- FATAH.PS - Ala Une - 20/Jul 05:53

ضربة الأردن القاضية على رأس أخطبوط (الإخوان المسلمين)

  موفق مطر كنا على يقين بحدة ونقاء بصيرة القيادة السياسية للمملكة الأردنية الهاشمية، وبقدرات قيادات وكوادر أجهزة الأمن، المسنودة بمستوى عال من الوعي الوطني لدى الشعب الأردني الشقيق، فالمؤامرة على أمن وسلامة ووحدة المملكة، وضرب نظامها السياسي، وإدخال توأم فلسطين في صراعات داخلية، تمهيدا لتمدد وتعزيز تمركز القوى المتصارعة على النفوذ في المنطقة –على رأسها إيران، سليلة الإمبراطورية الفارسية– أما الهدف المزدوج فواضح للعيان ولم يعد مفاجئا لأحد، وهو محو خريطة المملكة الهاشمية الجيوسياسية، واستبدالها بما يسمى "الوطن البديل" للشعب الفلسطيني، أو على الأقل تمهيد أرضية المملكة لاستيعاب ما سينتج عن تمدد الاحتلال والاستيطان العنصري الإسرائيلي على أرض فلسطين، والتهجير القسري في غزة والضفة والقدس، ومن مدن وبلدات وقرى ومناطق الـ48 أيضا. لم نفاجأ من الأخبار التي نشرتها المؤسسة الأمنية الأردنية، حول شبكة الأموال التي عقدت خيوطها جماعة الإخوان المسلمين في المملكة، بأساليب وأدوات مخالفة تماما للقانون، فمراكز تصنيع الأسلحة (القذائف) التي ضبطت قبل شهور، والأسلحة الفردية وحتى المتوسطة، وغيرها من القذائف والمتفجرات وحتى المخدرات المهربة عبر حدود الدول المجاورة الزاخرة بمظاهر انفلات السلاح، وتسخيرها لتحقيق هدف زعزعة أركان الدولة، وإفقاد المواطن الأردني الثقة بأجهزته الأمنية أولا، ثم تفكيك الثقة مع القيادة السياسية، عبر التشكيك بمواقفها من القضايا الوطنية والمركزية كقضية فلسطين، وتغذية إمبراطورية الإعلام التي أنشأتها جماعة الإخوان المسلمين (فضائيات ومنصات تواصل اجتماعي) يستخدم من ليس عندهم الحد الأدنى من الذكاء تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لإذكاء المشاكل الداخلية والنفخ على نارها، ولتحشيد أعضائهم ومناصريهم في مظاهرات استعراض للقوة العددية، وفي محاولات مستميتة لدفع الأردن نحو مربع الحرب مع إسرائيل، باستغلال دماء أطفال ونساء ورجال فلسطين ومعاناتهم ومآسيهم في غزة تحديداً، وتوظيف مواقفهم لكسب مقاعد ومراكز نفوذ في مؤسسات المملكة الشرعية القانونية، تمهيدا للحظة الصفر، هذا كله يحتاج إلى (إمبراطورية مالية) تمولهم شهريا أو سنويا عبر قنوات من الخارج، ونظم شبكة مؤسسات مالية داخلية، تجمع وتوزع، وتصرف على خطط وبرامج (تخريب) المملكة، التي اتخذوها سنة، طبقوها بحذافيرها في مصر وتونس وفلسطين وبلدان أخرى، حتى وصلت تلك البلاد إلى حافة الانهيار لولا وعي شعوبها، الذي أنقذها وعادت إلى جادة الصواب والأمان. ونعتقد أن الأشقاء الأردنيين باتوا على يقين أن (الإخوان) ما أنشئوا ليكونوا جماعة دعوية، أو حزبا وطنيا، وإنما لجعل المخدوعين والمضللين عبوات بشرية ناسفة، تزرع خفية تحت قواعد مجتمع السلم والسلام الأهلي، ولنسف أركان الدولة الوطنية في المنعطفات المصيرية.. صنعوا في مختبرات دول استعمارية، وركبت في أدمغتهم قطاع غيار تستجيب فورا لإشارات ذوي النفوذ في الإقليم، الباحثين عن أجراء ومستخدمين.. استبدلت خلاياهم الإنسانية بخلايا صماء، لا شعور ولا إحساس، ولا أحاسيس، فلا يبصرون.. صممت من مركبات مخصبة من تعاليم تقديس سفك الدماء، والحروب، وبث الكراهية، والشقاق والتناحر، والخصومات، حتى بين الأخ وأخيه، والابن وأبيه، وتغذية الصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية بين المجتمعات، وزودوا بطاقة لا تنضب، لإحلال مقومات الجهل في المراكز الحساسة والإستراتيجية في البلاد، كالتشريع، القضاء، والتجارة والمؤسسات المالية، وعلى هذه الأضلع الأربعة يرفعون أركان دويلة البلطجة السياسية، والتهديد في المساحات الأمنية، على حساب الدولة الوطنية، دويلة تحرم ما أحل الله للناس، مانعة مضادة للفكر والتفكير الإنساني طاردة حارقة للوفاء، للسلام، للمحبة، للإخاء، حتى قيم العدل والمساواة، لا يرونها إلا في تعميم الموت العبثي، والدمار على طريقة شمشون، وإقناع الناس بالفقر كسبيل للجنة! يبدون للناس زاهدين أصوليين، لكنهم وصوليون على متن (التقية) التي علمهم إياها كبيرهم، ورسخ في شريحة ذاكرتهم، أصول الخداع، والتضليل، والتمويه والكذب على الحق الظاهر منه والباطن، فيبدون للناس عكس ما يضمرون، ويسيرون في درب الباطل، ويعملون الشر وهم يعلمون! احترفوا سلب عواطف البسطاء في المصليات والمساجد، ليسهل عليهم سرقة ما في جيوبهم، واستخدموا طقوس الدين شعارا، ليفعلوا وراء الستائر الكبائر، تسمع من إسطواناتهم الدائرة في الليل والنهار عن المنكر والحرام، لكنهم يجيزونه لأنفسهم الأمارة بالسوء!