- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 27/Aug 23:01

جمال صالح: أعطال الألعاب تهدد حياة الزوار

بينما تشهد مدن الملاهي حول العالم حوادث متكررة بسبب الأعطال الفنية في الألعاب، لم تُسجّل مملكة البحرين سوى حادثة واحدة خلال السنوات العشر الماضية، وبالتحديد في العام 2013، بسقوط طالبة من إحدى الألعاب في متنزه ترفيهي أرضًا أثناء سير اللعبة، ما أسفر عن إصابتها بكسر في الجمجمة وثلاث فقرات من الظهر، إلا أن غياب الحوادث لا يعني التهاون في تطبيق معايير السلامة، وعدم القيام بالصيانات الدورية اللازمة للألعاب، ما يبرز أهمية الالتزام الدائم بالإجراءات الوقائية للحفاظ على سلامة الزوار. وفي هذا الصدد، أكد الاستشاري والمدرب الدولي المعتمد في الصحة والسلامة المهنية والبيئية والحريق والإسعافات الأولية جمال صالح في حديثه لـ “البلاد” أن المخاطر المتعددة سواء البسيطة أو البليغة لا يمكن أن تغيب عن مدن الملاهي في مملكة البحرين، والتي من المفترض أن تكون أماكن للترفيه والمتعة، لافتًا أن أسباب الإصابات التي من الممكن أن تحدث تتنوع بين أعطال في الألعاب وأخطاء المشغلين ونقص احتياطات السلامة أو التعرض لأجسام طائرة، مؤكّدًا في السياق ذاته على أهمية تطبيق المراكز الترفيهية في مملكة البحرين إجراءات السلامة المسبقة لضمان متعة آمنة للجميع وضمان عدم حدوث مشكلة أخرى. وأضاف أن على الإدارة تطبيق إجراءات تشغيلية دقيقة لضمان سلامة الأرواح وتفادي حدوث الأعطال، منها التدريب والتأهيل المستمر للموظفين المشغلين، وتدريبات الطوارئ المنتظمة ودورات في الإسعافات الأولية، وتزويد المشغلين ببرامج شاملة حول إرشادات السلامة وكيفية الاستجابة للحوادث الطارئة. ودعا صالح لضرورة عمل الصيانة والتفتيش الدوري للألعاب من شركة معتمدة داخل البحرين، فضلاً عن ضرورة الفحص اليومي وصيانة الألعاب قبل التشغيل من قبل شخص مختص مدرّب، وكذلك التفتيش المتكرر أثناء التشغيل في ساعات العمل لأكثر من 5 مرات يوميًا، إلى جانب فحوصات أسبوعية انتقائية لجميع أجزاء الألعاب وتشحيمها وتنظيفها، وفحوصات شهرية تشمل فحصًا مفصلًا للألعاب الميكانيكية والكهربائية والحبال السلكية من قبل شركة مختصة، وفحوصات سنوية تشمل فحص أجزاء الأعمدة الهامة وأجزاء اللحام ومقاييس الضغط. وشدّد على ضرورة وضع جدول يوضح أنواع التفتيش الدوري للألعاب، وفحص جهاز السلامة والصيانة البسيطة المنتظم أكثر من 5 مرات يوميًا، وفحص الضوضاء غير الطبيعية والاهتزازات واستقرار التيار يوميًا، فضلاً عن الجدول الأسبوعي الذي يوضح الفحص الانتقائي لجميع الأجزاء والتشحيم والتنظيف، والشهري الذي يبين فحص مفصل للمكونات الميكانيكية والكهربائية، والسنوي الذي يشمل فحصًا شاملًا للأجزاء الحرجة واختبارات الحمل من شركة مختصة، مؤكّدًا أن هذه الإجراءات تعزز كفاءة المعدات وتضمن أعلى مستويات الأمن والسلامة للزوار. وفي سياق متصل، دعا الصالح المراكز الترفيهية لأن تعد خطط طوارئ وإخلاء دقيقة، إلى جانب تطوير بروتوكولات الطوارئ بما يتناسب مع تصميم كل مبنى، مؤكدا أن هذه الخطط يجب أن تتضمن وضع إجراءات مفصلة للاستجابة للحوادث والطوارئ، وإجراء تدريبات شهرية للإنقاذ لكل لعبة على حدة، إلى جانب تنظيم تدريبات منتظمة للمشغلين لتعزيز مهارات إدارة الطوارئ وضمان جهوزيتهم للتعامل مع أي حادث محتمل، لافتًا إلى أنه يجب كذلك توفير لافتات واضحة بمعلومات الطوارئ وخطط الإخلاء، فضلاً عن التنسيق مع خدمات الطوارئ المحلية عند الحاجة. ولفت إلى أنه يجب المعرفة الشاملة لكيفية التعامل مع الحالات الطارئة التي قد تحدث في المراكز الترفيهية من خلال توفير مرافق طبية