Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 09/Nov 00:10

الفردان: الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي يعيدان رسم ملامح صناعة التجزئة

أكد خبير تقنية المعلومات محمد الفردان أن صناعة التجزئة تشهد تحولا جذريا في ظل التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، مشيرا إلى أن تجربة التسوق لم تعد محصورة في المتاجر التقليدية أو عبر المنصات الإلكترونية فقط، بل أصبحت تجربة هجينة تمزج بين العالمين الواقعي والرقمي، فيما يُعرف بمفهوم “الفيزيتال “ (Phygital)، الذي يُعيد تشكيل العلاقة بين المستهلك، والعلامة التجارية، ويمنح الشركات فرصا واسعة للابتكار والنمو. وأوضح الفردان أن الذكاء الاصطناعي أصبح القلب النابض لعمليات التجزئة الحديثة، إذ يُمكن الشركات من تحليل سلوك المستهلكين بدقة، وتخصيص العروض والمنتجات بناء على اهتماماتهم وتفضيلاتهم، إضافة إلى توقع الطلب في الأسواق بشكل دقيق، ما يؤدي إلى تقليل الهدر وزيادة المبيعات، مُشيرا إلى أن هذه التقنيات تُسهم بفعالية في تحسين سلاسل الإمداد وإدارة المخزون، عبر أنظمة تنبؤية ذكية تعمل على رفع كفاءة التشغيل وخفض التكاليف. وأضاف أن تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز قد فتحت الباب أمام جيل جديد من تجارب التسوق التفاعلية، حيث بات بمقدور العملاء تجربة الأثاث افتراضيا داخل منازلهم، أو معاينة الملابس، ومستحضرات التجميل رقميا قبل اتخاذ قرار الشراء، وهو ما يعزز ثقة المستهلك ويقلل من معدلات الإرجاع، وبين أن علامات تجارية عالمية بدأت بالفعل في إنشاء متاجر، وتجارب تسوق افتراضية ضمن عوالم الميتافيرس بهدف التفاعل مع الجيل الجديد من العملاء الرقميين. وفي سياق متصل، أشاد الفردان بمبادرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، في دعم الابتكار وريادة الأعمال، واصفا إياها بالخطوة الملهمة، والرائدة على مستوى المنطقة، مؤكدا على أن المبادرات ساهمت في خلق بيئة حاضنة للتقنيات الحديثة، فضلا عن تحفيز الشباب البحريني على تطوير حلول رقمية مبتكرة تتماشى مع التحول العالمي نحو الاقتصاد الذكي.  وأضاف:”أن دعم القيادة البحرينية للابتكار لا يقتصر على توفير البنية التحتية والتمويل فقط، بل يشمل كذلك بناء ثقافة وطنية تُقدر الإبداع، وتوفر لرواد الأعمال فرصا للتوسع على المستويين الإقليمي والدولي”. ورغم الإمكانات الكبيرة التي تحملها هذه التحولات، أشار الفردان إلى وجود تحديات حقيقية تواجه صناعة التجزئة، أبرزها قضايا الخصوصية، وحماية البيانات، وارتفاع تكاليف تطوير هذه التقنيات، بالإضافة إلى الحاجة لتأهيل الكوادر البشرية القادرة على مواكبة هذا التحول التقني المتسارع. وأكد خبير تقنية المعلومات محمد الفردان على أن مستقبل صناعة التجزئة يبدو واعدا، وأن الشركات التي تنجح في دمج التكنولوجيا بالإبداع، وتضع المستهلك في صميم التجربة، ستكون هي الأكثر قدرة على التميز والنجاح، لافتا إلى أن عصر التجزئة القادم لن يقتصر على بيع المنتجات، بل سيقوم على تقديم تجارب متكاملة تمزج بين الحياة الواقعية والرقمية، مدفوعة بخوارزميات ذكية، وتجارب افتراضية غامرة تعيد تعريف مفهوم التسوق كما نعرفه اليوم.