- ESSAHRAA.NET - الأخبـار - 02/Aug 22:23

"مسيحيو" سيليبابي.. يبحثون عن مقابر لهم.. وتساؤلات حول نشاطهم وأعدادهم

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع رسالة وقعت من ثلاثة أشخاص يقولون إنهم "مسيحيون موريتانيون"، موجهة إلى والي كيدي ماغا للحصول على مقبرة لمعتنقي المسيحية في مدينة سيلبابي عاصمة الولاية.   ومن تحت الرماد؛ اتقدت جذوة المطالبة بتحقيق رسمي يكشف ملابسات القضية، ليجيب على أسئلة ظلت معلقة منذ فترة، لعل أبرزها هل باتت مدينة سيلبابي مستقراً لمن يطلقون على أنفسهم "مسيحيو موريتانيا"؟   يقول الدستور الموريتاني إن الإسلام هو دين البلاد وشعبها الوحيد، ويظهر ذلك في اسمها الرسمي (الجمهورية الإسلامية الموريتانية)، لكن الباب مفتوح أمام الأجانب لممارسة طقوسهم وعباداتهم، وللمسيحيين كنائس معلومة المكان في العاصمة نواكشوط وكبريات المدن.   اجتماع للتشاور.. وفي غمرة الجدل الذي أثارته الرسالة؛ اجتمع والي كيدي ماغا دحمان ولد بيروك، بممثلين عن هيئة العلماء الموريتانيين ورابطة الأئمة الموريتانيين وبعض الأئمة من القرى المجاورة لمدينة سيلبابي.   لم تربط الوكالة الموريتانية للأنباء -لدى نقلها الخبر- بين الاجتماع والرسالة، إلا أن مراقبين تحدثوا عن خيط يربطهما، حتى وإن تحدث الخبر عن اجتماع "للتنسيق بين السلطات الإدارية والهيئات الإسلامية المعنية بهدف التشاور في مختلف القضايا التي تهم الهيئتين في إطار اختصاصهما بالتنسيق والتشاور مع السلطات الإدارية".   مخاوف تتجدد من خطر يتمدد.. ولم تكُ مطالبة موريتانيين بتوفير مدفن للمسيحيين لتمر دون أن يستشعر البعض خطراً ينمو ويتمدد لاستقطاب أكبر عدد من الموريتانيين لتغيير ديانتهم إلى المسيحية.   وفي حين لا يعرف على سبيل الدقة عدد "المسيحيين الموريتانيين"، إلا أن هذه الرسالة جاءت لتلقي الضوء على ما بات واقعاً لا مراء فيه، حسب متابعين.   ويرى هؤلاء أن الخطوة تشير إلى أن الأمر لم يعد مجرد حالات متفرقة، بل "مجتمع مسيحي" حصل على حقه في ممارسة طقوسه دون منغصات، ويفكر في حقوقه ما بعد الموت.   الحلاق.. القطرة التي أفاضت الكأس.. الرسالة الجديدة ليست الخيط الأول لقضية "المسيحيين الموريتانيين"، إذ تكشفت تفاصيل القضية، عندما أصر مجموعة من الأشخاص يقولون إنهم "مسيحيون موريتانيون في سيلبابي" على دفن "حلاق موريتاني مسيحي" وفق تقاليد الديانة المسيحية، بعد وفاته في حادث سير. حادثة أثارت جدلاً في المدينة؛ قبل أن تنتهي بدفن "الحلاق المسيحي" في كامل ثيابه في مقبرة المدينة.   هاجت عاصمة كيديماغا وماجت، ومعها علت الأصوات في مدن موريتانية أخرى، رفضاً لدفن مسيحي في مقابر المسلمين، ونُظمت مظاهرات أمام مكاتب الوالي، سرعان ما تحرك أصحابها إلى المقبرة، ونبشوا القبر وأخرجوا جثمان "الحلاق المسيحي"، وطافوا به في الشوارع.   تحركت السلطات الإدارية في الولاية؛ ودفن صاحب القبر في مكان "مجهول"، لكن لم تدفن معه القضية.   لاحقاً؛ كانت سلطات نواكشوط أكثر حسماً في الموضوع، وكان الإعفاء من المهام قاسماً مشتركاً بين السلطات الإدارية وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية في كيديماغا.   أرقام واعتقالات.. تشير أرقام نشرتها المنظمة الدولية للاهتمام المسيحي في ديسمبر من عام 2023 إلى وجود نحو 1000 موريتاني يعتنقون المسيحية.   جاء نشر هذه المعطيات في سياق تضامن المنظمة مع "14 مسيحياً موريتانياً" اعتقلوا خلال هذه الفترة، وأطلق سراحهم في وقت لاحق.   اعتقال المعنيين جاء بعد تداول مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر "مراسم تعميد" لبعض هؤلاء، وهو ما أثار موجة غضب عارمة.   ولم تصدر السلطات الموريتانية أية أرقام أو تفاصيل تتعلق بالموضوع، وإن كانت تتحدث عن "إحباط" محاولات تصب في منحى الدعوة للمسيحية على وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد.