- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 20/Aug 22:48

أي مدينة ستستضيف القمة الروسية – الأوكرانية المرتقبة؟

تتواصل التكهنات حول مكان انعقاد اللقاء المنتظر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في ظلّ مساعٍ أميركية وأوروبية حثيثة لفتح نافذة نحو تسوية الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين. وبينما لم يعلن الكرملين موقفاً حاسماً بشأن انعقاد القمة، أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب حماسة شديدة لعقدها، مؤكداً أنه يترقب نتائجها. 4 عواصم مرشحة جنيف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا إلى أن تُعقد المفاوضات في أوروبا، ورشّح مدينة جنيف السويسرية بوصفها أرضاً محايدة، فيما أكدت برن استعدادها لمنح بوتين حصانة مؤقتة رغم مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، شريطة أن يشارك في مؤتمر سلام. فيينا النمسا بدورها عرضت استضافة القمة، مستندة إلى تقاليدها الدبلوماسية واحتضانها منظمات دولية كبرى، مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. غير أن فتور العلاقات مع موسكو قد يقلّل من حظوظ هذا الخيار. موسكو بوتين اقترح أن يُعقد اللقاء في موسكو خلال مكالمة هاتفية مع ترامب، إلا أن الرئيس الأوكراني رفض هذا المقترح، ما يجعل العاصمة الروسية خياراً مستبعداً عملياً. بودابست أما المجر فتُطرح كخيار بارز بعد حديث مسؤولين أميركيين عن إمكانية عقد قمة ثنائية أو ثلاثية تضم ترامب إلى جانب بوتين وزيلينسكي في العاصمة بودابست. غير أن هذا الطرح يثير حساسية لدى كييف بسبب المواقف المجرية المتحفظة على العقوبات ضد روسيا، فضلاً عن ذكريات “مذكرة بودابست” عام 1994 التي لم تحمِ أوكرانيا من فقدان القرم لاحقاً. التوازنات السياسية وبينما تبدو بودابست الخيار الأكثر ترجيحاً من الناحية اللوجستية والسياسية بالنسبة للولايات المتحدة، تظل جنيف الوجهة المفضلة أوروبياً لضمان الحياد القانوني والسياسي. أما فيينا فتبقى احتمالاً ضعيفاً، فيما تظل موسكو خارج الحسابات الأوكرانية. أي العواصم أقرب للواقع؟ تشير أغلب التقديرات إلى أن بودابست تملك فرصة متقدمة بفضل قربها من كل من موسكو وواشنطن، وعلاقة رئيس وزرائها فيكتور أوربان الوثيقة بترامب، ما يمنحها زخماً سياسياً في لحظة دقيقة. لكن جنيف تبقى الخيار الأكثر انسجاماً مع المطالب الأوروبية والأوكرانية بالحياد والشرعية الدولية، وهو ما قد يرجّح كفتها إذا أرادت الأطراف المعنية إعطاء القمة بعداً رمزياً يعكس جدية السعي إلى سلام دائم. أما موسكو وفيينا، فتبقيان في خانة البدائل الأقل واقعية ضمن الحسابات الحالية.