- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 17/Aug 23:08

بهزاد يقترح نموذج “الطيران الهجين” لإنعاش “طيران الخليج”

مسافرون يدفعون قيمة خدمات لا يحتاجونها الكثير من رجال الأعمال يحمل امتعة لا تتجاوز 7 كلجم   عبّر الخبير الاقتصادي البحريني د. فوزي بهزاد عن رؤيته لزيادة إيرادات شركة طيران الخليج من خلال تبنّي نموذج “الطيران الهجين”، الذي يدمج بين مزايا الطيران التقليدي ومنخفض التكلفة ضمن الشركة نفسها، بدلاً من تأسيس شركات اقتصادية جديدة. وأكد بهزاد أن تأسيس شركة جديدة للطيران الاقتصادي هو عملية “كبيرة ومعقّدة”، تتطلب رأس مال ضخمًا ورُخَصًا دولية، إلى جانب التزامات مالية قد تُجهِض المشروع في مهده بسبب المنافسة الشديدة. وقال إن “النموذج التقليدي الحالي مقيَّد بقوالب صارمة، بينما المطلوب اليوم هو مرونة أكبر تسمح للمسافر بالدفع فقط مقابل ما يستخدمه فعليًا”. وشدّد بهزاد على أن البحرين مؤهلة بشكل خاص لهذا النموذج، كونها مقرًا لإقامة العديد من رجال الأعمال الذين يتنقلون بشكل شبه يومي بين دول مجلس التعاون. وقال: “المسافر يستطيع أن يغادر البحرين صباحًا إلى إحدى العواصم الخليجية ويعود في المساء، ولا يحتاج سوى مقعد واحد، بلا أمتعة ولا وجبات. هنا تظهر جدوى نموذج الطيران الهجين، فهو يوفّر على المسافر ويشجّع الشركة على زيادة عدد ركابها”. وأوضح أن الفكرة تقوم على تحويل كل خدمة إلى خيار مستقل يمكن إضافته بتكلفة محددة، مثل الأمتعة، والوجبات، والمقاعد المميزة. وأضاف: “كثير من رجال الأعمال يسافرون بحقائب صغيرة لا تتجاوز 7 كيلوغرامات، وبعضهم يكتفي بحقيبة أوراق. هؤلاء لا يحتاجون إلى شحن 40 كيلوغرامًا ولا إلى وجبة على الطائرة. فلماذا يدفعون ثمن ما لا يستخدمون؟” وأشار إلى أن هذا المفهوم مطبّق في شركات أوروبية منذ ثلاث سنوات، وحقق – وفق دراسة أُجريت عام 2019 – زيادة في المبيعات بلغت 15 %. وأكد: “إذا طبقنا هذا النموذج محليًا فسنحقق وفراً للمسافر، ونمنح شركات الطيران فرصة للانتقال من خانة الخسائر إلى خانة الأرباح”.  (اقرأ الموضوع كاملا بالموقع الإلكتروني) واتفق بهزاد على أن النموذج سيخدم كذلك قطاع السياحة، إذ يمكن أن يشجّع مواطنين ومقيمين من دول خليجية مثل الكويت والسعودية على زيارة البحرين في عطلة نهاية الأسبوع بأسعار معقولة، بدلاً من السفر إلى وجهات أبعد وأكثر كلفة. وحذّر الخبير الاقتصادي من خطورة إدارة النموذج بطريقة غير شفافة، قائلاً: “إذا اكتشف المسافر أن جدول الأسعار مجرد تلاعب، فلن تنجح الفكرة. يجب أن يُنظَر إلى الأسعار بعين الراكب لا بعين الشركة. عليه أن يشعر أن هناك قيمة حقيقية مقابل كل خدمة، وإلا فالمقترح سيفشل”. وأشار بهزاد إلى متابعته لطيران الخليج منذ التسعينيات، حين كان مديرًا لبورصة البحرين، موضحًا أن خطط إدراج الشركة كمساهمة عامة تعثرت بسبب عجزها عن تحقيق أرباح متتالية لسنتين، وهو شرط أساسي للإدراج. وختم بهزاد تصريحه بالتأكيد على أن “الطيران الهجين” ليس مجرد فكرة نظرية، بل خيار استراتيجي عملي قادر على دعم استدامة شركات الطيران الخليجية، إذا ما طُبّق بذكاء وشفافية، قائلاً: “هذا النموذج أقل التزامًا، أسهل في التراخيص، وأسرع في التطبيق. وهو يمنح الشركة فرصة للربح، والمستهلك فرصة للتوفير”.