- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 13/Jul 17:38

Outrage.. تحفة سينمائية عن عنف الياكوزا

يعود المخرج والممثل الياباني الشهير تاكيشي كيتانو بفيلم Outrage، الذي يقدّم فيه حكاية مألوفة لعالم الجريمة المنظمة، لكن بأسلوب بصري ولغوي يجعل منها تجربة سينمائية مدهشة. تدور أحداث الفيلم داخل أروقة عصابات الياكوزا، حيث يجد زعيم إحدى الفصائل نفسه وسط حرب دموية طاحنة، أشعل فتيلها رئيس العائلة الإجرامية الكبرى، لتتحول إلى سلسلة من المجازر المتصاعدة بين الفصائل المتنافسة. ورغم أن الحبكة قد لا تبدو جديدة في ظاهرها، فإن قوة الفيلم تكمن في أسلوب كيتانو الإخراجي المدهش، الذي يحوّل النمط التقليدي لعصابات الياكوزا إلى عرض بصري مكثف، متقن التفاصيل، ومشحون بالعنف الصادم. نال الفيلم إشادة النقاد، خاصة لما يتميّز به من مشاهد اغتيال مبتكرة، اعتُبرت من بين الأجرأ والأكثر تفرداً في أفلام الجريمة الحديثة، ما جعل "Outrage" علامة فارقة في إعادة رسم سينما العصابات اليابانية بنَفَسٍ فني لا يُخطئه أحد. يتميز أسلوب كيتانو في Outrage بالتقليل من الحوارات، وهو ما أثار إعجاب الكثيرين. عندما يظهر الحوار بين الشخصيات، يكون مدروساً وذا غاية، لا تُهدر فيه كلمة واحدة. وقد لوحظ هذا الأسلوب بشكل خاص في طريقة نطق اللغة اليابانية، حيث ينتقل زعماء الياكوزا من الهدوء المطلق إلى الصراخ المدوي وكأن شيئاً لم يحدث. ويُعتبر أداء الممثلين، وخاصة كيتانو نفسه، الذي يجمع بين التحفظ والقياس ثم الانفجار المفاجئ، ممتازاً للغاية. يُؤكد النقاد أن هذا الفيلم لا يدور حول الحوار أو السيناريو أو القصة بالقدر الذي يركز فيه على القتل والموت. كل مشهد موت في هذا الفيلم لا يُنسى بفضل "الاهتمام الهائل بالتفاصيل والإبداع الكبير". يشعر المشاهد بسحب الزناد في كل طلقة، ويسمع تأثير كل رصاصة وهي تصيب أجساد أفراد الياكوزا، ويرى قطرات الدم تتناثر من الأرجل والرقاب والأذرع، في كل مكان على الأرض. ينجح كيتانو في تجميد الزمن بأسلوبه السينمائي، مما يجعل التجربة غامرة وجذابة، ولا تزال تبدو متطورة حتى بعد 15 عاماً من إصدار الفيلم. والأهم من ذلك، أن العنف في هذا الفيلم "مقبول للغاية"، حيث يأتي كيتانو بطرق مبتكرة للتخلص من الزعماء لم يكن أحد ليتخيل وجودها. يُشير النقاد إلى أن Outrage يقدم نسخة مختلفة من كيتانو مقارنة بفيلمه السابق "سوناتين" (Sonatine) عام 1993. فبين الفيلمين، تعرض كيتانو لحادث دراجة كاد يودي بحياته، مما أدى إلى شلل نصفي في وجهه. على الرغم من هذا التحدي الشخصي الكبير، فإن قدرته على الكتابة والإخراج والتحرير والتمثيل في كل فيلم يقدمه تظل أمراً "مدهشاً للغاية". يُتوقع أن يكون Outrage مجرد بداية لاكتشاف أعمق لأعمال كيتانو السينمائية، مع ترقب النقاد لمشاهدة الجزأين المتبقيين من ثلاثيته.