- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 09/Aug 00:00

عيد تقديس علاقة الأخوة بالهند: تقاليد تُعمّق الروابط الأسرية

في الهند، لا تُعد العلاقات الأسرية مجرد روابط اجتماعية، بل تُحتفى بها بمهرجانات وطقوس خاصة تعكس عمقها وأهميتها. ويأتي "راكشا باندان" أو ما يُعرف بعيد تقديس علاقة الأخوة  كأحد أهم وأجمل الأعياد التي تحتفل بها البلاد سنويًا، لتُجدد فيها الأخوات والاخوة عهود الحب والحماية والدعم المتبادل. هذا العيد، الذي يُصادف عادةً يوم اكتمال القمر في شهر شرافان (يوليو - أغسطس)، يحمل في طياته رمزية إنسانية عظيمة ومكانة خاصة في القلوب الهندية. طقوس ومراسم تجمع بين البساطة والقدسية يبدأ الاحتفال بعيد راكشا باندان صباحًا، حينما تقوم الأخت بربط "الراكهي" — وهو خيط ملون مزخرف — حول معصم شقيقها، في دلالة رمزية على رابطة الحماية والولاء بينهما. في المقابل، يُقدّم الأخ هدية لأخته ويتعهد بحمايتها ودعمها مدى الحياة. لا تقتصر هذه الطقوس على الأشقاء فقط، بل تمتد أحيانًا لتشمل أبناء العم والخال وحتى الأصدقاء المقربين، ما يُعزز من مفهوم الترابط والتكافل بين أفراد المجتمع. وتُقام غالبًا الصلوات وتوزّع الحلويات التقليدية مثل "لدو" و"بارفي"، لتكتمل أجواء العيد بالفرح والامتنان. عيد يتجاوز الدين والمنطقة رغم أن "راكشا باندان" يُحتفل به في المقام الأول بين الهندوس، إلا أن جمال رمزيته جعل منه مهرجانًا عابرًا للديانات والمناطق في الهند. فقد أصبح مناسبة وطنية تشارك فيها العديد من الأسر من خلفيات دينية وثقافية متنوعة، مما يُبرز روحية التعايش والتسامح التي تميز المجتمع الهندي. كما يُلاحظ في السنوات الأخيرة مشاركة المرأة الهندية في إرسال "راكهي" للجنود على الحدود، كتعبير عن الاحترام والتقدير لدورهم في حماية الوطن، مما أضفى على العيد بعدًا وطنيًا وإنسانيًا. عيد يحتفل به الهنود داخل وخارج البلاد لم تَحد الاحتفالات بعيد راكشا باندان عن الحدود الجغرافية للهند، بل بات يُحتفل به في جاليات الهنود حول العالم، من الخليج إلى أوروبا وأمريكا الشمالية. وفي ظل التطور الرقمي، أصبح بالإمكان إرسال "الراكهي" عبر الإنترنت أو البريد، مما يُعزز استمرار هذه الروابط رغم المسافات. فالعيد لا يقتصر على الطقوس فقط، بل يُعد لحظة لاستذكار الذكريات، وتجديد المحبة، وتقدير العلاقات التي تدوم رغم تقلبات الحياة. إن عيد راكشا باندان هو أكثر من مجرد مهرجان، إنه احتفال بروابط الدم، وبالوفاء، وبالدفء الأسري الذي يبقى راسخًا في عمق الثقافة الهندية مهما تغير الزمن. تم نشر هذا المقال على موقع سائح