- ALITTIHAD.AE - الرئيسية - 05/Jul 22:45

سرديات فوتوغرافية في عشق المكان

فاطمة عطفة يجسد معرض «سبيكتروم: سرديات المكان: رؤى منقحة»، الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في منارة السعديات من 18 يونيو إلى 1 سبتمبر 2025، القدرات الفنية المتميزة للمشاركين في أحدث نسخة من «برنامج المصور المقيم» التابع لاستوديو التصوير الفوتوغرافي، حيث يعرضون أعمالهم المصورة التي تعكس أساليب متعددة في التقاط الصورة وتفاعلهم مع البيئة المحيطة. وفي حديثهم لـ «الاتحاد» أكد عدد من الفنانين المشاركين سعادتهم بالمشاركة في المعرض، كما أضاءوا على أعمالهم وما تحمله من دلالات.مشاركة الفنانة الإماراتية دانة الضاعن في المعرض جاءت تحت عنوان «بصمات المستور»، وعنها تقول: «في ممارستي الفنية ألتقط اللحظات التي تكشف لي دقائق الأشياء الصغيرة وتوازناتها في ملامح الطبيعية، ولا يمكن البدء بملاحظة هذه الملامح الكامنة تحت السطح إلا عندما يتم البحث عبر تلك المساحات بعناية». ولأن الضاعن تحمل درجة بكالوريوس في علوم البيئة والاستدامة، فإن أعمالها الفنية مع الفن الرقمي تعكس سرديات بصرية متفردة، وتظهر من خلال عدستها في اللوحات التي قدمتها في هذا المعرض، تفاصيل الجزئيات الدقيقة في الطبيعة، مما يظهر جمال وتناسق هذه الأشياء الدقيقة من حولنا، وقد استمدت الضاعن الكثير من تفاصيل بيئة الإمارات في أعمالها التي قدمتها في هذا المعرض.  وتضيف دانة الضاعن: «مع كل صورة ألتقطها من الطبيعة، أحاول أن أجعل الصورة تخبرني عن موضوعها، أتأمل فيها، وأجعلها مفتوحة عندي عدة أيام، ثم أرجع إليها، وقد أرى فيها قصة ثانية، فأضيف عليها لمسات من منظور ورؤية جديدين، وخاصة من بيئتي».  وتشير إلى إحدى لوحاتها بالقول: «هنا صورة تشبه العنكبوت، حيث أتخيل الكثير من المخلوقات الصغيرة في الطبيعة وأجسدها في لقطات، وأضيف للصورة الكثير من اللمسات الفنية لتكتمل جمالية اللوحة».  تركيز وجماليات تقول الفنانة آنا جووب، من بولندا والمقيمة في أبوظبي: «ينصب تركيزي المتناهي على التعرف إلى كيفية تشكيل علاقتنا مع ما هو أكثر من البشر، أي إلى الطبيعة وما فيها من نباتات وتمثيل هذه النباتات بالفن، وذلك من خلال التجارب الفردية للمشهد البيئي».أما عن الإضافات التي يقدمها معرض «سبيكتروم»، فتؤكد أن المعرض منحها فرصة للتعرف على ثقافة الإمارات، إضافة إلى معرفة المكان والشوارع والنباتات المختلفة، كما أعطاها قدرة على تجريب أشياء أكثر لم تكن محسوبة، لكنها عملت على توثيقها.  من جانبها، تقول الفنانة حصة الزعابي عن العوامل التي تتطلبها الصورة، إنها يمكن أن تلتقط الصور تحت أي ظروف للطقس، مؤكدة على أهمية التناسق في اللقطة من جميع النواحي، مشيرة إلى أنها أنها تحب الصور الملونة، لكنها تمارس أحياناً التصوير بالأبيض والأسود، لأنها تشعر أنه طبيعي، وله جماليات خاصة، كما أن للصور الملونة جمالها الخاص أيضاً. إحساس وتفاصيل  يقول الفنان أمان علي، من الهند، نرى أنه يعرض صوراً عائلية تكشف عن رعاية الأمهات في البيئة المحيطة بالفنان، حيث التقط بالكاميرا صوراً تظهر أساليب متنوعة، يوثق فيها حكايات حب الأمهات من خلال منظر الخطوط بأيديهن على مدى سنوات، ويشير إلى أن التصوير بالكاميرا كان هواية في البداية، ثم طور هذه الهواية بمرحلة تعلم التصوير، إلى أن أصبح يعمل بشكل مهني، ويقدم أعمالاً ذات جودة عالية، مبيناً أن المشاركة في معرض «سبيكتروم: سرديات المكان: رؤى منقحة» تعني له الكثير من حيث الخبرة والفائدة. بدوره، يكشف الفنان والطبيب يوسف البادي بعض الجوانب عن علاقة الطب بالفن، قائلاً: «الفن والطب يتطلبان إحساساً خاصاً وملاحظة حادة وعمقاً بالغاً في التعاطف، وإلماماً بأدق التفاصيل، هذه هي الأشياء المشتركة التي تجمع بين الطب والفن، ومهنتي كطبيب ساعدتني كثيراً كمصور» مبيناً أنه من لحظة دخوله للعيادة يحتاج إلى عين ثاقبة تفحص حالة الأشخاص، وهي العين ذاتها التي يتأمل بها الفنان ويستكشف الأماكن في الطبيعة. ويضيف الدكتور البادي أن طريقة التصوير في الفن تعتمد على التنظيم والترتيب والتنسيق، وهو يرى أن الطب والفن متكاملان.