X

Vous n'êtes pas connecté

Rubriques :

  - FATAH.PS - Ala Une - 30/Jul 06:16

غزة ضحية تطرفين

  خيرالله خيرالله * لا بدّ من العودة إلى أرض الواقع، أي العودة إلى أرض غزّة التي تحتاج إلى وقف لإطلاق النار اليوم قبل غد وإلى وقف الحرب التي صارت عارا على الإنسانية جمعاء. لم تتخل حكومة بنيامين نتنياهو عن هدفها المتمثل في إزالة غزّة من الوجود. لم تتخل “حماس” عن الرغبة في بقاء غزّة تحت سيطرتها حتّى لو لم يبق شيء منها وحتّى لو قضى كلّ أهلها. هذا هو الواقع الذي لا مفرّ من الاعتراف به والذي يجعل مأساة غزّة تستمرّ فيما العالم يتفرّج. في الواقع، تبدو مأساة غزة مجموعة من المآسي في مأساة واحدة. إلى جانب مأساة غياب المشروع السياسي الإسرائيلي باستثناء خيار تدمير غزّة، وإلى جانب مأساة رغبة “حماس” في إبقاء سيطرتها على القطاع، توجد مأساة العجز الأميركي عن وقف حرب يزداد عدد ضحاياها يوميا وتستخدم فيها إسرائيل سياسة التجويع. توجد حرب تجويع، ليس من يستطيع وقفها، تدور رحاها في القرن الحادي والعشرين. يدفع الفلسطينيون في غزّة حاليا ثمن مغامرة اسمها “طوفان الأقصى”. يدفعون أيضا ثمن تخلي نتنياهو عن فكرة استعادة الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم “حماس”. تحولت “حماس” رهينة الرهائن الذين تحتجزهم والذين تعتقد أنّ في استطاعتهم تأمين مستقبلها السياسي، وهو مستقبل لا وجود له. في غياب القدرة الأميركية على ممارسة دور قيادي، راحت غزّة ضحيّة تطرفين؛ تطرّف حكومة “بيبي” وتطرف “حماس” التي أخذت غزّة إلى فوضى السلاح ولم تتوقف يوميا عن خدمة مشروع اليمين الإسرائيلي. يؤكّد ذلك رفض اعترافها بأن لا بديل من وقف الحرب بأي ثمن كان، نظرا إلى وجود هزيمة عسكريّة لا بدّ من دفع ثمنها. يمكن الحديث طويلا عن أهميّة الخطوة الفرنسيّة الجريئة المتمثلة في الاعتراف بدولة فلسطين. لا شكّ أن الموقف السعودي الصلب دفع فرنسا في هذا الاتجاه، وهو اتجاه ستسير فيه دول أخرى قريبا. لكنّ هذا الإنجاز الذي يوضع في خانة البحث عن تسوية شاملة في المدى الطويل لا يغني عن ضرورة وقف حرب غزّة التي باتت، للأسف الشديد، نقطة التقاء بين اليمين الإسرائيلي و”حماس”، أي بين وهمين؛ وهم اليمين الإسرائيلي بالانتهاء من الشعب الفلسطيني ووهم “حماس”  بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر… أو من النهر إلى البحر، لا فارق. لا بدّ من العودة إلى أرض الواقع، أي إلى أرض غزّة التي تحتاج إلى وقف لإطلاق النار اليوم قبل غد وإلى وقف الحرب التي صارت عارا على الإنسانية جمعاء. كلّ ما يمكن قوله إنّ مرحلة الخدمات المتبادلة بين اليمين الإسرائيلي و”حماس” يجب أن تتوقف. كان الشعب الفلسطيني ضحية هذا التواطؤ الإسرائيلي – الحمساوي، وهو تواطؤ استهدف منذ البداية، أي منذ قيام “حماس” في العام 1987 بنسف المشروع الوطني الفلسطيني الذي يقوم على حلّ الدولتين، الدولة الفلسطينية المسالمة إلى جانب دولة إسرائيل. يبدو أن وظيفة “حماس” لم تنته بعد، على الرغم من إصرار حكومة “بيبي”، وإن لفظيا، على التخلّص من الحركة. في النهاية، إنّ بقاء “حماس” وإصرارها على الاحتفاظ بالرهائن ضمانة لاستمرار الحرب… أي خدمة بنيامين نتنياهو الذي يستخدم غزّة كي يهرب من أي استحقاق داخلي إسرائيلي، بما في ذلك محاكمته بتهم مرتبطة بالفساد! منذ اليوم الأول لقيامها، عملت “حماس” على تدمير المشروع الوطني الفلسطيني. جعل ذلك اليمين الإسرائيلي يشجعها في كلّ ما تقوم به، خصوصا بعدما رفعت الحركة شعار “فلسطين وقف إسلامي”. كانت نقطة التحول الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزّة في مثل هذه الأيّام من العام 2005. بدل أن تعمل “حماس” على تحويل غزّة إلى نموذج لما يمكن أن تكون عليه دولة فلسطينيّة مسالمة، أغرقت القطاع بفوضى السلاح وراحت تطلق الصواريخ. كانت الرسالة واضحة كلّ الوضوح. أعطت “حماس” حجة لأرييل شارون، رئيس الحكومة وقتذاك، الذي كان يقول إن “لا وجود لشريك فلسطيني يمكن التفاوض معه.” جاء الانقلاب على السلطة الوطنية الفلسطينية الذي نفذته “حماس” منتصف عام 2007 ليؤكّد أن الحركة في خدمة إسرائيل واليمين المتطرّف فيها.  فصلت “حماس” بين الضفّة الغربيّة وغزّة. نفذت كلّ المطلوب منها إسرائيليا بعدما كانت في كلّ وقت أداة إيرانية استخدمت في نسف أي محاولة لتكون هناك عملية سياسية جدّية تؤدي إلى تسوية معقولة ومقبولة تضمن قيام دولة فلسطينية مستقلّة مسالمة و”قابلة للحياة”. هذا ما سعت إليه الولايات المتحدة في مرحلة معيّنة قبل دخولها في لعبة مختلفة في عهد دونالد ترامب. لم يتغيّر شيء في سلوك “حماس” التي لجأت في الماضي إلى العمليات الانتحارية من أجل إفشال اتفاق أوسلو الذي وقع في خريف العام 1993 في حديقة البيت الأبيض. يتبيّن اليوم أنّ هجوم “طوفان الأقصى”، الذي استغلته الحكومة الإسرائيلية لتغيير الشرق الأوسط، جاء تتويجا للعمليات الانتحارية التي في صلب عقيدة “حماس” التي هي في نهاية المطاف جزء من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين. كان “طوفان الأقصى” العملية الانتحارية الكبرى لـ”حماس” ولا شيء آخر غير ذلك. كيف القضاء على حلف، غير معلن، بين فكرين متطرفين هما فكر “حماس” وفكر اليمين الإسرائيلي؟ لا سبيل إلى ذلك في الوقت الحاضر. تعتاش “حماس” من حرب غزّة ويعتاش اليمين الإسرائيلي من استمرار تلك الحرب التي تعبّر عن إفلاس أميركي على كلّ المستويات، بما في ذلك رفض الاعتراف بأن لا مفرّ في نهاية المطاف من توفير شروط معيّنة تؤدي إلى قيام دولة فلسطينيّة مهما طال الزمن. يعود ذلك إلى أن ليس في الإمكان إزالة الشعب الفلسطيني من الوجود مثلما ليس في استطاعة “حماس” القضاء على إسرائيل. تستطيع “حماس” القضاء على غزّة وتمكين إسرائيل من تجويع أهلها… ما لا تستطيعه هو القيام بأي خطوة تصب في خدمة المشروع الوطني الفلسطيني! -------- *صحيفة «العرب» - لندن

