- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 04/Sep 17:45

تقنية حديثة تحول رادار السيارات إلى أداة تجسس

كشف فريق بحثي من جامعة بنسلفانيا الأمريكية عن تقنية حديثة قد تفتح الباب أمام شكل جديد من أساليب التجسس الرقمي. رادارات السيارات تدخل عالم التنصت على المكالمات الهاتفية حيث تمكن الباحثون من تحويل رادار سيارات عادي إلى أداة قادرة على التنصت على المكالمات الهاتفية، دون الحاجة لاختراق الجهاز نفسه. وأطلق الباحثون على ابتكارهم اسم WirelessTap، وهو نظام يعتمد على رصد الاهتزازات الدقيقة جداً التي يحدثها الهاتف الذكي أثناء إجراء المكالمات. وبحسب ما ذكرته تقارير علمية، فإن هذه الاهتزازات، التي لا تتجاوز سعتها بضعة ميكرومترات، تنشأ بفعل الموجات الصوتية الخارجة من سماعة الهاتف عند التحدث، وتنعكس على جسم الجهاز. ورغم أن العين البشرية لا يمكنها إدراك مثل هذه التغيرات الضئيلة، إلا أن رادارات الموجات المليمترية، المشابهة لتلك المستخدمة في السيارات ذاتية القيادة، قادرة على التقاطها وتحليلها. وأشارت التقارير إلى أن خطورة هذه التقنية تكمن في أنها تستطيع تجاوز أنظمة التشفير التقليدية. فالمهاجم لا يحتاج لاختراق الهاتف أو اعتراض البيانات المنقولة عبر الشبكات، بل يعتمد فقط على قراءة الاهتزازات التي يولدها الجهاز، كما يفعل جهاز قياس الزلازل حين يسجل الهزات الأرضية. لكن التقاط هذه الإشارات ليس سوى الخطوة الأولى، حيث إنها غالباً ما تكون مشوشة ومليئة بالضوضاء. وهنا لجأ الباحثون إلى الذكاء الاصطناعي، حيث قاموا بتكييف نموذج Whisper من شركة OpenAI، المعروف بقدرته على التعرف على الكلام، ليتعامل مع هذه البيانات الخام، ويحولها إلى نصوص مقروءة بدقة ملحوظة. وخلال الاختبارات، أظهرت التقنية نتائج واعدة، حيث بلغت دقة التعرف على الكلام حوالي 59% عند استخدامها على هاتف Samsung Galaxy S20 من مسافة نصف متر داخل بيئة مخبرية مضبوطة. أما في ظروف أكثر واقعية، حين كان الهاتف في يد المستخدم وعلى بعد متر تقريباً، فقد انخفضت الدقة إلى نحو 40%. ويرى الخبراء أن استمرار تطور رادارات السيارات، مع صغر حجمها وزيادة قوتها، إلى جانب تكاملها مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، قد يجعل مثل هذه الأساليب أداة محتملة لتطوير أجهزة تجسس متطورة قادرة على مراقبة المكالمات الهاتفية عن بعد. ولهذا، شدد المتخصصون على ضرورة ابتكار وسائل حماية إضافية، مثل استخدام مواد عازلة خاصة تقلل من رصد الاهتزازات، أو تجهيز الهواتف بأنظمة تشويش مضادة قادرة على إحباط مثل هذه الهجمات. تم نشر هذا المقال على موقع القيادي