Maroc - FATAH.PS - Ala Une - 11/Nov 00:09

يوم حزنت السماء على رحيل ابو عمار

  بقلم:موفق مطر  - كتبنا هذه المقال يوم 11 نوفمبر 2024- حزن أهل فلسطين على قمرهم، تتعالى التكبيرات لآذان الفجر. . فيتبين للناس الخيط الأبيض من الأسود ، فيعلمون بالأنباء أن الملائكة قد تنزلت بإذن ربها لتسترد إلى البارىء الخالق روحا أودعت في جسد صاحبها منذ خمس وسبعين عاما أمانة . لقد أوفى العبد  حمد ياسر عرفات الأمانة راضيا مرضيا..صباح ساكن حزين، غيوم داكنة ، موصولة بأدخنة التعبير عن الحزن قاتمة فتصير قبة السماء فوق غزة كرداء خنساء العرب الأسود التي فقدت الأحبة في قدر قضاه لله على قلبها في يوم واحد رصاص يتفجر في الفضاء معلنا رحلة الذي فجر رصاص الثورة، نشر مع رفاقه السمر العرب الفلسطينيين وهج الحرية على الطريقة الفلسطينية،. . شبان ورجال يفسحون الطريق بأزيز الرصاص أمام روح الفدائي ياسر المرتقية إلى الحرية في الآخرة بعد أن ظلت أسيرة في جسد وقلب وعقل الإنسان ياسر عرفات يجهدها بالعمل والصلاة والكفاح فاستطابت الجهاد وتعلقت بآسرها إلى أن قضى رب الروح ورب ياسر وآل ياسر أمرا كان  مفعولا..فحزنت السماء على رحيل ابو عمار، ك دموع تغسل وجوما استوطن الوجوه أياما كادت أن تكون بقسوتها كمئة عام من الأحزان والقلق. . فتيان يعتمرون كوفية الختيار الكنعانية متماسكون يقلدون مشيته ويعيدون .يرته حكايات وروايات البطولة يدبون الروح في قامته المنتصبة بأجسادهم الفتية ، يعكسون للناظرين طيف هامته المرفوعة بقوة دفع الدماء المتدفقة من القلوب المؤمنة بحقها في نور الحياة الحرة أطفال هم في مقياس الوعي رجال . . يرسمون رمز العصابة التي قتلت أباهم الروحي , يخططون بعرض الإسفلت مستطيلين وبينهما تنحصر نجمة سداسية خبت بقيمها وهبطت إلى أسفل قاع الشر, يرسمون راية الواهمين بأن كيانهم سيكون من الفرات إلى النيل ليداس المشروع كله بنعال الأحرار والإطارات التي تطوي زمن الباطل بسرعة . مركبة الحق رسم الزعيم، القائد، الرمز، الرئيس، المعلم, وأعظم الألقاب الشهيد ياسر عرفات . منثورة كحبات اللؤلؤ ,وكأن السماء قد أمطرت صورا,. . على الصدر صورة . فوق الرأس . . على الجباه ,في قلب علم العروبة الفلسطيني سكن طيف أبو عمار. جموع الأوفياء روافد كالأوردة تضج بالحياة بالنبض بإيقاع الهتاف: بالله ما . تقولوا ياسر خلاص مات. . ياسر حي كل يوم بينولد فينا . . مؤمنين بالقدر لكنهم لا يريدون أن تفارق شارة النصر من أبو عمار أبصارهم . لا يصدقون أن الجبل الذي لم لم تهزه الرياح, صاحب الذروة البركان قد هدأ إلى الأبد. . لا يقبلون انطفاء البركان فقالوا نحن: الجبل وقلب الأرض الحارق, ثم قالوا نم يا ذا اللحية البيضاء على رأس الجبل إلى يوم قيامة القدس, كما أقمت للقدس على جبل الشيخ مصلى الفدائيين العرب الاقحاح والفلسطينيين يعلون اسم الرئيس الشهيد. . يرجون. السماء إن كان الفداءبالروح أو بالدم يعيد ياسر عرفات حيا فإنهم للفداء أكباش . معاهدون إنهم على دربه والشهداء الذين اشتاق إليهم كثيرا ياسر عرفات حزن على الأرض وحزن في السماء. نصف الخريف مضى في تقويم المدنية. . لكن  الغريب في فلسطين أنه قد أشعرتنا السماء وكأنه اليوم ابتدأ مهجورة دروب الشوارع المستقبلة لهلال العيد . . فلا رغبة ولا هناء للعيد  بعد أن غاب قمر فلسطين, قال صاحب رؤية ثاقبة : شهداؤنا أقمار لا تغيب متألمون , مستعجبون كيف يقتل الغزاة شجاع السلام , كيف يحرقون ببطيء من مد ! غصن الزيتون إليهم!؟ أإنهم يعرفون , ويدركون بأن الصهاينة داء الفناء للحياة , . لا يستغربون شماتتهم وتعبيراتهم عن الارتياح برحيل ياسر عرفات عن الدنيا . شكرا لهم إنهم يقدمون شهادة قيمة عن انحدار الإنسان فيهم، فكيف إذا جاءت  الشماتة بموت أبي عمار من وزير عدلهم ؟ ! ! الأثير المسموع يبكي أبو عمار. . انتقل الناس مع الشهيد الراحل إلى فضاء الجنة بأحاسيسهم وأبصارهم وبصيرتهم مع شاشات الرائي إلى مسرح العالم حيث تجري التحولات على إيقاع طبول الوداع. . مثلما بقي العالم منصتا لدقات قلب أبو عمار ومن قبلها لغة بندقيته صغار . . كبار يترقبون رحلة الجسد النحيل الذي تمدد ظله فجاب كل أركان الدنيا . بالحق الفلسطيني يحسبونه عند الله شهيدا. . يعدونه بأن تكون صلاة العصر في يوم النصر في الحرم, وعلم في المهد ويومها سينهض ياسر عرفات ليسلم الزهرة والشبل علم فلسطين ليرفعوه حيث لا علم في المدى إلا إياه .