- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 16/Aug 00:37

نمو متسارع للسياحة البيئية في السعودية

منذ إطلاق مبادرة “السعودية الخضراء” عام 2021، وضعت المملكة العربية السعودية نفسها على خارطة السياحة البيئية العالمية، محققة قفزات نوعية في حماية الطبيعة وتطوير الوجهات السياحية المستدامة. المبادرة، التي تأتي ضمن رؤية المملكة 2030، تستهدف تعزيز التنوع البيولوجي وحماية النظم البيئية، وجعل البيئة أحد محركات النمو الاقتصادي. توسع غير مسبوق في المحميات البرية خلال أربع سنوات فقط، تضاعفت نسبة المناطق البرية المحمية أكثر من أربع مرات، لتغطي 18 % من مساحة المملكة. هذه الخطوة لم تقتصر على الحفاظ على الحياة الفطرية، بل أتاحت فرصًا سياحية جديدة، حيث أصبحت المحميات وجهات جذب لعشاق الطبيعة والرحلات البيئية. 500 متنزه وطني بدلًا من 18 فقط في إطار خطط تطوير البنية التحتية للسياحة البيئية، ارتفع عدد المتنزهات الوطنية من 18 متنزهًا إلى 500 متنزه، ما يعكس حجم الاستثمار في المساحات الخضراء والمرافق المهيأة لاستقبال الزوار، بما يضمن تجربة سياحية بيئية متكاملة تلبي المعايير الدولية. المحميات البحرية.. حماية السواحل والثروات المائية على صعيد البيئة البحرية، حققت السعودية زيادة بنسبة 260 % في المحميات البحرية منذ عام 2016. هذه الزيادة ساهمت في حماية الشعاب المرجانية، وأشجار المانجروف، والمناطق الساحلية التي تعد موطنًا للطيور والسلاحف والأسماك النادرة، كما عززت السياحة البحرية المستدامة. إعادة توطين الحياة الفطرية المهددة من أبرز إنجازات المبادرة إعادة توطين أكثر من 8 آلاف كائن مهدد بالانقراض في بيئاتها الطبيعية، من بينها النمر العربي، الذي يعد رمزًا للحياة البرية في الجزيرة العربية. هذه الجهود ساهمت في إعادة التوازن البيئي وتحقيق التنوع الأحيائي. وجهات طبيعية متنوعة تزخر السعودية بوجهات سياحية بيئية متعددة، من الصحاري التي تحتضن الواحات والرياض المزدهرة بعد الأمطار، إلى الجبال التي تغطيها غابات العرعر وتعتبر مناطق إمساك لمياه الأمطار، وصولًا إلى السواحل البحرية الغنية بالشعاب المرجانية وأشجار الشورى، وكلها مناطق حساسة بيئيًا لكنها توفر تجارب سياحية مدهشة إذا ما أُديرت بشكل مستدام.  مشاريع كبرى تدعم السياحة البيئية من المشاريع الرائدة التي تدعم هذا القطاع مشروع البحر الأحمر، الذي يطور نحو 90 جزيرة بشكل صديق للبيئة ويعتمد على الطاقة المتجددة، ومشروع الرياض الخضراء الذي يستهدف زراعة 7.5 مليون شجرة في العاصمة، ومشروع نيوم الذي يطمح لبناء مدن ذكية صديقة للبيئة. فوائد اقتصادية واجتماعية وثقافية السياحة البيئية في السعودية لا تعني فقط الحفاظ على الطبيعة، بل تمثل رافدًا اقتصاديًا يسهم في تنويع مصادر الدخل، ويستهدف رفع مساهمتها إلى 10 % من الناتج المحلي الإجمالي. كما تسهم في تعزيز صورة السعودية عالميًا كدولة رائدة في الاستدامة، وتوفر فرص عمل، وتدعم المجتمعات المحلية عبر الاستثمار في الأنشطة البيئية والحرف التراثية. نحو مستقبل أكثر خضرة مع استمرار تنفيذ مبادرة “السعودية الخضراء” والمشاريع البيئية العملاقة، تتجه المملكة نحو ترسيخ مكانتها كأحد أهم مراكز السياحة البيئية في العالم، جامعًة بين حماية الطبيعة وتعزيز الاقتصاد، في نموذج تنموي يلهم المنطقة والعالم.