Articles similaires

غزة ضحية تطرفين

fatah.ps - 30/Jul 06:16

  خيرالله خيرالله * لا بدّ من العودة إلى أرض الواقع، أي العودة إلى أرض غزّة التي...

حماس وافقت على مقترح اتفاق غزة والقرار الآن بيد إسرائيل

almaghribtoday.net - 23/Jul 16:30

أفادت مصادر فلسطينية بأن حماس قدمت ردها النهائي على مقترح وقف النار.وأوضحت...

حماس تعلن دخول 87 شاحنة مساعدات وتتهم الإحتلال الإسرائيلي بتعمد نشر الفوضى

almaghribtoday.net - 29/Jul 10:18

قال المكتب الإعلامي التابع لحكومة حركة حماس في قطاع غزة إن مجموع ما دخل القطاع يوم...

ألمانيا تعلن إقامة جسر جوي مع الأردن لإغاثة غزة وتنسق مع فرنسا وبريطانيا لتقديم مساعدات انسانية

almaghribtoday.net - 29/Jul 09:43

أعلن المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، أن بلاده ستقيم مع الأردن "جسراً جوياً...

خبراء إنهاء الحرب والمجاعة أهم من حماس وفتح وكل القوى الفلسطينية

almaghribtoday.net - 24/Jul 20:39

بعد أسابيع من المداولات والتكهنات، حسمت حركة حماس موقفها وقدمت ردّها الرسمي إلى...

مواقف دول مشاركة في المؤتمر الدوليّ رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالحلول السلمية وتنفيذ حلّ الدولتين

fatah.ps - 30/Jul 05:01

  مصطفى يطالب المجتمع الدولي باتخاذ قرارات واجراءات لوقف العدوان والتجويع...

مواقف دول مشاركة في المؤتمر الدوليّ رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالحلول السلمية وتنفيذ حلّ الدولتين

fatah.ps - 30/Jul 05:01

  مصطفى يطالب المجتمع الدولي باتخاذ قرارات واجراءات لوقف العدوان والتجويع...

إعلان نيويورك يدعو حماس إلى إنهاء سيطرتها على غزة وتسليم أسلحتها

almaghribtoday.net - 29/Jul 23:57

شدد "إعلان نيويورك" بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين،...

Sorry! Image not available at this time

ويتكوف: رد حماس يظهر عدم الرغبة في وقف إطلاق النار

albiladpress.com - 24/Jul 17:44

أعلن المبعوث الأميركي الرئاسي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن قراره إعادة فريق...

Sorry! Image not available at this time

ويتكوف: رد حماس يظهر عدم الرغبة في وقف إطلاق النار

albiladpress.com - 24/Jul 17:44

أعلن المبعوث الأميركي الرئاسي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن قراره إعادة فريق...

Les derniers communiqués

  • Aucun élément