- ALITTIHAD.AE - الرئيسية - 19/Jul 21:09

جامعة زايد نموذج في دمج الذكاء الاصطناعي بالتعليم

مريم بوخطامين (أبوظبي) في ظل التوجه الاستراتيجي لدولة الإمارات نحو دمج الذكاء الاصطناعي في جميع المراحل التعليمية، تواصل جامعة زايد خطواتها الريادية لتطبيق هذه التقنيات المتقدمة في بيئتها الأكاديمية، تأكيداً لدورها كمؤسسة تعليمية تدعم الابتكار وتعزز جاهزية الطلبة لعصر الثورة الصناعية الرابعة، والريادة في مجال الخدمات المهنية على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك ضمن رسالتها في توفير مختلف مصادر الدعم والفرص المهنية لتهيئة الطلبة والخريجين لسوق العمل وللحياة ما بعد التخرج.وفي هذا الإطار، أكدت الدكتورة فاطمة طاهر، أستاذة في قسم الحوسبة والتكنولوجيا التطبيقية بجامعة زايد - أبوظبي، أن دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم يمثل تحوّلاً جوهرياً في العملية التعليمية، فهو لا يقتصر فقط على تحديث الأدوات، بل يشمل أيضاً إعادة تصميم التجربة التعليمية بما يتماشى مع احتياجات الطلبة وتطورات العصر.وأضافت: الذكاء الاصطناعي يمنحنا القدرة على تحليل أداء الطلبة بدقة، وتقديم محتوى تعليمي مخصص يتماشى مع سرعة استيعابهم ونقاط قوتهم وضعفهم، مما يخلق بيئة تعليمية أكثر شمولاً وفعالية، خاصة أن جميع جوانب الحياة تتحول اليوم نحو الذكاء الاصطناعي ودمجه في جميع تفاصيل التعليم، حيث بات الذكاء الاصطناعي (AI) عنصراً أساسياً في إعادة تشكيل ملامح التعليم الجامعي، وتُعد دولة الإمارات من الدول الرائدة في تبني هذا التحول، حيث أعلنت عن دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في جميع المراحل الدراسية، بما في ذلك التعليم العالي. رؤى استراتيجية طموحة أكدت الدكتورة فاطمة طاهر أن جامعة زايد تتبنى رؤية طموحة للتحول إلى مركز رائد في مجال الذكاء الاصطناعي، موضحة أنهم يعملون حالياً على إنشاء مركز متخصص في الذكاء الاصطناعي مزوّد بأحدث التقنيات مثل الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة، ليكون داعماً للبحث العلمي ومركزاً لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، كما أشارت إلى أن الجامعة تخطط لإطلاق برامج أكاديمية جديدة في مجالات مثل التعلم الآلي، تحليل البيانات، والروبوتات، إلى جانب إدخال منصات تعليم ذكية تتيح محتوى تفاعلياً مخصصاً لكل طالب.تدريبوشددت على أهمية جاهزية الكادر التدريسي، قائلة: «بدأنا بتدريب أعضاء الهيئة التدريسية على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال، مع توفير البنية التحتية الرقمية اللازمة، لأن نجاح التحول الرقمي لا يمكن أن يتحقق دون تأهيل العنصر البشري».وأشارت إلى أن الجامعة بدأت تطبيق هذه المبادرات في كلية الابتكار التقني وبعض الكليات الأخرى، مع وجود خطة مستقبلية لتوسيع دمج الذكاء الاصطناعي تدريجياً إلى جميع الكليات، بهدف تحقيق تكامل حقيقي بين التكنولوجيا والمناهج الأكاديمية.مبادرات مستقبلية وشراكات استراتيجية نوهت فاطمة طاهر إلى أنهم يعملون على تعزيز الشراكات مع شركات التقنية الكبرى، واستقطاب الباحثين، خاصة في مرحلة الدراسات العليا، عبر إطلاق مراكز بحثية متخصصة في الذكاء الاصطناعي لتشجيع الطلبة على الابتكار والمساهمة في تطوير حلول ذكية لمجتمع المستقبل. وتابعت الدكتورة طاهر: في جامعة زايد، قمنا بتوظيف الذكاء الاصطناعي في مختلف التخصصات، ففي الكليات العلمية والهندسية، نستخدم أدوات المحاكاة الذكية والمعامل الافتراضية لتعليم مفاهيم معقدة مثل تصميم الروبوتات وتحليل البيانات، أما في التخصصات الإنسانية، فنستفيد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحليل النصوص وتطوير المهارات اللغوية، مما يساعد الطلبة على التعلم الذاتي وتلقي التغذية الراجعة الفورية، منوهة إلى أن جامعة زايد تعد نموذجاً رائداً في توظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز التجربة التعليمية والبحثية، وذلك انسجاماً مع استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031. وفي التخصصات العلمية والهندسية، يُستخدم الذكاء الاصطناعي للمحاكاة الذكية وتجارب المعامل الافتراضية، مثل تصميم الروبوتات، مما يعزز الفهم العملي ويقلل التكاليف، كما يدعم تحليل البيانات البحثية المعقدة في مجالات، مثل الفضاء والطب والطاقة المتجددة، وفي التخصصات الإنسانية، حيث تُسهم أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل النصوص التاريخية وتطوير مهارات اللغة، عبر تطبيقات التعلم التكيفي التي تقدم تصحيحاً فورياً.