ومحطات إسعافات أولية، وإبلاغ الموظفين فورًا واتباع إجراءات الإخلاء في حالة الحريق، فضلاً عن توجيه الزوار إلى مناطق آمنة مخصصة في الظروف الجوية القاسية، والإبلاغ الفوري عن أي سلوك مثير للشكوك. وبين أن العاملين في المراكز الترفيهية يواجهون تحديات عدة يوميًا منها، على سبيل المثال لا الحصر، ثقافة الإهمال واللامبالاة لدى العاملين، غياب الرقابة والعقوبات الصارمة، وعدم وجود طبيب دائم بالقرب من موقع الملاهي، لافتًا إلى أنه يمكن حل تلك المشكلات من خلال تعزيز الثقة عبر الشفافية والالتزام بالمعايير، وتوفير سيارة إسعاف مجهزة بمعدات الإنعاش والأكسجين، والتدريب المجاني لجميع العاملين في جميع مدن الملاهي، وكذلك تشديد العقوبات على مدن الألعاب غير الملتزمة بالقوانين، وإنشاء آلية للإبلاغ عن الحوادث وتحليلها للتحسين المستمر. وأكمل أن جهود الأمن والسلامة لا تقتصر على إدارات المدن الترفيهية وحدها، بل تمتد لتشمل الزوار أنفسهم من خلال الالتزام بإرشادات السلامة واتباع التعليمات المعلنة، ويشمل ذلك قراءة لافتات التحذير الخاصة بكل لعبة بدقة، والاستماع لتعليمات المشغلين، والتأكد من ملاءمة الألعاب لأعمار الأطفال وأطوالهم وحالاتهم البدنية، كما يتعيّن استخدام أحزمة الأمان وقضبان الحماية بالشكل الصحيح وعدم محاولة فكها أو فك أجهزة السلامة أثناء التشغيل، إضافة إلى ضرورة مراقبة الأطفال وتوجيههم وعدم تركهم دون إشراف في الأماكن المزدحمة، والتأكد من ملاءمة الألعاب لعمر وحجم الطفل. ونصح بارتداء الملابس المناسبة وتجنب القطع الفضفاضة أو الأكسسوارات التي قد تعلق بالألعاب، مع استخدام الأحذية المغلقة والمريحة خصوصا في الألعاب التي تتطلب حركة كثيرة، فضلًا عن الامتناع عن ركوب أي لعبة تبدو غير آمنة أو تظهر عليها أعطال واضحة والإبلاغ عنها فورًا. وفيما يعني بإدارة الزحام والسعة، أوصى صالح باستخدام التكنولوجيا لمراقبة أعداد الزوار في الوقت الحقيقي، والتأكد من استعداد الموظفين للتعامل مع الاختناقات والازدحام، خصوصًا في فترة الأعياد والمناسبات والعطل. في ضوء ما سبق من حوادث وتحذيرات، تظهر الحاجة الملحة لتسليط الضوء على السلامة في المراكز الترفيهية، وتقييم الإجراءات المتبعة لحماية الزوار، حيث شهد العالم خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام سلسلة حوادث مأساوية في مدن الملاهي، فضلاً عن الأعطال الفنية والتي أثارت تساؤلات واسعة بشأن معايير السلامة في هذه المرافق الترفيهية، وأعاد إلى الواجهة ملف الصيانة الدورية للمرافق الترفيهية وعدم انتظار وقوع الكوارث للبدء في الصيانة. ففي مدينة الطائف السعودية أصيب 23 شخصًا بينهم أربعة بجروح خطيرة إثر انكسار ذراع لعبة وسقوطها بقوة، وفي الهند لقيت امرأة مصرعها بعد سقوطها من أفعوانية، بينما توفي رجل وأصيب صديقه بجروح خطيرة عندما انفصل مقعد لعبة على شكل “أخطبوط” أثناء دورانها بسرعة عالية، كما سقطت امرأة من عربة “العجلة الدوارة” وظلت معلّقة في الهواء على ارتفاع 30 قدمًا، ولم تخلُ بقية الحوادث من مشاهد صادمة، إذ علق أكثر من 30 شخصًا بينهم 8 أطفال في لعبة معطلة لأكثر من ثلاث ساعات، فيما أصيب 13 طفلًا بجروح بعد خروج لعبة عن مسارها، وتوقف عشرات الزوار في الهواء لنحو ساعة بسبب عطل مفاجئ في لعبة شاهقة. وبحسب أحدث الإحصاءات المنشورة عالميًا، سُجّل خلال عقد واحد ما يقارب 25 حادثًا خطيرًا، وتشير التقديرات إلى أن رحلة واحدة من بين كل 15,000 رحلة في مدن الملاهي قد تنتهي بإصابة تستدعي تدخلًا طبيًا، وفيما يعنى بأبرز أسباب الحوادث خلال السنوات العشر الماضية يتبين أن (40 %) فشل ميكانيكي و(35 %) أخطاء بشرية.