X

Vous n'êtes pas connecté

Rubriques :

  - FATAH.PS - Ala Une - 11/Jul 02:58

احذروا أن تنتقدوا المقاومة المسلحة!

الكاتب: توفيق أبو شومر سأظل أتذكر أنَّ منسوبي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي اعتبروا المقاومة المسلحة أحد أشكال المقاومة، وليست هي كل المقاومة، فقد كانت المقاومة تعني النضال في كل مجالات الحياة بما يتوفر من جهد وإمكانات، أي أنها وسيلة للحصول على الحرية والاستقلال كهدف رئيس. تمثل أبرز أنواع المقاومة الفلسطينية في الإعلام الفلسطيني، وفي مجال التوعية والثقافة، وفي المجال المعرفي والتربوي، وكانت المقاومة تعني النهوض بقطاع الأعمال والتجارة، وتعني كذلك بناء أسس العدالة، والديموقراطية، وكانت المقاومة تعني كل أشكال المقاومة السابقة، وكانت تعتمد على أساس معرفة العدو؛ لأن معرفته ركنٌ رئيس من أركان هذه المقاومة، لذلك شرع الفلسطينيون في بناء أساس ثقافي مهم يتمثل في معرفة العدو، كأساس رئيس للمقاومة الفلسطينية، بدأ ذلك بتأسيس، مؤسسة الدراسات الفلسطينية قبل تأسيس منظمة التحرير، يوم 12-12-1963، ثم أسسوا مركز الأبحاث الفلسطيني العام 1965 بعد إعلان قيام منظمة التحرير. ظلَّ مركز الأبحاث الفلسطيني متخصصاً في ثقافة معرفة العدو، وهو المركز الذي أدركت إسرائيل خطورته، لذا قامت بتفجيره العام 1983، ونهبت محتوياته. كانت المقاومة في هذين المركزين مقاومة بطولية، برز أثرها في إثراء الوعي والمعرفة، كما أن هذين المركزين كثفا التأييد والنصرة للمقاومة الفلسطينية في معظم أرجاء الوطن العربي والعالم، لأن العالم اعتبر هذه المقاومة جزءاً رئيساً من حضارة الشعب الفلسطيني! أما المقاومة الأخرى في سبعينيات القرن الماضي، فكانت المقاومة في مجال الإعلام بكل لغات العالم، هذه المقاومة اعتمدت على السفراء الفلسطينيين الأكفاء، ممن أجادوا لغة الإعلام الفلسطيني المقاوم والمؤثر، هؤلاء كانوا هم رجال إعلام فلسطين المقاوم، ممن دفعوا حياتهم ثمناً لهذا النوع من المقاومة، وكانت هذه المقاومة أخطر بكثير على إسرائيل من المقاومة المسلحة، لذلك اعتمدت إسرائيل مبدأ اغتيال معظم الإعلاميين الفلسطينيين الأكْفَاء في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، مثل وائل زعيتر، وغسان كنفاني، ومحمود الهمشري وماجد أبو شرار، وكثيرين غيرهم، وكانت تلك المقاومة الإعلامية هي الأبرز والأكثر تأثيراً على قضيتنا الفلسطينية، فهؤلاء الأبطال قادوا مقاومة بطولية نضالية إعلامية مشرفة. ظلت إسرائيل حتى اليوم تعمل لتصفية الإعلاميين المقاومين، لأنهم كانوا أشد خطراً على أمنها الإعلامي من كل حاملي السلاح، لذلك عملت إسرائيل على متابعتهم وتصفيتهم في خضم هذه الحرب العنصرية في غزة منذ يوم السابع من تشرين الأول 2023، فقد بلغ عدد الصحافيين الذين اغتالتهم إسرائيل بقصد وتخطيط أكثر من مائتين وثمانية وعشرين إعلامياً حتى آخر شهر حزيران 2025. كذلك اعتمد بعض الأحزاب الفلسطينية مقاومة أخرى في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وهي اختطاف الطائرات المدنية للمساومة على تحرير الأسرى الفلسطينيين، وبدأت تلك العمليات في وقت مبكرٍ جداً العام 1969، غير أن تلك المقاومة لم تحظَ بموافقة أغلبية أحزاب فلسطين، لذلك جرى تجاوزها، ولم تعد ضمن أولويات المقاومة الفلسطينية! ولا أنسى أيضاً مقاومة مسلحة تمثلت في عملية تفجير حدثت في سد عيلبون، الواقعة ضمن مدينة طبريا في آخر يومين من العام 1964، وإثر نجاح هذه العملية جرى اعتماد الأول من كانون الثاني 1965 ليكون يوم انطلاق الثورة الفلسطينية بقيادة حركة فتح، جرت هذه العملية مقاومة لمشروع احتكار وسرقة مياه فلسطين، حين أرادت إسرائيل تحويل مجرى نهر الأردن ليسقي المستوطنات، فأقدم المقاومون الفلسطينيون على تخريب هذا المشروع! هذه المقاومة العسكرية لم تكن وحدها هي المقاومة، بل تعددت مفاهيم