Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 01/Nov 23:24

كيف أسس ديتر شفارتس إمبراطورية “ليدل” وعاش في الظل؟

يُعد رجل الأعمال الألماني المالك لمجموعة شفارتس (Schwarz Group) ديتر شفارتس، أحد أبرز الأسماء في عالم تجارة التجزئة العالمية، إذ تندرج تحت مظلة مجموعته سلسلتا المتاجر العملاقة “Lidl” و “Kaufland”، وقد ورث شفارتس الشركة من والده جوزيف شفارتس، الذي كان قد أصبح شريكا في شركة لبيع الفواكه بالجملة في العام 1930. انضم ديتر شفارتس إلى أعمال العائلة في السبعينات، وبتأثير من نموذج المتاجر المنخفضة في الأسعار، قام بافتتاح أول متجر “ليدل” في العام 1973 بمدينة لودفيغسهافن الألمانية. كان هذا المتجر متواضعا للغاية، يعمل بثلاثة موظفين فقط ويحتوي على نحو 500 صنف من المنتجات. ولتجنب اللعب غير المقصود بالكلمات في اللغة الألمانية، إذ “Schwarz Markt” تعني السوق السوداء، قام ديتر شفارتس بشراء حقوق اسم “ليدل” من معلم متقاعد يدعى لودفيغ ليدل مقابل 1000 مارك ألماني. وبعد وفاة والده في العام 1977، تولى شفارتس منصب الرئيس التنفيذي، ونجح في بناء مجموعة شفارتس لتصبح أكبر إمبراطورية تجزئة في أوروبا، متضمنة أيضا إطلاق أول متجر كاوفلاند في العام 1984.  وتُعد المجموعة اليوم ضمن أكبر مجموعات تجارة التجزئة في العالم، إذ قُدرت إيراداتها بأكثر من 160 مليار دولار في العام المالي 2022 - ‏2023، وتوظف نحو 575 ألف موظف على مستوى العالم. وتُقدر ثروة ديتر شفارتس، التي تستند بشكل أساسي إلى ملكيته الكاملة لمجموعة شفارتس، بمليارات الدولارات، وقد وضعته تصنيفات حديثة ضمن قائمة أغنى الأشخاص في العالم، كما يُصنف بشكل متكرر كأغنى رجل في ألمانيا. على سبيل المثال، قدرت ثروته بـ 47.2 مليار دولار في العام 2023. وعلى الرغم من إمبراطوريته وثروته الهائلة، يشتهر شفارتس بكونه شخصية منعزلة وتُقدر خصوصيتها بشكل كبير. يرفض شفارتس إجراء أي نوع من المقابلات، ويُقال إن عددا قليلا جدا من صوره متوفر في وسائل الإعلام.  يعيش شفارتس مع زوجته، فرانزيسكا فايبرت (التي تزوجها بالعام 1963)، في مسقط رأسه، مدينة هايلبرون، ولديهما ابنتان. وفي العام 1999، تراجع شفارتس عن إدارة العمليات اليومية وحول ملكية حصصه في “ليدل” و “كاوفلاند” إلى مؤسسة ديتر شفارتس المُعفاة من الضرائب. وتدعم هذه المؤسسة التعليم، والعلوم، والأبحاث، ومرافق رعاية الأطفال؛ ما يعكس تركيزه على الاستثمار طويل الأجل في تنمية المجتمع. وقد ساعدته هذه الخطوة على ضمان استمرارية الشركة مع توجيه جزء من أرباحه نحو العمل الخيري، بحسب “فوربس” الدولية.