- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 27/Aug 15:30

الدرعية التاريخية: قلب الرياض النابض بالتراث

الدرعية التاريخية ليست مجرد وجهة سياحية عابرة، بل هي مهد تاريخي عريق يشكل أحد أهم معالم المملكة العربية السعودية، حيث انطلقت منها الدولة السعودية الأولى، لتصبح رمزًا للأصالة ومصدر فخر واعتزاز. تقع الدرعية على أطراف العاصمة الرياض، وتُعرف بعمارتها النجدية الفريدة وأجوائها التي تعكس عبق الماضي بروح عصرية تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. ومع إدراج حي الطريف ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، ازدادت أهمية هذه الوجهة التي تحولت إلى معلم سياحي وثقافي بارز، يجمع بين الأصالة والترفيه، وبين الثقافة والحداثة. حي الطريف: جوهرة التراث العالمي حي الطريف هو قلب الدرعية التاريخية وأبرز أحيائها، حيث يحتضن بين جدرانه الطينية ذاكرة تأسيس الدولة السعودية الأولى. يتميز الحي بعمارته التقليدية المبنية من الطين التي تجسد الطراز النجدي الأصيل، وتشكل مشهدًا فريدًا يروي حكايات الأجداد وبطولاتهم. إدراج الحي ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو جعله قبلة للزوار من مختلف أنحاء العالم، حيث يمكن للزائر التجول بين أزقته الضيقة ومشاهدة القصور والمساجد القديمة التي تعكس عظمة الماضي. كما يتم تنظيم فعاليات ثقافية وعروض تفاعلية في الحي تعيد إحياء الحياة اليومية القديمة، مما يجعل الزيارة تجربة استثنائية تعيدك إلى أزمنة غابرة. متاحف ومراكز ثقافية تعيد كتابة التاريخ تضم الدرعية مجموعة من المتاحف التي تقدم للزائر تجربة معرفية غنية حول تاريخ المملكة وتطورها عبر العصور. متحف الدرعية، على سبيل المثال، يقدم معارض تحكي قصة تأسيس الدولة السعودية الأولى وتطورها السياسي والاجتماعي. كما يمكن العثور على مراكز ثقافية تتيح للزائر فرصة التفاعل مع التاريخ من خلال تقنيات عرض حديثة تجمع بين المتعة والمعرفة. إضافة إلى ذلك، تُقام في الدرعية فعاليات موسمية ومهرجانات ثقافية تعرض الفنون الشعبية والأنشطة التراثية التي تُعيد إحياء الروح السعودية الأصيلة في أجواء مبهجة تناسب جميع أفراد العائلة. مقاهي وأسواق تنبض بروح الماضي بعيدًا عن التاريخ والثقافة، توفر الدرعية للزوار أجواء ترفيهية واجتماعية مميزة من خلال مقاهيها ومطاعمها التراثية التي تقدم الأطباق السعودية الأصيلة وسط أجواء معمارية تقليدية نابضة بالحياة. كما أن الأسواق الشعبية تعكس بوضوح صورة الحياة القديمة، حيث يمكن للزائر شراء منتجات حرفية يدوية وتذكارات محلية تعكس الهوية السعودية. هذا التنوع يجعل من زيارة الدرعية تجربة متكاملة تجمع بين الترفيه والتاريخ، وبين الاسترخاء والاستكشاف، مما يرسخ مكانتها كأحد أهم الوجهات السياحية في المملكة. في النهاية، تبقى الدرعية التاريخية وجهة لا يمكن تفويتها لكل من يزور الرياض أو يسعى لاكتشاف عمق الثقافة السعودية. فهي ليست مجرد مدينة قديمة، بل هي مرآة تعكس أمجاد الماضي، وجسر يصل بين الحاضر والمستقبل، في مزيج فريد يجمع بين التراث العريق وروح الحياة العصرية. زيارة الدرعية ليست فقط رحلة في المكان، بل هي أيضًا رحلة في الزمان، حيث يعيش الزائر تجربة استثنائية تظل محفورة في الذاكرة. تم نشر هذا المقال على موقع سائح