Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 27/Sep 17:55

نواز الدين صديقي...المتورط ورطة مشرفة في السينما

للفيلم الهندي تقاليده وطقوسه وتراثه، وفي المجتمع الهندي الكثير من السلوكيات الخطأ كما في أي مجتمع آخر، ويقف الممثل الهندي الشهير نواز الدين صديقي في مقدمة الفنانين الذين يقدمون أفلاما جريئة تضع الإصبع على الجرح، كدوره في فيلم " هاراماكور" الذي يقوم فيه بدور مدرس يتحرش بالطالبات، والفيلم المثير للجدل " هادي"، ومؤخرا أعلن صديقي عن نيته في إعادة فيلم " اسمي أنابورنا" الذي كتبه وأخرجه  المخرج الفذ الراحل بوداهيب داس غوبتا في العام 1980 وأثار زوبعة من الانتقادات آنذاك كونه يتحدث عن العلاقات غير المشروعة. صديقي يعتبر نفسه متورطا ورطة مشرفة في السينما، ولا يخشى الانتقادات ويباغت الجمهور بأفلام جميلة على مستوى الموضوع والأسلوب، وله طريقته السحرية في تأدية الأدوار المختلفة، ومع ذلك يرى بأن هناك قسما آخر من الجمهور لا يحبه. الفيلم الذي يريد صديقي إعادته مع رؤية ومعالجة مختلفة وجديدة، يدور حول " بروجي" وزوجته " بريتيلانا " وابنيهما " جوتي " و " لاتي" وشحاذ يعيش معهم في نفس الحي الفقير . بروجي غير القادر للحصول على عمل ، يعمل جاهدا للحصول على طعام كاف لعائلته، الأطفال يتذمرون من الجوع وهم دائما جوعى. إن وجود الشحاذ العجوز عند الباب الموارب يتخذ ببطء معنى رمزيا في أفلام بودهاديب، متسائلا عن شرعية أي شيء جميل ما زال مترددا في ذكرى بريتيلاتا. في النهاية يتضح  للزوجة أن من غير الممكن الحفاظ على الجبهة سالمة أمام خطر الجوع ، عندها وفي أحد الأيام يقوم الشحاذ العجوز وهو يعاني من السل بترك حقيبة طعامه وراءه وهو يغادر ليشحذ، ترقبه الأم بعناية من الشباك وحينما يختفي تدخل هي غرفته الصغيرة لسرقة الحقيبة ، لكن الشحاذ العجوز يعود بسرعة إلى البيت فينقض عليها في غضب . جوع خطير بدأ الآن يعري الأم عن آخر بقية من الاحترام . إنها تناضل لتحرير نفسها والحقيبة من الشحاذ الذي يصاب في المحاولة ويموت . تأخذ الأم الحقيبة إلى غرفتها ، وتقوم تلك الليلة بعمل طعام عشاء حار لعائلتها لم تكن قد ذاقته لفترة طويلة ، لكنها لا تقوى على الأكل  وينتهي الفيلم بمحاولة الأم العنيفة للتقيؤ - طعام مر. الفيلم كان عميق العبارة  لا لكونه تحدث عن المعايير الأخلاقية للمجتمع، وإنما أيضا لمقدرة المخرج وكان في بداياته على تشكيل صورة سينمائية غنية، واليوم يسعى نواز الدين صديقي إلى إعادة إرث المخرج بوداهيب داس غوبتا الذي توفي عام 2021