Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 17/Nov 16:20

مراجعة Goodnight Universe

تبهرنا دومًا ألعاب الاندي عندما تثبت أنها لا تحتاج إلى ميزانيات كبيرة لتقديم تجربة لا تنسى، ليست مثالية، لكنها مميزة بالتأكيد، وفي مراجعة Goodnight Universe سأستعرض لكم لماذا تعتبر هذه اللعبة الجديدة مثالاً آخر على الجودة التي تنفرد بها ألعاب الاندي. رواية خيالية لطيفة تركز اللعبة على سرد قصة أشبه برواية مكتوبة بشكل لطيف، فهي تسلط الضوء على حياة عائلة بسيطة وابنها الرضيع الذي لا يبدو مثل أي طفل آخر بهذا العمر، ويمكنه التفكير كما يفكر البالغ الراشد! بالطبع، سوف يكتشف الصوت الذي بداخل هذا الطفل حقيقة أمره، وما هي القدرات الخارقة التي يمكنه القيام بها، وتمشي حبكة القصة نحو تسليط الضوء على كشف معالم وأسرار هذه القدرات، ثم تبدأ بالاقتراب أكثر وأكثر نحو الجانب العاطفي من معنى العائلة وأهميتها في حياتنا، والارتباطات التي نشكلها مع الآخرين، مهما بدت غريبة وليست مع البشر! أحاول قدر الإمكان في اختيار كلمات لا تفسد عليكم أحداث القصة، فهي مكتوبة بعناية لتقديم الأحداث بتسلسل مسلي وجيد، ولذلك التعمق أكثر في الحديث عن القصة لن يفيدكم بهذه الحالة. يمكنني القول في ختام الحديث عن القصة، أنها ليست جيدة فحسب بل أحسنت في تخصيص ميزانية للأداء الصوتي، فلو كانت من ألعاب الاندي التي تلتزم الصمت، لما تمكنت من إيصال العواطف والأحداث بالطريقة ذاتها. خلال تجربة القصة في اللعبة سيتوجب عليك اختيار بعض النقاط الرئيسية في الحوار، ومع أني لم أشعر أنها جوهرية في تغيير مسار القصة، لكنها ساعدت في جعل اللعبة أكثر قدرة على تقريبك إليها وشعورك اكثر بالانغماس في أحداث قصتها، لكن بالطبع ستجد بعض الخيارات الهامة في القصة التي لا يمكن الرجوع عنها وتحدد مصير بعض الشخصيات. بالطبع، الميزانية المحدودة تظهر بشكل واضح في بعض جوانب القصة التي حاول المطور إخفائها نوعًا ما عبر اختراع أفكارًا ذكية لسرد أفسام من القصة دون تصميم وبرمجة حركة الشخصيات، بل بالاكتفاء بالسرد، فإن كان ذلك لا يمنعك من الاستمتاع باللعبة، فلا اعتقد أنه سيكون مشكلة كبيرة في الانغماس بأحداث القصة. فكما قلت في البداية، ألعاب الاندي تتميز دائمًا بابتكار طرق لتقديم جودة عالية دون امتلاك الميزانيات الضخمة. ___ لا تفوت: مراجعة Little Nightmares III ___ تجربة لعب محدودة لكن ذكية ومرضية آليات اللعب محدودة بشكل واضح، حيث تركز اللعبة بشكل كبير على أن تكون تجربة قصصية تفاعلية، لكنها رغم ذلك لم تخلو من بعض آليات اللعب الجميلة والجيدة. معظم آليات اللعب تتمحور حول حل اللغز الذي يمكن اعتباره أقرب إلى تحدي حتى تتمكن من التقدم في القصة، وبعضها الآخر بهدف التسلية والترفيه، وبعضها تحدي السباق مع الزمن، بحيث عليك استخدام الآليات المتاحة أمامك بسرعة كي لا تخسر وتتمكن من المتابعة. الآليات التي أتحدث عنها متنوعة ما بين التحكم عن بعد بالأبواب ورفع الأشياء وجعلها تحلق أو إعادة ترتيبها، والتواصل مع الآخرين وغيره، وتم توزيعها في أحداث اللعبة حتى لا يمل اللاعب ويجد شيء جديد في كل حدث من أحداث اللعبة. لكن على الرغم من ذلك، لم تتمكن تجربة اللعب من النجاة من بعض المشاكل في التكرار، وأحيانًا هنالك أقسام طويلة من اللعبة تعتمد على تكرار الآلية نفسها، خصوصًا تلك التي تتعلق بقراءة مذكرات شخصية هامة في القصة، فقد أمضت اللعبة وقتًا طويلاً وهي تعتمد على مؤدي صوتي فقط يقرأ المذكرات، واللاعب يتفاعل بشكل بسيط. لحسن الحظ، لم يكن ذلك عيبًا كبيرًا في اللعبة أو كثير الحدوث، وإلا لكانت هذه التجربة مخيبة للأمل، بالأخص أنها قصيرة نوعًا وغالبًا لن تتطلب منك أكثر من 3 ساعات لإنهائها. تصميم رسومي خاص المظهر الرسومي بعيد بالكامل عن التصاميم الواقعية وهذا ليس هدفها بكل وضوح، بل هنالك توجهًا فنيًا واضحًا في اللعبة يريد أن يجعلها مميزة عن غيرها في مظهرها المرئي وطريقة عرض الشخصيات، مثل العنوان السابق للمطور Before Your Eyes لكن مع تحسينات وترقيات في المظهر العام، ويمكنني وصف التصميم الرسومي بأنه أقرب إلى نسخة أبسط رسوميًا من Life is Strange. شخصيًا لا أجد ذلك عيبًا أو مشكلة، بل احترم دائمًا اهتمام المطور بالجانب الفني أكثر من الرسومي، خصوصًا إن تمكن من موازنة كلاهما بشكل جيد، وهذا ما أراه في Goodnight Universe، التي لم تضحي بالمؤثرات الحركية الجيدة والمناسبة لطريقة سرد الأحداث. الأداء الصوتي هو النجم الحقيقي قلت سابقًا في المراجعة أن اللعبة ما كانت ستكون بنفس الجودة لولا الأداء الصوتي، وهنا أسلط ضوءًا أكبر على ذلك، فقد كان الأداء الممتاز من الممثلين الصوتيين أكبر عامل في نجاح قصة اللعبة وطريقة سردها. هنالك العديد من الأسماء المعروفة التي شاركت في العمل على أصوات اللعبة، منهم الممثل Lewis Pullman الذي لعب دور البطل الرئيسي وكان أيضًا المعلق العام الذي يسرد أحداث القصة بصوت شخصيته. عمومًا، يمكن الإشارة أيضًا إلى المؤثرات الصوتية العامة التي تم تطويرها بشكل جيد لتأدية غرضها دون مشاكل، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأداء التقنية الذي كان بحالة ممتازة دون أي مشاكل تذكر. ختامًا، لا يوجد للأسف دعمًا للغة العربية في الترجمة أو الدبلجة. كلمة أخيرة عن مراجعة Goodnight Universe لعبة Goodnight Universe قد تكون تجربة قصيرة لكنها تترك انطباعًا قويًا مع قصتها الغامرة والمميزة والأداء الصوتي الذي يستحق كل الاحترام والتقدير، ونظام اللعب الذي لا يعتبر الأفضل في اللعبة أو أقوى جانب فيها، لكن الأفكار الجميلة التي يقدمها والابتكارات الذكية، تجعله ميزة أخرى من ميزات اللعبة، رغم بعض الأشياء السلبية هنا وهناك. Arab Gamers