- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 17/Aug 22:25

الذوادي: إنهاء الحرب الأوكرانية مفتاح لاستقرار أسعار الطاقة والقمح عالميًا

قال الخبير الاقتصادي مشعل الذوادي إن التصريحات التي صدرت عن الزعيمين ترامب وبوتين عقب لقائهما في قمة ألاسكا، عكست جدّية في محاولة حلحلة الأزمة الاقتصادية العالمية، ووقف الحرب الدائرة. وأوضح أن الزعيمين أشارا إلى تقدم ملموس في اللقاء الأول، حيث طرح الجانب الروسي مطالب تتعلق بإنشاء خط أمان مع أوكرانيا، والانسحاب من بعض الأقاليم لتقليص نطاق الحرب داخل الأراضي الأوكرانية. كما شدّد الرئيس بوتين على ضرورة احترام الاتفاقيات والعمل بها، من أجل إعادة الحياة إلى المناطق المتضررة، وإعادة إعمار أوكرانيا بما يتماشى مع مواردها الطبيعية ومعادنها. هذه الموارد – بحسب الذوادي – تمثل أهمية خاصة للرئيس الأميركي ترامب، الذي يسعى للاستفادة منها، في حين كان الرئيس زيلينسكي قد عرض سابقًا وضع تلك الموارد تحت إدارة الولايات المتحدة لمدة سبع سنوات، تعويضًا عن دعمها العسكري والمالي لأوكرانيا. وأضاف الذوادي أن التوقعات الاقتصادية العالمية تشير إلى أن الرئيس الأميركي قد يستغل هذه الفرصة للضغط على أوكرانيا من أجل التنازل عن بعض الشروط، بما يساهم في تطوير العلاقات مع روسيا. وأوضح أن وقف الحرب سينعش الأسواق الأوروبية والشرق أوسطية من خلال المشاركة في إعادة إعمار أوكرانيا، كما سيساعد على استقرار أسعار القمح والمواد الغذائية عالميًا. ورغم أن الأسعار قد تشهد ارتفاعًا في البداية، فإن دعم دول الاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى استقرارها وعودة النشاط الاقتصادي تدريجيًا في أوكرانيا وفق ما تم الاتفاق عليه بين الزعيمين الروسي والأمريكي. وأشار إلى أن العالم يترقب نتائج هذا اللقاء الذي أسفر عن التمهيد لاجتماع آخر، وهو ما يعكس بوادر انفراج في الأزمة الأوكرانية، وانفتاحًا قريبًا نحو إنعاش اقتصادات الاتحاد الأوروبي وأسواق النفط. فالحرب الروسية – الأوكرانية، إلى جانب التوترات الإسرائيلية – الإيرانية، دفعت بأسعار النفط إلى حدود 95 دولارًا للبرميل، مع توقع وصولها إلى 120 دولارًا في حال استمرار التصعيد. لذلك، يسعى الرئيس ترامب إلى تثبيت أسعار النفط عبر مسارين: الضغط على إسرائيل لخفض مناوراتها الإقليمية، والسعي لإنهاء الحرب الأوكرانية بما يسمح باستغلال المعادن الأوكرانية ورفع العقوبات عن الصادرات الروسية. وختم الذوادي بالتأكيد على أن سعي ترامب لإنهاء الحرب لا يقتصر على وقف إطلاق النار فحسب، إذ يمكن أن تتجدد المواجهات بفعل المتغيرات الإقليمية، بل يتعدى ذلك إلى فتح آفاق اقتصادية جديدة. فالتنسيق المرتقب بين ترامب وزيلينسكي، ثم لقاء آخر مع بوتين، قد يحدث تحولًا في المشهد الاقتصادي العالمي. وبعد فرض الرسوم الجمركية على عدة دول ونقل مواقع بعض المصانع، بات من مصلحة الإدارة الأميركية الإسراع في إنهاء الحرب لاستغلال المعادن الأوكرانية، مما يساهم في استقرار السوق الأمريكي وضمان إمدادات أساسية لعدد من الصناعات الحيوية.