- FATAH.PS - Ala Une - 30/Jul 06:16

"الحية" يسمم أمن واستقرار مصر والأردن لفائدة نتنياهو

   موفق مطر مُنِحَ فرع الإخوان المسلح في فلسطين المسمى (حماس) فرصة إضافية لمنح ذرائع جديدة لمنظومة الاحتلال والاستيطان العنصرية، وحكومة الصهيونية الدينية برئاسة بنيامين نتنياهو، لاستكمال خطة تغيير الشرق الأوسط، ولكن هذه المرة - بعد ذريعة السابع من أكتوبر 2023 – لتمكين دولة الاحتلال (إسرائيل) من ترجيح مركز ثقل المصالح من اتفاقيات السلام بين كل من جمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، لصالح إسرائيل، بعد فشل أكبر وأقوى فرعين للإخوان المسلمين في مصر والأردن من تقويض الأمن الداخلي، وخلخلة ركائز الأمن القومي للبلدين، باستخدام يافطات ظاهرها حق، لكن باطنها باطل، وشر مطلق، مثل: "المقاومة! "و "معركة الأمة"، و"الأقصى" و"تحرير الأسرى" .. وتهييج مشاعر وانفعالات الجماهير العربية إنسانيا، باستخدام: "الحصار على غزة" و"التجويع" و"الإبادة". ونعتقد أن خليل الحية رئيس حماس في غزة، المقيم منذ سنوات خارج فلسطين قد أفصح عن آليات عمل جماعته (الإخوان المسلمين) خلال هذه الفرصة، معتقدا أن جماعته وفرعها المسلح حماس بموقع، يمكنها من توجيه خطابات إلى الجيشين المصري والعربي الأردني، وجماهير البلدين الشقيقين، وإشارات علنية للتحرك، مستغلا عنوان: فك الحصار عن غزة، ومطالبا بمحاصرة سفارات إسرائيل أميركا وأوروبا، ما يعني حتما إلحاق الأضرار الجسيمة بالمصالح الوطنية، والأمن القومي لمصر والأردن، ما يعني جاهزية خلايا بعينها من جماعة الإخوان وخلاياها المسلحة النائمة، لاصطناع أحداث عنفية. وتقديرنا أن كلمة خليل الحية، لم تخرج عن سياق خطة الجماعة لضرب الاستقرار الأمني والسياسي في مصر والأردن، المتقاطعة مع خطة نتنياهو بالهيمنة على الشرق الأوسط، وفرض أجندته الأمنية حتى على الدول التي وقعت اتفاقيات سلام مع إسرائيل، فنتنياهو لن ينجح بتغيير وجه الشرق الأوسط، ما دامت القيادات الثلاث: الفلسطينية والمصرية والأردنية متمسكة بالرؤية الفلسطينية العربية الشاملة لحل القضية الفلسطينية، القائمة على أساس تطبيق قرارات الشرعية الدولية، ولن ينجح ما لم يحقق هدفي التهجير من قطاع غزة، والوطن البديل للفلسطينيين في الأردن! بعد إنهاء حملة الإبادة بالقتل والتجويع، وإلا ماذا يعني تزامن دعوة خليل الحية لتخريب ركائز الاستقرار في البلدين الشقيقين مصر والأردن، مع عودة ظهور الذراع المسلح الإرهابي للإخوان المسلمين في مصر (حسم) ومع الضربة الشديدة التي تلقتها الخلية المسلحة من الأمن المصري، وتزامنت مع ضبط الأمن الأردني خلايا تصنيع سلاح وقذائف صاروخية، وكشفه عن شبكة إمبراطورية المال التابعة للجماعة في المملكة، حيث كشفت التحقيقات عن كيفية تحويل تبرعات الأشقاء الأردنيين لغزة لحسابات قيادات ومصاريف الجماعة! إذ لم يعد خافيا على أحد مصلحة نتنياهو في تضخيم وجود جماعات إرهابية إخوانية أو غيرها على علاقة وثيقة بحماس، لتبرير موقفه الرافض لقيام دولة فلسطينية، فهو دائم القول إن حماس ستسيطر على الضفة الفلسطينية، إذا انسحبنا ومنحنا الفلسطينيين دولة، وسيعزز تبريره هذا إذا استطاعت جماعة الإخوان المسلمين وفرعهم المسلح حماس تشكيل حالة اضطراب أمني ما – حتى لو كان غير مؤثر على الاستقرار – ويتخذها ذريعة لاستكمال مخطط: إعادة تشكيل الاحتلال الاستعماري الاستيطاني، لكل فلسطين التاريخية والطبيعية، وتوسع جغرافي في أقطار عربية كسوريا ولبنان، وضمان سيطرته على الحدود مع مصر والأردن، وفقا لشروطه، وهذا ما يسميه هو تغيير وجه الشرق الأوسط. فقادة منظومة الاحتلال يبدون تخوفهم من تطور قدرات مصر العسكرية والاقتصادية، واستقرار نظامها السياسي، وقدرة قيادة المملكة الهاشمية على تجاوز حقول ألغام جماعة الإخوان المتتالية بأمان وتوازن سياسي منهجي. لذلك فإن نتنياهو يراهن على حماس ورئيسها الحية، لينال الذرائع على طبق من ذهب، أما نحن فنراهن على وعي الشعوب العربية، ويقظتها، بعد بلوغها اليقين بأن أهداف منظومة الصهيونية الدينية، وجماعة الإخوان المسلمين، تتلاقى عند نقطة واحدة، وهي هدم صروح الدولة الوطنية، ومنع قيام دولة فلسطين، باعتبارها رمزاً لمعالمها التحررية التقدمية الإنسانية.