- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 06/Aug 13:15

مهرجانات الطعام الصيفية: تجارب تذوق حول العالم

يمثل فصل الصيف موسمًا ذهبيًا لعشاق الطعام حول العالم، حيث تنتشر المهرجانات التي تحتفي بالنكهات المحلية والعالمية في أجواء من الفرح والاحتفال. هذه المهرجانات لا تُقدَّم فيها الأطباق فقط بوصفها طعامًا يُؤكل، بل تتحول إلى أدوات للتواصل الثقافي والتعبير عن هوية الشعوب وتاريخها. في الساحات المفتوحة، وتحت الأضواء، وأمام عربات الطهو المتنقلة، يتجمع الناس من خلفيات مختلفة لتذوق أطعمة متنوعة، من البسيط إلى الفاخر، ومن الشعبي إلى المبتكر. وبينما يلتف الزوار حول أكشاك الطعام، تنبعث الروائح الغنية، وتعلو أصوات الموسيقى، وتتحول المدن الكبرى والصغيرة على حد سواء إلى مسارح مفتوحة لتجربة الحواس. من آسيا إلى أوروبا، ومن الأمريكيتين إلى أفريقيا، تزدهر مهرجانات الطعام الصيفية باعتبارها وجهة سياحية في حد ذاتها، تستقطب الملايين الذين يسافرون لاكتشاف نكهات جديدة وعيش لحظات لا تُنسى. آسيا: حيث تمتزج النكهات بالتقاليد في قارة آسيا، تكتسب مهرجانات الطعام طابعًا تقليديًا وروحيًا في آنٍ واحد. ففي تايلاند، يُقام مهرجان "فوكيت للأطعمة البحرية" خلال الصيف، حيث تمتد الموائد على طول الشواطئ وتُقدَّم أطباق طازجة من الأسماك والمحار وسط أجواء احتفالية تضم عروض الطهي المباشر والمسابقات. وفي اليابان، تنتشر مهرجانات "ماتسوري" التي تجمع بين طقوس دينية وعروض طعام الشارع، حيث يمكن تذوق "تاكويّاكي" و"ياكيسوبا" وغيرها من المأكولات التقليدية تحت أنوار الفوانيس. أما في كوريا الجنوبية، فيحظى مهرجان "بوسان للأطعمة" بشعبية واسعة، ويُعد فرصة للتعرف على المطبخ الكوري الذي يجمع بين التوابل القوية والمكونات الطازجة. ما يميز المهرجانات الآسيوية هو حفاظها على روح الأصالة، واحتفاؤها بكل تفصيلة في عملية إعداد وتقديم الطعام، ما يجعل من حضور هذه الفعاليات تجربة ثقافية متكاملة. أوروبا: تذوق الفنون والنكهات في الهواء الطلق تُعتبر القارة الأوروبية واحدة من أكثر الوجهات غنى وتنوعًا في مهرجانات الطعام الصيفية، حيث تقام الاحتفالات في الساحات التاريخية، وتتحول المدن إلى معارض مفتوحة للمأكولات المحلية والعالمية. في إيطاليا، على سبيل المثال، يُقام مهرجان "جيلاتو" في فلورنسا، وهو احتفال مخصص بالكامل للآيس كريم بأنواعه ونكهاته، ويجمع بين الإبداع والمهارة التقليدية. أما فرنسا، فتنظم مهرجانات الجبن في قرى الأرياف ومدن الجنوب، حيث يتذوق الزوار المنتجات العضوية وسط الطبيعة الخضراء والموسيقى الهادئة. وفي إسبانيا، تُقام احتفالات "تاباس" في برشلونة ومدريد، حيث يتم عرض المئات من أطباق المقبلات الصغيرة في أجواء من المرح والتفاعل. لا تنحصر هذه المهرجانات في تقديم الطعام فحسب، بل ترافقها عروض موسيقية وورش تعليمية تجعل من المشاركة تجربة معرفية وترفيهية في آنٍ واحد. الأمريكيتان وأفريقيا: لقاء الثقافات فوق المائدة في الأمريكيتين، تأخذ مهرجانات الطعام طابعًا ديناميكيًا وعصريًا، حيث تمتزج تقاليد الطهو الأصلية بتأثيرات عالمية متنوعة. في الولايات المتحدة، تنتشر مهرجانات الشواء والطعام المتنقل في المدن الكبرى مثل نيويورك ولوس أنجلوس، حيث تُعرض أطباق من مختلف أنحاء العالم، من التاكو المكسيكي إلى البرغر الأمريكي مرورًا بالسوشي والبيتزا. أما في أمريكا الجنوبية، فيبرز مهرجان "مستراس" في بيرو كمثال على الاحتفاء بالمطبخ المحلي الذي يُعد من الأكثر تطورًا في العالم، بفضل استخدامه لمكونات محلية طازجة وأسلوب تقديم معاصر. وفي القارة الأفريقية، تظهر مهرجانات الطعام كمنصات للتعريف بثقافة الشعوب وتعزيز الهوية، مثل مهرجان "لاكوس" في نيجيريا الذي يحتفي بالمأكولات النيجيرية وسط أجواء شعبية نابضة بالحياة، حيث تلتقي الموسيقى والرقص مع رائحة الأطعمة الغنية بالتوابل. تشكل مهرجانات الطعام الصيفية أكثر من مجرد فرصة لتناول وجبة لذيذة، بل هي نوافذ تطل على ثقافات متعددة وتجارب إنسانية غنية. إنها تجمع بين الفن والطهو، بين الحاضر والماضي، وتحوّل الطعام من فعل يومي إلى احتفال جماعي مشترك. التنقل بين مهرجان وآخر يعني التجول بين قارات وحضارات، وتجربة نكهات تحكي قصص الشعوب وتقاليدها. سواء كنت من محبي الأطباق الشعبية أو الفضوليين تجاه تجارب الطهو المعاصرة، فإن هذه المهرجانات تقدم لك عالماً كاملاً من الاكتشاف والمتعة. إنها دعوة مفتوحة للتذوق، والانفتاح على الآخر، وتقدير الطهو بوصفه لغة عالمية لا تحتاج إلى ترجمة. تم نشر هذا المقال على موقع سائح