المقاومة الفلسطينية، ولا يمكن أن نغفل المقاومة الثقافية والأدبية التي حظيت بترحيب كبير عند الفلسطينيين والعرب والعالم أجمع، لذلك برز شعراءُ الأرض المحتلة المقاومون بسلاح الأدب والفن، وأصبحت لوحاتهم وأشعارهم الوطنية هي أرفع درجات المقاومة، وقد تصدَّر قائمةَ هذه المقاومة كلُّ شعراء الأرض المحتلة، ولم تقتصر المقاومة الأدبية والفنية عليهم فقط، بل فتح هؤلاء الأدباء والفنانون ملف شعرائنا الوطنين الكبار مثل، إبراهيم طوقان، وعبد الرحيم محمود وغيرهما، أصبحت المقاومة بالشعر والأدب في القرن الماضي مقاومة أدبية رفيعة وسامية، حظيت بمشاريع الترجمة، والتأليف، والطباعة والنشر. أصبحت هذه المقاومة الثقافية والفنية مقاومة فعَّالة لها نتائج وطنية رائعة، وساهم في ذلك انتعاش التآخي بين هذه المقاومة الفلسطينية وبين أدباء العرب والعالم، لذلك تُرجمت الأشعار الفلسطينية والأعمال الفنية باعتبارها أدباً عالمياً مقاوماً بكل لغات العالم! كل تلك الأشكال من المقاومة كانت تخضع لحساب النتائج المترتبة عليها، من حيث ربح القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وإعادة تقييم أدائها! ولم يجد الفلسطينيون عيباً في ترك بعضها وإنعاش بعضها، أو استحداث أنماط جديدة وأشكالٍ للمقاومة تُناسب الواقع الراهن! إذاً، لم تكن المقاومة المسلحة في بدايات الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي تجمع كل أنماط المقاومة، فالمقاومة المسلحة لم تكن سوى جزءٍ من مفاهيم المقاومة الشاملة، ولم يكن نقد بعض أشكال المقاومة محظوراً في إطار الحديث عن الجدوى والفائدة كما يحدث اليوم! للأسف، اعتادت الكتب المدرسية والأبحاث أن تفسر كلمة المقاومة وتصنفها تصنيفاً مدرسياً، ورسخت في أذهان الكثيرين أن هناك قسمين للمقاومة، المقاومة (السلبية) وهي تعني المقاومة غير المسلحة، هذه الكتب صنفتها وفق قادتها، جعلت، مارتن لوثر كنغ، ونيلسون مانديلا، والمهاتما غاندي من مؤسسي المقاومة (السلبية)! لم أكن يوماً موافقاً على تلك التسمية، لأن المهاتما غاندي كان مقاوماً ثائراً قاد الجماهير الهندية نحو الحرية، وكذلك المحامي، مانديلا كان أيضاً قائداً مقاوماً، مع العلم أن قادة هذه المقاومة (السلبية) قد نجحوا في تغيير الواقع الاستعماري الظالم، وقادوا شعوبهم إلى التحرر من عبودية المستعمرين! أما النوع الثاني من المقاومة وهو المعتمد مدرسياً وشعبياً! فهو المقاومة المسلحة. كل ما سبق أوردتُهُ رداً على حالتنا الفلسطينية الراهنة، لأن كثيرين من مثقفي الأحزاب الفلسطينيين، وكثيرين من العرب أيضاً، من رواد القنوات الفضائية المختصين بالتحليلات السياسية والخبرات الإعلامية والثقافية، أصبحوا لا يقبلون أيَّ نقدٍ يوجَّهُ للمقاومة المسلحة، فهؤلاء يعتبرون هذه المقاومة المسلحة هي جُماع كل أشكال المقاومة، لذا فإنها عندهم مقدسة، لا يجوز انتقادُها أو توجيه اللوم لكل من يحمل السلاح باعتباره مقاوِماً مقدساً، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه! كذلك هم يؤمنون بأن منتقدي المقاومة المسلحة ليسوا سوى عملاء، أو مرتزقة، أو محرضين ينتهكون قدسية هذه المقاومة المسلحة! هؤلاء عاشقو المقاومة المسلحة لا يسمحون لأحدٍ أن يناقش طريقة أداء هذه المقاومة، ولا البحث في نتائجها وآثارها، وهم بالتأكيد لا يسعون لتقويم مسارها، وإعادة تعريفها، واقتراح ألوانٍ جديدة من المقاومة تناسب واقعنا الراهن، وهم يخشون أن يتهموا المقاومين المسلحين غير الواعين بأنهم يستخدمون الفلسطينيين ضحايا لمغامراتهم غير المحسوبة، ويجب ألا ننسى أن المقاومة المطلوبة في ألفيتنا الثالثة هي، المقاومة الرقمية، والمقاومة في مجالات الإبداع والاختراعات، والمقاومة في مجالات البيئة، وآليات توفير الغذاء والكساء، ومقاومة الإسراف والتبذير، وتعزيز صمود الشعب ثقافياً وفكرياً وفنياً، ومقاومة إنتاج الثقافة الفنية والأدبية!

