- ALITTIHAD.AE - الرئيسية - 12/Jul 21:36

إبحار تاريخي في ذاكرة دلما

هزاع أبوالريش  يستعرض كتاب «ذاكرتهم تاريخنا.. من ذاكرة دلما»، الصادر عن الأرشيف والمكتبة الوطنية في عام 2025، وإعداد شرينه سعيد القبيسي، جوانب من تاريخ جزيرة دلما وأهميتها بدءاً من أول ذكر لها في الوثائق التاريخية كأحد أهم مغاصات اللؤلؤ في الخليج العربي، وكونها مركزاً تجارياً لبيعة، حيث يجتمع فيها تجار اللؤلؤ، بالإضافة إلى كونها أقدم مستوطنة بشرية ساحلية في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ إذ يعود تاريخها إلى نحو 5000 عام قبل الميلاد. وجاء الكتاب موثقاً بالمصادر والمراجع، وبما جمعته شرينه القبيسي من معلومات أدلى بها كبار المواطنين في مقابلات التاريخ الشفاهي، مؤكدة في حديثها لـ «الاتحاد» أن الكتاب جاء تماشياً مع رؤية الأرشيف والمكتبة الوطنية حول سلسلة «التاريخ الشفاهي لدولة الإمارات العربية المتحدة» ليضاف إلى رصيده البحثي والثقافي، حاملاً زخماً من المعلومات النفيسة حول مراحل مهمة في تاريخ الدولة التي تعد شرايين حية تربط الأجيال المعاصرة بتجارب من سبقهم، وتعمق فهمهم لخصائص مجتمعاتهم وجذورهم، وترسخ عناصر الهوية الوطنية في نفوسهم.وتضيف شرينه القبيسي: «صدر الكتاب عن الأرشيف والمكتبة الوطنية ضمن سلسلة التاريخ الشفاهي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو باكورة أعمالي التي قدمت من خلاله سرداً تاريخياً يعانق ذاكرة الوطن، ويطوف حول التفاصيل الثرية بالمنجزات والتطلعات والذكريات التي تسكن وجدان من عاصروا تلك الحقبة الزمنية، والتاريخ الوطني المُلهم. وتضمن الكتاب ثلاثة فصول، الأول تناول لمحة تاريخية لجزيرة دلما وتطور المواصلات فيها، والفصل الثاني تناول مجموعة من الرواد الذين تحدثوا عن الجزيرة، والفصل الثالث والأخير من الكتاب تناول قادات الوطن ودعمهم واهتمامهم بجزيرة دلما»، مشيرة إلى أن الكتاب يقدم ملخصاً شاملاً عن مدى أهمية جزيرة دلما وتاريخها والحياة فيها، عاكساً صورة بانورامية عن الجزيرة بكل تفاصيلها وفصولها حتى يكون القارئ قريب كل القرب من صور وتفاصيل الحياة التي مر بها أهل الجزيرة وكيفية معيشتهم آنذاك. وتابعت: «قدم الكتاب مجموعة من العناوين المتنوعة والمختلفة والمواضيع التي غذت المحتوى بين دفتي هذا البحث التاريخي، ومنها: ألقاب أطلقت على جزيرة دلما، موقع الجزيرة تاريخياً، سكان جزيرة دلما، دلما والغوص على الؤلؤ، الماء العذب في جزيرة دلما، المَغَر في جزيرة دلما، تطور وسائل النقل إلى الجزيرة عبر العصور». مضيفة أنه في ثمانينيات القرن الماضي، ومع بداية تطور الجزيرة، تم توسعتها من الجانب الشرقي بأمر من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبحكم موقعها قرب بعض مغاصات اللؤلؤ، مثل: أم الصلصل ومنيوخ، وحواد ابن مسمح، وأبو دستور، ومغاص حالة دلما، فقد ارتبطت حياة سكانها بالبحر ارتباطاً وثيقاً، وقد كان البحر مصدر دخل كبير للسكان أثناء موسم الغوص؛ إذ كانوا يتجهون إما إلى سفن الغوص لاصطياد اللؤلؤ، أو إلى المهن التابعة لها.اللؤلؤ والبساتينتقول شرينه القبيسي: أشرت في الكتاب إلى أنه أطلقت على جزيرة دلما أسماء كثيرة منها: «جزيرة اللؤلؤ»، و«بومباي الخليج»، و«باريس الساحل»، وذكر هذا الاسم الشيخ عبد الرحمن المبارك في مجلة «الوسط»؛ إذ كان يتوافد عليها عدد كبير من تجار اللؤلؤ من بومباي بالهند، وكذلك التجار الهنود المقيمون في الساحل المتصالح، وأطلق عليها أيضاً اسم «جزيرة اللؤلؤ والبساتين». واكتسبت الجزيرة أهميتها من تجارة اللؤلؤ لموقعها المتوسط بين المغاصات ولإقامة سوق اللؤلؤ فيها، وأيضاً لأن تربتها صالحة للزراعة. كما أطلق عليها أيضاً اسم «بنك اللؤلؤ»؛ لأنها كانت المستقر لأغلب التجار والطواويش والنواخذة والغواصين من كل أرجاء المنطقة والبلدان المحيطة بها؛ فما أن يأخذهم المحمل بشراعه نحو البحر حتى يقصدوا دلما، التي يستدلون عليها من جبالها الشاهقة التي تعد علامة بارزة للجزيرة التي تعد أقدم مستوطنة بشرية ساحلية في دولة الإمارات العربية المتحدة إذ يعود تاريخها إلى نحو 5000 عام قبل الميلاد. وتطرقت في الكتاب إلى وجود المغر فيها، والمغر هو أكسيد الحديد الأحمر، ويذكر القدماء أن سكان دلما استخدموا المغر للمحافظة على الخشب من التسوس، فطلوه بالمغر لمنع تسرب الماء عند استخدام الخشب في تسقيف المنازل، واستخدم المغر أيضاً في نقوش المعابد والرسوم القديمة أيضاً. وكانت جزيرة دلما تصدرها إلى المناطق المجاورة، وينقلها الأجانب أيضاً إلى بلادهم لاستخراج العديد من مستحضرات التجميل، ولأهمية هذه المادة عمل عدد من أبناء دلما في استخراجها. وركزت بالكتاب في فصله الثاني على الروايات التي وردت على ألسنة كبار المواطنين، وقد تحدثوا عن العادات والتقاليد التي كانت سائدة، مثل: عادات رمضان والعيد، وتقاليد الأعراس والزواج.. وغيرها، كما تطرقت إلى أهم الأحداث التاريخية التي شهدتها الجزيرة.