Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 22/Nov 22:31

حول الخبر: البحرين وعُمان تعززان التعاون الدبلوماسي والأكاديمي

في غمرة احتفالات سلطنة عُمان الشقيقة بيومها الوطني، يبرز اللقاء الذي عُقد يوم الخميس المنصرم بين مدير عام أكاديمية محمد بن مبارك آل خليفة للدراسات الدبلوماسية د. الشيخة منيرة بنت خليفة آل خليفة ووكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية في سلطنة عُمان الشيخ خليفة بن علي الحارثي، بوصفه محطة جديدة ضمن مسار اللقاءات التي تعزز الشراكة المؤسسية بين البلدين في مجالات العمل الدبلوماسي. ويؤكد هذا اللقاء التزام البلدين بالانتقال إلى مستوى أكثر تنظيمًا ومؤسسية في التعاون الدبلوماسي، وبما يعزز جاهزية الكوادر الوطنية ويواكب التطورات المتسارعة في العمل الخارجي، من خلال بحث آفاق تعزيز التعاون الثنائي وتطوير برامج التدريب الدبلوماسي، والتشديد على أهمية تبادل الخبرات لبناء قدرات أكثر فاعلية وشراكة أكاديمية ودبلوماسية مستدامة. ويندرج هذا اللقاء في إطار الصورة الراسخة للعلاقات بين مملكة البحرين وسلطنة عُمان، وهي علاقات تُعد نموذجًا عربيًا وخليجيًا في متانة الروابط السياسية وتكامل الرؤى ومسار التطور الدبلوماسي المستمر، فهذه العلاقات تتجاوز إطار التعاون التقليدي لتصل إلى مستوى الشراكة القائمة على تاريخ مشترك، وعمق حضاري وثقافي، ورؤية تنموية موحدة تسعى إلى الارتقاء بمصالح الشعبين الشقيقين، استنادًا إلى مؤشرات واضحة للتنسيق السياسي والتنمية المشتركة والسير بالعمل الدبلوماسي نحو المزيد من الاحترافية. وتعزيزًا لذلك، يُمكن الرجوع إلى نص الحوار الذي أجرته صحيفة “البلاد” يوم الأربعاء 19 نوفمبر الجاري مع سفير سلطنة عُمان لدى مملكة البحرين السيد فيصل بن حارب البوسعيدي، والذي أكد فيه أن العلاقات الثنائية تستند إلى إرث طويل من الاحترام والثقة المتبادلة بين قيادتي البلدين، وقد مثّلت زيارة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق إلى البحرين في أكتوبر 2022 محطة محورية أعادت التأكيد على التقارب الاستراتيجي بين البلدين، فيما جاءت زيارة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم إلى سلطنة عُمان في يناير 2025 لتشكل دفعة قوية فتحت آفاقًا جديدة أمام برامج اللجنة العُمانية البحرينية المشتركة. وعلى الصعيد السياسي، تتسم العلاقات البحرينية العُمانية بدرجة عالية من الانسجام والتوافق في التعاطي مع القضايا الإقليمية والدولية، إذ تعكس مواقف البلدين في المحافل الدولية ومؤسسات العمل الخليجي والعربي خطابًا ورؤية موحدة تستند إلى دعم الاستقرار الإقليمي وترسيخ مبادئ الحوار والسلام والتنمية. ويبرز ذلك جليًا من خلال التواصل المستمر بين مسؤولي البلدين، وخطوط التنسيق الفاعلة التي تتيح لصوت البحرين وعُمان الحضور بثقة واتزان داخل مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية، بما يدعم استقرار المنطقة ويعزز روح التضامن الخليجي.  أما على صعيد التعاون الاقتصادي، فقد أشار السفير السيد فيصل بن حارب البوسعيدي إلى وجود ما يقارب 850 مؤسسة بحرينية تعمل في السلطنة، معظمها في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، في حين بلغت الاستثمارات البحرينية المباشرة نحو 375 مليون ريال عُماني موزعة على قطاعات رئيسية تشمل العقار والأغذية ومواد البناء وغيرها، كما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حتى أغسطس 2024 نحو 118 مليون ريال عُماني، وهو رقم يعكس قاعدة متينة للتعاون الاقتصادي ويجعل منه أحد أبرز المسارات الواعدة في المرحلة المقبلة.