Articles similaires

احذروا أن تنتقدوا المقاومة المسلحة!

fatah.ps - 11/Jul 02:58

الكاتب: توفيق أبو شومر سأظل أتذكر أنَّ منسوبي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في...

خطة إسرائيل لبناء مدينة إنسانية في رفح تثير الغضب وحماس ترى فيها عقبة جديدة أمام الهدنة المرتقبة

almaghribtoday.net - 12/Jul 11:58

يمثّل وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً الذي يتم التفاوض عليه بين إسرائيل وحماس شريان...

خبز "الجهاد" من عجين "حماس" ...!!

fatah.ps - 15/Jul 02:12

  كلمة الحياة الجديدة ليست "حماس" وحدها مسؤولة عما جرى ويجري لقطاع غزة، لها شريك...

أبو شباب يتحدث عن تعاون مع الجيش الإسرائيلي ومفاوضات جديدة بين حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية

almaghribtoday.net - 06/Jul 15:02

أكد ياسر أبو شباب، قائد مجموعة مسلحة مناوئة لحماس في غزة، أنه يتعاون مع الجيش...

أيعقلون بهذه النسبة المفترضة (1%) ولو لمرة واحدة ؟!

fatah.ps - 15/Jul 02:12

  الكاتب / موفق مطر لا مجال للسجالات، والمناورة بالوقت، في مفاوضات، ومطالب...

أيعقلون بهذه النسبة المفترضة (1%) ولو لمرة واحدة ؟!

fatah.ps - 15/Jul 02:12

  الكاتب / موفق مطر لا مجال للسجالات، والمناورة بالوقت، في مفاوضات، ومطالب...

سكان غزة يرفضون خطة ترمب للتهجير رغم الموت والدمار

almaghribtoday.net - 08/Jul 21:01

كلما يتأمل منصور أبو الخير ما حوله في غزة، لا يرى الرجل الفلسطيني البالغ من العمر...

فرنسا تفرج عن جورج عبدالله رغم اعتراض إسرائيل فمن هو

almaghribtoday.net - 00:08

أمر القضاء الفرنسي الخميس، بالإفراج عن الناشط اللبناني المؤيد للفلسطينيين جورج...

رئيس الوزراء الإسرائيلي ينفجر غضباً في اجتماع عاصف مع الجيش

almaghribtoday.net - 05/Jul 08:49

كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أن خلافاً جوهرياً دبّ بين الجيش ورئيس...

بدء المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في الدوحة

almaghribtoday.net - 06/Jul 23:23

بدأت في قطر المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف...

Les derniers communiqués

  • Aucun élément