Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 27/Nov 18:51

تطابق رؤى القادة ضمانة لنجاح القمة الخليجية 46

أكد عضو اللجنة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعضو مجلس الشورى علي عبدالله العرادي أن القمة الخليجية السادسة والأربعين التي تستضيفها مملكة البحرين تحقيقاً لالتزامها الثابت بدعم مسيرة التعاون الخليجي المشترك، والتي تمثل محطة مفصلية هامة للدور المحوري لمنظومة مجلس التعاون في مواجهة التحديات، وتعزيز آليات العمل الجماعي والتكاملي، مشيرًا إلى أنها تأتي في مرحلة شديدة الحساسية تتطلب تنسيقًا عاليًا للجهود بين دول المجلس، خصوصًا في مجالات الطاقة والأمن والدبلوماسية. وقال العرادي إن جاهزية المنظومة الخليجية وثباتها في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، أظهرت قدرة دول المجلس في قيادة مبادرات كبيرة وتاريخية مفصلية، فضلاً عن طرح مواقف موحدة في كافة القضايا المتعددة، وذلك بدءًا من استقرار أسواق الطاقة ووصولًا إلى التعامل مع التحولات الجيوسياسية المحيطة بالخليج. وأضاف أن السياسات الخليجية في ملف الطاقة على سبيل المثال أظهرت نجاحها كبيرًا، حيث استطاعت دول المجلس الحفاظ على مكانتها كمصدر موثوق للطاقة عالميًا، وفي الوقت ذاته المضي في استراتيجيات متقدمة للتحول نحو الطاقة المستدامة، وهو احد الموضوعات الحيوية المطروحة على جدول اعمال القمة المقبلة. وأشار العرادي إلى أن العمل الأمني بين دول الخليج شهد خلال الفترة الماضية تطورًا نوعيًا، انعكس في مستوى عال من تبادل المعلومات والتنسيق العسكري، وتعزيز قدرة المجلس على مواجهة التحديات العابرة للحدود ودعم مسيرة المجلس في الحفاظ على الامن والسلم الدوليين. وقال العرادي إن هذا التنسيق الأمني هو أحد الأعمدة الأساسية التي يقوم عليها الاستقرار الإقليمي والدولي، موضحًا أن دول المجلس أثبتت أنها تمتلك أدوات فعّالة لحماية مجالها الحيوي ولتأمين ممراتها البحرية والاقتصادية، وان تكون طرفاً دوليا فاعلاً في هذا المجال الهام. وفي الجانب الدبلوماسي، أكد العرادي أن السياسة الخارجية الخليجية الحكيمة أسهمت وبشكل فاعل في بناء علاقات دولية متوازنة، وفي تعزيز التنسيق والتكامل العالمي، وفي دعم قضايا السلام والاستقرار الدوليين، وتفعيل الشراكات الاستراتيجية الدولية، وان القمة المقبلة ستؤكد استمرار هذا النهج مع الدول الصديقة، وأضاف أن البحرين، حين تستضيف القمة، تحمل معها إرثًا طويلًا من العمل الدبلوماسي الحكيم والمتزن، وهو ما يمنح القمة زخمًا خاصًا. وحول دور الهيئة الاستشارية، قال العرادي إن الهيئة تقوم بدورها لدفع مسيرة التعاون الخليجي المشترك قدمًا، عبر تنفيذ تكليف المجلس الأعلى، وتقديم الدراسات والمرئيات التي ترمي الى تحقيق مزيد من التعاون والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء، وان عملها يسهم بشكل إيجابي وملموس في دعم مسيرة المنظومة الخليجية، وأوضح أن المرحلة الحالية تتطلب مزيد من التفعيل لآليات والأجهزة الخليجية المختصة، والتي تدعم تنفيذ المشاريع المشتركة. وأكد أن الهيئة تعمل حاليًا على بلورة مجموعة من التصورات العملية في عدد من الملفات الحيوية، مثل الجهود الخليجية لمواجهة الكوارث الطبيعية، وكذلك السياسات والتشريعات الخليجية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، وتكامل الخدمات بين دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرًا إلى أن هذه الملفات تُعد ركيزة أساسية لمسار التكامل الاقتصادي الخليجي.  وقال العرادي إن تكامل الخطط الوطنية للدول الأعضاء وربطها برؤية موحدة، والتعامل معها كفرص تنموية مشتركة يعكس قوة المنظومة الخليجية، ويؤكد مكانتها الكبيرة وتأثيرها على المستويين الإقليمي والدولي. وأردف العرادي أن القمة الخليجية 46 تمثل فرصة تاريخية لإطلاق مرحلة جديدة من العمل الخليجي، خصوصًا في ظل الظروف الإقليمية والدولية، وأكد أن البحرين ستقود القمة بروح المسؤولية وبخبرة عميقة اكتسبتها عبر عقود من الالتزام بالعمل الخليجي المشترك، وبنهج جلالة الملك المعظم والذي يضع وحدة الصف الخليجي في مقدمة أولوياته. وختم العرادي حديثه بالتأكيد على أن تطابق الرؤى بين قادة دول المجلس هو الضمانة الحقيقية لنجاح القمة المقبلة، وأن مخرجاتها ستكون امتدادًا لمسار طويل من الإنجازات والمبادرات التي تستهدف بناء خليج آمن، مستقر، ومزدهر، وقادر على التفاعل بثقة مع التحولات العالمية ومتطلبات التنمية المستدامة.