- ALITTIHAD.AE - الرئيسية - 13/Jul 21:22

الإمارات الأولى عالمياً في جذب وانتقال أصحاب الثروات

حسام عبدالنبي (أبوظبي) تحافظ دولة الإمارات على مكانتها الوجهة الأولى عالمياً لانتقال أصحاب الثروات، بعد استقطاب 6700 مليونير في عام 2024، ما يقارب ضعف العدد المتوقع في الولايات المتحدة التي جاءت ثانية عالمياً في جذب الثروات، مع وجود توقعات باستقطاب 142 ألف مليونير حول العالم خلال 2025.وحسب تقرير لشركة «فولت ويلث ليميتد»، أول منصة رقمية لإدارة الثروات الخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمرخصة من سلطة تنظيم الخدمات المالية في «أبوظبي العالمي»، فإن جذب وانتقال الثروات إلى الإمارات لا يعود فقط للمزايا الضريبية أو نمط الحياة، بل يشير إلى تغيير جذري، وهو أن الأجيال الجديدة من المهنيين ورواد الأعمال الذين صنعوا ثرواتهم بأنفسهم يختارون الآن أن يبنوا مستقبلهم وثرواتهم في هذه المنطقة.  وأوضح التقرير أن هؤلاء «الأثرياء المعاصرون» هم مؤسسو شركات ناشئة، مهنيون كبار، ورثة أعمال عائلية، وأزواج عاملون يعيشون حياة عالمية من دبي أو الرياض أو الدوحة وغيرها.وأشار إلى أن هؤلاء الأثرياء لا يريدون مدير الثروات الخاص بوالديهم، بل من يفهم لغتهم، ويشاركهم قيمهم، منوهاً بأنه مع نمو هذه القاعدة من الثروة، سترتفع التوقعات، وتالياً فإن المؤسسات التي لا تواكب تلك المتطلبات والتوقعات، ستتخلف.مستقبل إدارة الثروات شدد تقرير «فولت» التي تحظى بدعم من منصة «هب 71»، على أن 38% من الأثرياء في الإمارات كانوا يبحثون فعلياً عن مدير ثروات بديل، حسب استطلاع لشركة «أكسنتشر»، فيما أظهر استطلاع «أفلوق»، أن المستثمرين الأثرياء في الإمارات حددوا الأسباب وراء ذلك، وجاءت بواقع 44% قالوا إنهم لا يثقون بالمستشار المعين لهم، و44% اشتكوا من الرسوم المرتفعة، فيما أشار 39% إلى نقص الشفافية، و38% إلى عدم توفر المنتجات المفضلة لديهم، منبهاً إلى أن تلك الاستطلاعات تعد دلائل على خلل منهجي يتمثل في أسعار غير واضحة، نصائح متحيزة، وعروض قديمة.ورصد التقرير تجاهل قطاع إدارة الثروات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الفئة المتوسطة «الأثرياء المعاصرون» ممن يملكون أصولاً قابلة للاستثمار تتراوح بين 100 ألف إلى 5 ملايين دولار. وأوضح أن هذه الفئة من المهنيين، رواد الأعمال، والعائلات ذات الطابع العالمي المتنقل، احتياجاتهم مختلفة، إلا أن معظم المؤسسات التقليدية لا تزال تعمل وفق افتراضات قديمة تتمثل في أن الثراء يعني الحصرية، وأن المستشارين البشر يجب أن يعملوا كحراس، وأن الغموض يحمي الأرباح، لافتاً إلى أن عملاء اليوم يتوقعون تواصلاً متكرراً، استباقياً، وشخصياً، إذ إنه على أرض الواقع، فإن 82% من مستثمري الإمارات يعتبرون توفر المستشار عبر قنوات متعددة أمراً أساسياً للثقة، و58% يقدّرون من يشارك الفرص بشكل استباقي، فالمستقبل في قطاع إدارة الثروات هو النموذج الهجين، بمعني المزج بين أدوات رقمية للتخصيص على نطاق واسع، مع الحفاظ على الذكاء العاطفي الذي لا يملكه سوى البشر.مستشار مؤتمن ذكر مُعد التقرير بلال أبو دياب، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «فولت ويلث ليميتد»، أن المستثمر المعاصر لا يريد بائع منتجات، بل مستشاراً مؤتمَناً، واضح المصالح، يقاس نجاحه بنتائج عملائه. وقال: إن الأثرياء المعاصرين يبحثون عن 3 عناصر رئيسة في قطاع إدارة الثروات، أولها «الشفافية» بمعنى تسعير واضح، دون رسوم أو عمولات خفية، وثانيها «إمكانية الوصول»، حيث القدرة على التصرف، سواء بتحريك الأموال الراكدة أو تنويع المحافظ ومن دون تأخير، ثم «الاتساق»، أي تجربة موحدة وسلسة، بغض النظر عن القناة أو الشخص. وأضاف أن المنصات الرقمية يمكن أن تحل هذه التحديات ببراعة، لكن الحل لا يعني الاستغناء عن العنصر البشري، مؤكداً وجود خلل بين ما يريده الأثرياء المعاصرون فعلاً، وما تقدمه المؤسسات التقليدية في مجال إدارة الثروات. ويرى أبو دياب، أن عملاء إدارة الثروات يقدّرون النصيحة المؤتمنة، الوصول الرقمي، والشفافية الكاملة في الرسوم، وهناك عملاء يتوقعون من أموالهم الراكدة أن تعمل بجدية، ويريدون فرصاً في الأسواق العالمية من دون تعقيدات، ويتوقعون أن يقف مستشارهم في صفهم، متوقعاً أن يندثر النظام القديم الذي تقدمة المؤسسات التقليدية لإدارة الثروات وحدوث التحول تدريجياً، لاسيما أن الجيل الجديد من الأثرياء وأصحاب الدخل والمستثمرين وصناع القرار يريدون وضوحاً، وتحكماً، وثقة بأن ثروتهم تعمل لصالحهم.