- ALBILADPRESS.COM - A la Une - Hier 09:45

حرائق الغابات في سوريا تلتهم الساحل وتهدد آلاف السكان

تشهد مناطق الساحل في سوريا منذ أيام حرائق غابات مدمّرة اندلعت في جبل التركمان بمحافظة اللاذقية، حيث أتت النيران على آلاف الهكتارات من الغابات، وسط صعوبة كبيرة في عمليات الإطفاء، في ظل تضاريس وعرة ورياح قوية ووجود ألغام أرضية من مخلفات الحرب. اتساع رقعة الحرائق رغم الجهود المحلية والدولية وأعلن عبد الكافي كيال، مدير الدفاع المدني في اللاذقية، أن فرق الإطفاء تواجه تحديات غير مسبوقة، مضيفًا: "هذه واحدة من أصعب الحرائق التي نواجهها، وتم استدعاء تعزيزات من مختلف المحافظات". وقد وصلت النيران إلى محافظة طرطوس، رغم مشاركة أكثر من 60 وحدة إطفاء في عمليات المكافحة. وبحسب صور الأقمار الصناعية من وكالة ناسا (خدمة FIRMS)، فإن مساحة الأراضي المحترقة تخطت 180 كيلومترًا مربعًا، ما يعادل أكثر من 3% من الغابات السورية المسجّلة عام 2023، والتي تبلغ مساحتها نحو 5,270 كيلومترًا مربعًا. طرق مقطوعة وآلاف المهجّرين امتدت الحرائق على طول 20 كيلومترًا، ما أدى إلى قطع العديد من الطرق وإجبار آلاف السكان على مغادرة منازلهم. كما تسببت الحرائق بانقطاع الكهرباء في بعض المناطق الساحلية. وأظهرت مشاهد جوية لطائرات مسيّرة خطوط نيران تمتد على مساحات شاسعة من الغابات اليابسة، تشتعل بشكل متكرر بسبب شدة الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة. الحكومة تطلب الدعم والمساعدات الدولية تتدخل مع تفاقم الكارثة، ناشدت الحكومة السورية المجتمع الدولي لتقديم المساعدة، وقد أرسلت تركيا مروحيتين و11 آلية إطفاء، بينما دخلت فرق الدفاع المدني الأردنية الأراضي السورية يوم الأحد للمشاركة في جهود السيطرة على النيران. تأتي هذه الحرائق في وقت حساس، حيث تحاول الحكومة السورية الجديدة استعادة السيطرة على الأوضاع بعد أكثر من عقد من الحرب والعقوبات، وتزداد التحديات بسبب الجفاف طويل الأمد الذي تعاني منه البلاد، خاصة في مناطق حوض الفرات. وكانت مؤسسة كارنيغي للشرق الأوسط قد أفادت العام الماضي بأن مناطق الجنوب والشرق السوري شهدت تراجعًا في معدلات الأمطار مع ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة لأربع سنوات متتالية، ما زاد من احتمالية نشوب حرائق بهذا الحجم. تم نشر هذا المقال على موقع القيادي