- ALITTIHAD.AE - الرئيسية - 08/Jul 21:53

علي الحفيتي: «شارع الفجيرة الموسيقي» من بيتهوفن إلى الفنون التراثية

تامر عبد الحميد (أبوظبي)كشف علي عبيد الحفيتي، مدير عام أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة لـ«الاتحاد»، أنه بعد الصدى الكبير الذي حققه «الشارع الموسيقي» الذي تم إطلاقه مؤخراً في شارع الشيخ خليفة، عند مدخل إمارة الفجيرة، ويمنح السائقين والركاب تجربة موسيقية استثنائية على أنغام السيمفونية التاسعة للموسيقار العالمي بيتهوفن، أن المشروع لا يقتصر على الموسيقى العالمية، بل يشكّل تمهيداً لمرحلة جديدة للتحضير لإطلاق «الشارع الموسيقي» على شوارع ومداخل أخرى في الفجيرة، يتم خلالها إدراج الألحان والإيقاعات الإماراتية والمقطوعات المحلية التراثية ضمن التجربة قريباً، بهدف تعزيز الهوية الثقافية المحلية، وإبراز جماليات الموروث الموسيقي الإماراتي بطرق عصرية وتفاعلية. تجربة فريدةأوضح الحفيتي أن هذه التجربة الفريدة التي أطلقتها أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، تُعد الأولى من نوعها في الإمارات والوطن العربي، ونالت اهتماماً لافتاً وتفاعلاً كبيراً من زوار الفجيرة، وقال: يهدف مشروع «الشارع الموسيقي» إلى تقديم تجربة موسيقية استثنائية للركاب والسائقين، حيث تعزف عجلات السيارات عندما تمر على الطريق نغمات من المقطوعة الشهيرة للسيمفونية التاسعة للموسيقار العالمي بيتهوفن، كما يُعتبر بمثابة رسالة ترحيب بالزوار، ونشر الثقافة الموسيقية بين أفراد المجتمع.وأضاف: الشارع الموسيقي ليس فقط شارعاً، إنه فكرة تُعزف، ومشروع فني مبتكر يحول الطريق إلى آلة تعزف سيمفونية خالدة عند مرور المركبات، في مزج إبداعي بين التقنية والفنون والمشهد الحضري، وتفتح المجال أمام مستقبل يتلقى فيه الإنسان جماليات اللحظة في أبسط تفاصيل حياته، وقد جذب «الشارع الموسيقي» اهتمام الزوار الذين جاؤوا خصيصاً لخوض التجربة، مما يفتح المجال أمام فرص جديدة للسياحة الثقافية في الفجيرة.صوت متناغموعن بداية التجهيز لـ«الشارع الموسيقي»، قال الحفيتي: الفكرة تعود إلى عام 2019، وبدأنا التحضير لها وتنفيذها بتوجيهات سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، رئيس مجلس أمناء أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، وعملنا على إعداد هذا المشروع مع الجهات المتخصّصة، وتم إمداد النوتات الموسيقية لمقطوعة بيتهوفن لإحدى الشركات المختصة بالطرق، من أجل تجهيز مطبات مع تقنية حفر دقيق للأخاديد على سطح الطريق بحيث تصدر صوتاً متناغماً للمقطوعة، مع مراعاة السمك والمسافة والسكتات الموسيقية بين المطبات، حتى يظهر الإيقاع بشكل متساوٍ.وأضاف: تم تنفيذ المشروع في بادئ الأمر على أحد الشوارع الفرعية، وبعد نجاح التجربة، تم نقله على شارع الشيخ خليفة، مع الالتزام التام بالمعايير والضوابط، التي تتمثل في اختيار شارع من دون منحنيات، وأن يكون بعيداً عن المنازل السكنية، ويمتد الشارع على مسافة 750 متراً، ويخوض السائق التجربة في أقل من دقيقة على سرعة 100 كيلومتر في الساعة، وهي السرعة الأنسب لسماع المقطوعة الموسيقية، مع الالتزام بالمسار (أقصى اليمين)، وينبعث الصوت مع الاحتكاك الطبيعي بين الإطارات وسطح الطريق. تنوع ثقافيوحول اختيار مقطوعة السيمفونية التاسعة لبيتهوفن، قال الحفيتي: تضم دولة الإمارات أكثر من 200 جنسية، مما يجعلها مجتمعاً متعدد الثقافات بشكل استثنائي، لذا وقع اختيارنا على هذه المقطوعة الشهيرة والمعروفة عالمياً وعربياً حتى تستمتع الجنسيات المختلفة بالتجربة، على أن يتم التجهيز لاحقاً لـ«الشارع الموسيقي» مع إدراج ألحان تراثية إماراتية أو موسيقى محلية معاصرة، لنشر ثقافتنا وفنوننا التراثية، ما يعكس التنوع الثقافي الغني في الإمارات. دبلوم الفنون الموسيقيةوقال الحفيتي: إن أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، أطلقت مؤخراً دبلوم الفنون الموسيقية لمختلف الجنسيات، المعتمد من المركز الوطني للمؤهلات والتابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي في دولة الإمارات، في تخصّصات العزف على آلات العود، البيانو، القانون، الجيتار، الكمان، والغناء، مشيراً إلى أن هذا الدبلوم هو الأول من نوعه في دولة الإمارات الحاصل على الاعتماد من المركز الوطني للمؤهلات، ويهدف إلى تشجيع الشباب المبدعين على دخول عالم الموسيقى واكتساب المهارات العملية والأكاديمية، موضحاً أنه من شروط التقدم للدبلوم أن يكون المتقدم حاصلاً على شهادة الثانوية العامة، ويجتاز اختبار القبول فيما يخص قراءة النوتة والعزف على إحدى الآلات.لغة عالميةأكد الحفيتي أن مشروع «الشارع الموسيقي» هو امتداد لرؤية الفجيرة في جعل الفنون جزءاً من الحياة اليومية، وتقديم تجربة فريدة تلامس حواس الناس في أماكن غير تقليدية، خصوصاً أن الموسيقى لغة عالمية قادرة على خلق لحظات استثنائية حتى أثناء قيادة السيارة.