- FATAH.PS - Ala Une - 09/Aug 20:57

أخلاقيات السياسة الفلسطينية تحشر "ساعر ودانون" في الزاوية

   - موفق مطر يسارع ساسة منظومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني العنصرية (إسرائيل) لتشكيل حاجز مانع للرؤية، ومشوش على البصيرة، كلما حشرتهم الدبلوماسية الفلسطينية في الزاوية، انكشفت نواياهم وأهدافهم الحقيقية لحملة الابادة، وعند كل نجاح للقيادة الفلسطينية، في تثبيت الرؤية السياسية لدولة فلسطين، كخريطة طريق، ومحور برنامج عمل في إطار الشرعية الدولية، وقراراتها وقوانينها، لإنهاء الاحتلال والاستعمار الإرهابي، ولتطبيق حل الدولتين، وصولا لتأصيل وتكريس قواعد الأمن والاستقرار لسلام عادل ودائم والشرق الأوسط. وقد برز ذلك جليا في كلمة وزير خارجية حكومة الصهيونية الدينية (جدعون ساعر) في جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت لمناقشة المجاعة والتجويع والوضع المأساوي في غزة، حيث أطلق دخانا كثيفا من المصطلحات للتمويه على جرائم جيش حكومته وسياسة ائتلافها، وجرائم الحرب والاحتلال وإرهاب المستعمرين، وصور الهمجية في القتل والترويع والإرهاب والتجويع المبثوثة على الهواء مباشرة، وكأن وزير خارجية اسرائيل، قادر على تغطية وقائع الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، بالنيران والقنابل والصواريخ وبقذائف المدفعية، بقذائف مصطلحات من عيارات متعددة مثل: "معاداة السامية" و"النازية" و"ملاحقة اليهود وقتلهم لأنهم يهود!" كما قال حرفيا. ثم يركز قصفه على رموز الشرعية الدولية: الجمعية العامة للأمم المتحدة وأمينها العام (أنطونيو غوتيرتش) لإرهابه، وإجباره على التجرد من ضميره الإنساني، ومنعه من النطق بحقائق وأرقام الإبادة وجرائم المستعمرين، المخالفة للقانون الدولي، والموثقة بالتفصيل لدى الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية. ولم يوفر ساعر فرصة الافتراء على دولة كبرى عضو دائم في مجلس الأمن (روسيا)، عندما وصف كلمة مندوبها بأنها مكذوبة، وكان لافتا ليس انتقاده لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية وحسب، بل وضعه هذه الصحيفة تحت مكبر التشكيك، رغم تأييدها المعتاد لرواية ومواقف وسياسة دولته دائما على صدر صفحتها الأولى!! أما السبب فهو تجاهلها نشر صورة الرهينة الإسرائيلي افيتار الذي ظهر في شريط فيديو ببنية ضعيفة، بسبب الجوع وقلة الطعام –كما قال- وكأنه بذلك يريد من الصحافة وضع صورة رهينة في حالة إنسانية، وهي غير مقبولة بالنسبة لنا مقابل صور، مئات الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة ارتقت أرواحهم نتيجة الجوع وفقدان الغذاء والدواء، وحوالي ألفي مواطن استشهدوا في كمائن التجويع، والمساعدات الغذائية أثناء محاولاتهم الحصول على ما يمكِّن عائلاتهم من العيش في الحد الأدنى من مقومات الحياة. ونعتقد أن تعابير وجه ساعر، ووجه ممثل دولة الاحتلال في الأمم المتحدة (داني دانون) أثناء مرافعة الدكتور رياض منصور، ممثل دولة فلسطين في الجمعية العامة ومندوبها لمجلس الأمن الدولي، قد عكست بالبرهان الأزمة الأخلاقية التي يعيشها ساسة الاحتلال، وضعف قدراتهم المعتادة على شن هجمات دعائية مضادة، أمام منطق الحق الفلسطيني، والآلام والمآسي، وحقائق ووقائع المجازر اليومية بحق (حاضر ومستقبل فلسطين) أي أطفال ونساء الشعب الفلسطيني الموضوعين على رأس بنك أهداف حكومة بنيامين نتنياهو. فالدكتور رياض منصور، كان كعادته أيضا بليغا في تقديم الصورة المثالية للسياسة الأخلاقية، أو فلنقل لأخلاقيات السياسة التي كرسها الرئيس محمود عباس منهجا، لمخاطبة العالم، وتفعيل الضمير الإنساني، وبعد النظر السياسي كشروط لا بد منها لإقناع العالم بحقنا في الحرية والاستقلال والسيادة بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وتفنيد دعاية وسياسة دولة الاحتلال، التي لم تكن مكشوفة كما هي الآن، وفاقدة القدرة على ابتزاز العالم بمعاداة السامية، وتبرير الإبادة الهمجية بحق الشعب الفلسطيني، وذروتها الدموية والتدميرية في قطاع غزة، ليس باستحضار جرائم النازية وحسب، بل بمحاولة يائسة لاستعادة دوامة المشكلة اليهودية، بتحريض ممنهج من أحزاب وحكومة الصهيونية الدينية على يهود يعيشون بأمان وسلام في بلدانهم الأصلية، ومنهم كثير أعرب عن رفضه لسياسة حكومة دولة الاحتلال إسرائيل، واحتكارها تمثيلهم! ومنهم جماعات ومنظمات يتقدمون المظاهرات الرافعة لشعار "الحرية لفلسطين". فساعر ودانون ونتنياهو وبن غفير وسموتريتش وكل أعضاء ونواب الصهيونية الدينية يعلمون جيدا، أننا نحن الفلسطينيين ساميون، ولا يمكن أن نعادي أنفسنا، وأننا أول من أعلن رفضه زج اليهود واليهودية في الصراع، ذلك أننا نناضل ضد مشروع احتلالي استعماري دولي، استغل المشكلة اليهودية، وحاول وما زال يحاول تكريس الحروب على خلفية دينية، أما ادعاءات ساعر فبدت وكأنها خض في ماء عكرة، لكن قد تكون مسمومة، لذا يجب الحذر دائما.