة إحياء عاشوراء، فهي أيام لا تُعوّض، ومكانتها في قلبي لا يُضاهيها شيء، قال الله تعالى: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)، ولهذا أقف فخورة بهذه النعمة وهذا الولاء.