- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 18/Aug 19:30

الشيخة دينا آل خليفة: الشباب البحريني ركيزة التخطيط وصناعة المستقبل

أكدت مستشار التخطيط والتطوير بوزارة شؤون الشباب، الشيخة دينا بنت راشد آل خليفة، أن الشباب البحريني يشكلون 62 % من المجتمع، ما يجعل من الضروري أن يكون لهم دور محوري في عملية التخطيط ورسم البرامج والسياسات المعنية بالمستقبل، لافتة إلى أن من يعرف الشباب ويجيد مخاطبتهم هم الشباب أنفسهم. جاء ذلك على هامش الندوة التي قدمتها بمركز البحرين العالمي للمعارض، بتنظيم من هيئة “وهج” وبالتعاون مع وزارة شؤون الشباب، تحت عنوان “التحول الاستراتيجي لقطاع الشباب: من دور المشغّل المباشر إلى دور الممكن والمراقب”. وشهدت الندوة حضور وزيرة شؤون الشباب روان بنت نجيب توفيقي، وحشد واسع من الشباب والمهتمين بالشأن الشبابي، فيما أدار النقاش الإعلامي زيد أيمن. استراتيجية وطنية فريدة وأوضحت الشيخة دينا أن الاستراتيجية الوطنية لتمكين الشباب لا تجد لها مثيلًا عالميًا، لسبب رئيسي يتمثل في تركيزها على إحساس الشباب بالأمان، وشعورهم بأن صوتهم مسموع وأن الدعم متوفر لهم، وهو ما يعزز ثقتهم بأنفسهم. وأضافت أن: “الاستراتيجيات الأخرى تركز على مجالات وقطاعات محددة، بينما استراتيجيتنا لا تكتفي بقياس النتائج بعدد البرامج أو المشاركين أو المراكز، بل تتجاوز ذلك إلى قياس إحساس الشباب وتأثير هذه البرامج عليهم فعليًا”. مبادرات وبرامج وطنية وأضافت أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين مشاريع الوزارة والبرامج الوطنية الكبرى، مثل تخصيص يوم للشباب البحريني، والبرنامج الوطني لامع، ومشروع مدينة الشباب، مؤكدةً أن “مشاركة الشباب في هذه المبادرات ارتفعت بشكل ملحوظ بفضل إدراكهم لقيمتها وفائدتها، قائلة: “حين يرى الشباب زملاءهم يستفيدون من هذه البرامج، فإن نسبة المشاركة ترتفع تلقائيًا”. تجربة بحرينية ناضجة ولفتت إلى أن التجربة البحرينية في تمكين الشباب وصلت إلى مرحلة من النضج، حيث لم يعد الشباب مجرد متلقين للبرامج، بل أصبحوا في صلبها وجوهرها، يخططون ويبتكرون ويشاركون في التنفيذ. وأوضحت أن هناك 38 مركزًا للشباب موزعة في مختلف مناطق المملكة، بينها ثلاثة مراكز نموذجية أبرزها المركز العلمي، مؤكدة أن إشراك الشباب في تصميم وتخطيط البرامج الخاصة بهم هو الضمانة الحقيقية لاستدامة هذه التجربة. نجاح “لامع” ومدينة الشباب وأشارت الشيخة دينا إلى أن نجاح البرنامج الوطني لامع يعود بالأساس إلى تطويره من قبل الشباب أنفسهم، حيث انطلق في نسخته الأولى من الوزارة، واستمر ليصل اليوم إلى نسخته الخامسة عبر الهيئة، بعد أن أصبح الشباب هم من يرفعون سقفه ويطورونه. وأضافت: “لنأخذ مدينة الشباب كنموذج؛ حين نرى إقبال الشباب على هذا المشروع ندرك أن هناك استمرارية حقيقية في عطائهم. فالشباب الذين عملوا في المشروع قبل 15 عامًا هم أنفسهم الذين يواصلون اليوم، بعدما تدربوا في مركز سلمان ومركز الإبداع. هذا الارتباط جعلهم يتابعون المشروع في كل مرحلة من حياتهم، من الدراسة إلى ما بعد الثانوية، وصولًا إلى التعليم العالي وسوق العمل، ولا يزالون يتساءلون كل عام عن موعد افتتاح المدينة وفرص التطوع فيها”. شراكات وطنية راسخة وبيّنت الشيخة دينا بنت راشد أن هذا النجاح لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة جهود متواصلة وشراكات راسخة تجمع بين القطاعين العام والخاص، إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني. قائلةً: “مدينة الشباب احتضنت هذا العام 220 برنامجًا، وقدمت أكثر من 6000 فرصة للشباب من مختلف الفئات العمرية بين 9 و35 عامًا، وعلى مدى ستة أسابيع، وكل هذه البرامج نفذت بالشراكة، من دون أن يقدم أي منها بشكل مباشر من موظفي الوزارة”. وأضافت أن تراكم الخبرات عبر 14 نسخة من مدينة الشباب عزز ثقة الشركاء، ورفع من حجم المنافسة بينهم، إذ ارتفع عدد السفارات المشاركة من سفارتين فقط إلى أكثر من 20 سفارة، كما تزايدت مشاركة القطاع الخاص، خصوصًا في المجالات المرتبطة بالتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي. تفاعل القطاع الخاص وأشارت إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تفاعلًا أكبر من جانب القطاع الخاص مع قضايا الشباب، حيث باتت هناك خطط وبرامج تستهدف هذه الفئة بشكل مباشر. وأضافت: “إذا أخذنا القطاع النفطي كمثال، نجد أن مشاركة الشباب فيه تتزايد سنويًا بفضل التوعية، وهو ما جعل تجربة مدينة الشباب منصة وطنية حقيقية يستفيد منها الجميع”. الشباب في قلب العملية وختمت الشيخة دينا بالتأكيد على أن ما يميز هذه التجربة هو ارتباط الشباب العاطفي والعملي بالمشاريع الوطنية، قائلة: “في يوم تكريم المتطوعين لمسنا جميعًا مدى حب الشباب لمدينة الشباب وتمسكهم بها، حتى أصبحت بالنسبة لهم مدينتهم التي صمموها بأفكارهم ومقترحاتهم. كما أن نسبة عالية من البرامج صُممت لتلبية احتياجات سوق العمل بالتعاون مع صندوق العمل (تمكين)، إلى جانب برامج أخرى وضعت استجابة لاهتمامات الشباب أنفسهم، ما يعكس وعيًا عميقًا بتوجهاتهم وقطاعات اهتمامهم”.