- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 09/Aug 21:33

تُحدّد عمر قلبك البيولوجي وتُقدّر خطر إصابتك بالأمراض

طوّر فريق من الباحثين من كلية فاينبرغ للطب بجامعة نورث وسترن في شيكاغو أداة مجانية عبر الإنترنت (https:/‏/‏nwkhanlab.shinyapps.io/‏riskage/‏)، لمساعدة الناس على حساب عمر قلبهم وتحديد خطر إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية. وفي دراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة JAMA Cardiology، اختبر فريق البحث الأداة على آلاف البالغين الأميركيين، ووجدوا أن معظمهم لديهم قلب أكبر بعدة سنوات من عمرهم الزمني، بما يصل أحيانًا إلى عشر سنوات.  تحسب الأداة عمر قلب الشخص بناءً على عدد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك ضغط الدم، ومستويات الكوليسترول، وتاريخ التدخين، وما إذا كان الشخص يتناول أي أدوية مرتبطة بأمراض القلب مثل الستاتينات أو الأدوية الخافضة لضغط الدم. في السابق، كان يُقدَّم خطر الإصابة بأمراض القلب عادةً كنسبة مئوية، أما هذه الأداة الجديدة فقد تُتيح حساب “عمر القلب” بطريقة أسهل وأكثر وضوحًا للناس. وأظهرت دراسات سابقة أن “عمر قلب” الشخص لا يتطابق دائمًا مع عمره الزمني. فقد تؤدي المشكلات الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم، وداء السكري من النوع الثاني، والسمنة، إلى زيادة عمر قلب الشخص ليصبح أكبر من عمره الحقيقي، مما يزيد من خطر إصابته بأمراض القلب والأوعية الدموية. تُعد أمراض القلب والأوعية الدموية حاليًا السبب الرئيسي للوفاة حول العالم، حيث تشير الإحصاءات إلى وفاة ما يقارب 19.8 مليون شخص بسبب هذه الأنواع من الأمراض – مثل السكتة الدماغية والنوبات القلبية – في عام 2022. وأكدت الدكتورة كريستينا مايكل، طبيبة القلب في مركز Baptist Health Heart & Vascular Care في فلوريدا، في تصريح لمجلة Medical News Today حول هذه الدراسة، أن (عمر القلب) وسيلة واضحة لتوضيح مخاطر القلب للمرضى. وأضافت أن معرفة عمر القلب أمر مهم، لأن عمر القلب إذا كان أكبر من العمر الحقيقي للشخص، فهو بمثابة جرس إنذار يساعدهم على تحديد الأفراد الذين سيستفيدون أكثر من التدخلات الطبية. وتابعت: “عندما يدرك المرضى حقًا أن قلبهم أكبر من عمرهم الحقيقي، قد يدفعهم ذلك إلى اتخاذ إجراءات صارمة كالإقلاع عن التدخين نهائيًا، أو اتباع خيارات غذائية صحية، أو ممارسة الرياضة بانتظام، أو التعاون مع طبيبهم لإدارة حالات مثل ارتفاع الكوليسترول أو ارتفاع ضغط الدم”. وأشارت إلى أنه كلما زادت دقة تحديد الأشخاص المعرّضين للخطر، زادت قدرتهم على تصميم استراتيجيات الوقاية، مما يسهم في تقليل فرص إصابتهم بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. فالهدف هو تقديم التدخلات المناسبة للأشخاص المناسبين في الوقت المناسب. وأضافت: “تساعدنا كل أداة جديدة في تحديد الأفراد الذين سيستفيدون أكثر من الخطوات الصارمة لتقليل فرص إصابتهم بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. والهدف هو تقديم التدخلات المناسبة للأشخاص المناسبين في الوقت المناسب”. فيما أكّد الدكتور ريجفيد تادوالكار، استشاري أمراض القلب ومدير التحول الرقمي في معهد باسيفيك للقلب بمدينة سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا، أن “هذه هي الأداة التي نحتاجها بالضبط لسد الفجوة بين البيانات السريرية وفهم المرضى”. وأوضح أنها تُعيد صياغة المخاطر بطريقة شخصية وفورية، وهو أمر بالغ الأهمية عند محاولة تحفيز تغيير نمط الحياة أو مناقشة العلاجات الوقائية. وتابع: “فعندما يُقال لشخص ما إن لديه خطرًا بنسبة 8 % للإصابة بنوبة قلبية على مدى عشر سنوات، قد لا يترك ذلك أثرًا عاطفيًا حقيقيًا. ولكن إن قيل له إن قلبه يعمل كقلب شخص أكبر منه بعشر أو خمس عشرة سنة، فسيكون لذلك وقع أكبر بكثير”. وأضاف: “يعد هذا الأمر قيّمًا وفق رؤية طب القلب الوقائي، لأنه يمنح الناس مرآةً مُعايرة لصحتهم، وليس فقط لعمرهم. فهو يُساعد المرضى على إدراك أن عوامل الخطر لديهم – والتي غالبًا ما تتراكم تدريجيًا – تُسبب بالفعل ضررًا فسيولوجيًا. وعندما يصبح هذا الواقع ملموسًا، يفتح الباب أمام اتخاذ قرارات مشتركة حول كيفية إبطاء هذا المسار أو حتى عكسه”.