- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 14/Jul 16:12

التأشيرة الخليجية الموحدة: تأشيرة واحدة لـ 6 دول

بات الحلم الذي يراود الكثير بالسفر بين دول مجلس التعاون الخليجي السعودية والإمارات والبحرين وقطر وعمان والكويت بتأشيرة واحدة قريب التحقق خلال بضعة أشهر، هذا الحلم الذي كثيرًا ما اصطدم بتعقيدات الحياة والسياسات في المنطقة أصبح واقعًا بفضل التأشيرة الخليجية السياحية الموحدة التي أقرها المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي في القمة السابقة المنعقدة، والتي من المنتظر أن يتم العمل بها خلال عام 2025. ما هي التأشيرة السياحية الموحدة؟ التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة هي مبادرة طموحة أطلقها مجلس التعاون الخليجي بهدف تسهيل حركة الأشخاص والسلع بين دول المجلس، وتعزيز التكامل الاقتصادي والسياحي، إذ هي بمثابة تأشيرة واحدة تسمح لحاملها بزيارة جميع دول مجلس التعاون الخليجي دون الحاجة إلى الحصول على تأشيرات فردية لكل دولة. ستحمل التأشيرة السياحة الخليجية الموحدة اسم (GCC Grand Tours)، وستمكن حاملها من غير مواطني دول الخليج من القيام برحلات لمدة تزيد عن 30 يوماً متتالياً بين الدول الخليج الست. مميزات التأشيرة السياحية الموحدة إن توحيد التأشيرة السياحية لدول مجلس التعاون الخليجي يعزز التعاون والتنسيق بين دول الخليج، ويفتح آفاقًا جديدة للسياحة والاستثمار في الخليج العربي، إذ من المتوقع بتوحيد التأشيرة، ستصبح دول الخليج وجهة سياحية واحدة كبيرة، مما سيشجع المزيد من الزوار على زيارتها واكتشاف جمالها وتنوعها. كما ستساهم هذه التأشيرة بلا شك في تنشيط الحركة السياحية بين دول الخليج، وفتح فرص عمل جديدة، فضلًا عن تعزيز الاقتصاد في المنطقة وفتح أسواق جديدة للاستثمار. التحديات التي تواجه تطبيق التأشيرة الموحدة على الرغم من الفوائد الكبيرة للتأشيرة الموحدة، إلا أنها تواجه بعض التحديات التي يعمل وزراء الداخلية لدول الخليج على التغلب عليها، إذ يتطلب تشغيل هذه التأشيرة مجموعة من الأنظمة التقنية والتشغيلية والاقتصادية متوافقة، خاصة وأن كل بلد لديه قوانينه ولوائحه الخاصة بالسفر والتنقل، ولا شك أن اصدار هذه التأشيرة يستلزم توحيد هذه القوانين وتوافقها معًا من أجل عدم ضرر أيًا من البلدان منها. فالعامل الأمني، وحماية الحدود من دخول الغير مرغوب فيهم أمرًا مهمًا يستلزم التعاون والتنسيق مع أنظمة الهجرة والسفر في دول الخليج، فضلًا عن تبادل المعلومات المتنوعة لمواجهة أي استخدام سيء للتأشيرة. لقد كان التصور المبدئي لإصدار التأشيرة السياحية الموحدة أن يتم عبر منصة إلكترونية موحدة، هذه المنصة ستمكن دول الخليج من تدقيق البيانات الخاصة بطالب التأشيرة ومن ثم الحصول على موافقات الدول الأعضاء قبل إصدار التأشيرة، وهو ما يعني أنه في حالة وجود موانع لدى دولة من دخول طالب التأشيرة يتم إصدار التأشيرة للدول الموافقة عليه فقط. أحد التحديات التي من المتوقع أن تثار خلال السنوات اللاحقة للعمل بنظام التأشيرة السياحية الموحدة هو زيادة أعداد السياح لدول الخليج بشكل مفرط، وهو ما يعني أنه قد تواجه تلك الدول مشكلات بيئية ومعيشية مثلما حدث مع مدن عالمية مثل البندقية، وبرشلونة، وأمستردام. هذه المشكلات تحدث غالبًا مع استمرار الزيادة المطردة للسياح، بالإضافة إلى ذلك قد تظهر مشكلات ثقافية تؤثر على القيم والثقافة المحلية لشعوب الخليج. سعر التأشيرة الخليجية الموحدة وشروطها بحسب ما تم تداوله من أنباء خاصة بإصدار التأشيرة فإن شروط اصدار التأشيرة تتمثل في: أن يكون المتقدّم مقيماً، أو مواطناً، أو سائحاً في إحدى الدول الست لمجلس التعاون الخليجي. أن يمتلك المتقدم جواز سفر صالح لمدة لا تقل عن ستة أشهر. أن يمتلك المتقدم إثبات حجز لفندق أو نسخة عن تذكرة طيران ذهاباً وإياباً أما فيما يخص سعر التأشيرة الخليجية الموحدة، فإن السعر المتوقع هو مائة دولار أميركي عن كل تأشيرة. السياحة الخليجية من المتوقع أن تساهم التأشيرات الموحدة لدول الخليج في الرواج السياحي داخل الدول التي بالفعل تلاقي في السنوات الأخيرة نوعًا من الإقبال السياحي، إذ أصدرت السعودية العام مثلًا 7 ملايين تأشيرة سياحية على سبيل المثال، تلاها الإمارات 6 ملايين، وهو ما يتوافق ما بيانات منظمة السياحة العالمية، التي تشير إلى ارتفاع عدد السياح الدوليين القادمين لدول مجلس التعاون الخليجي العام الماضي بنسبة 29% حيث وصل إلى 61.5 مليون سائح مقارنة مع 47.7 مليون سائح دولي في 2022. ومع هذه الزيادة تحتاج أغلب الدول إلى الاستثمار في البنية التحتية الخادمة للسياحة، إذ يبلغ عدد الغرف الفندقية مثلًا في السعودية 150 ألف غرفة بحسب تقرير (STR Global) لتحليل سوق الفنادق في الشرق الأوسط 2023، وهو ما يعني ان البلاد ستحتاج إلى مضاعفة هذا الرقم للتجاوب مع الزيادة المتوقعة في الطلب، وكذلك في الإمارات التي تمتلك 200 ألف غرفة بحسب نفس المصدر السابق.  يذكر أنه تستهدف الاستراتيجية الخليجية السياحية المشتركة للأعوام 2023-2030 زيادة عدد الزوار إلى ما يزيد عن 128 مليون زائر في العام 2030.