X

Vous n'êtes pas connecté

  - ALITTIHAD.AE - الرئيسية - 23/Aug 21:32

باحثون: توثيق الماضي تأكيد للهوية وبناء للمستقبل

محمد عبد السميعمن الأهميّة بمكان أن نبادر إلى التراث ونعمل على توثيقه والعناية به، فالماضي ليس زمناً منقطعاً عن الحاضر، وليس فترة زمنيةً انقضت وذهبت، بل هو فترة مهمّة ومضيئة وتحمل كنوزاً من ممارسات الناس وتقاليدهم وأوجه حياتهم وتفاصيل نظرتهم للحياة، كما أنّ تنوّع التراث هو دليل مهم عند الشعوب الغنية بثقافتها الإنسانيّة.وعلى المنوال ذاته، أكّد باحثون وأكاديميّون ومهتمون قيمة التوثيق، خاصةً في عصر رقمي يتزايد في مفرداته ومفاجآته الرقميّة، وهو ما يستلزم منّا أن نربط الجيل الحالي بالأجيال القادمة برباط وثيق من تراث آبائهم وأجدادهم، لتبقى الحياة المقبلة قويةً بإرثنا الذي كان ملء السمع والبصر، ولهذا، فإنّ الاهتمام بالرُّواة وتدريب الباحين وقراءة الوثيقة وتداولها بحثياً، وتشاركيّة الوزارات ذات العلاقة بالتراث وتدوينه، هو عمل وطني وذو صبغة رسميّة تعمل عليها الدول مؤسسياً ومنهجياً وفق آليات ورؤى استراتيجيّة، حين نهتمّ بالسرد والحديث الشفوي والمصادر الشعبيّة ونسارع إلى الحفظة وحملة التراث لتوثيقه وإتاحته للجميع. ومع التقدم التكنولوجي زادت وتيرة التفكير بالحفظ والتحرير، ولهذا فإنّ تشجيع الناس على اقتناء التراث وفهم الأثر الإيجابي الكبير هو في تأكيد إيمانهم بقيمة الوثيقة والأرشيف والمراكز الثقافيّة والتدوين الإلكتروني والفرح بالصور والوثائق ومواكبة التقدم التكنولوجي، وهو ما يجعل من ثقافة الوعي حاضرةً لدينا، أمام كلّ هذه النماذج المضيئة والغنيّة من التراث. يقول الباحث والكاتب د. خالد بن محمد بن مبارك القاسمي: إنّ التوثيق للماضي أساسٌ لفهم الحاضر ورؤية المستقبل، مؤكّداً أهميّة التوثيق في الحفاظ على الهويّة، ومدّ الأجيال القادمة بتراثهم الغنيّ وتجارب بلادهم التاريخية، فضلاً عمّا يؤدّيه التوثيق من دور مهمّ في دعم البحث العلمي، نحو مادة سرديّة تستند إلى مصادر موثوقة. كما ينوّه إلى أهمية الاستفادة من التقنيات الرقميّة في توثيق تجاربنا وماضينا وتاريخنا وتراثنا، في ظلّ الرقمنة، لنكون أمام ما يعرف بالتوثيق الرقمي والمنصات الإلكترونيّة والمواقع، لجعل الجميع مستفيداً من مواد يسهل الوصول إليها واستخدامها. أمّا الباحثة د. وضحى حمدان الغريبي، فترى أنّ تنوّع التراث في أيّ بلد هو أمر حضاري، مؤكدةً أهميّة الاستفادة من هذا التنوع، لربطه الأجيال بماضيهم، ولأنّه يجعلهم على صلة به في تداولهم له واهتمامهم به، داعيةً إلى العمل كمؤسسات على حفظ هذا التراث من الضياع أو التآكل. وتقول الغريبي: إنّ حفظ التراث مرّ بمراحل التدوين ومن ثمّ كانت هناك طرق حفظ الصور والوثائق والمحتوى السمعي والبصري، كما برز دور المتاحف والأرشيف والمراكز الثقافيّة، وترسيخ الوعي بالفنون والتعليم وإدماج المناهج الدراسيّة، في حفظ هذا التراث. عمليّة تاريخيّة يقول د. عادل الكسادي: إنّ عملية توثيق الماضي والمحافظة على مفرداته وتفاصيله، هي عمليّة تاريخيّة أولاها المفكرون والعلماء الاهتمام الأكبر، باعتبار ذلك نابعاً من رؤية استراتيجيّة لحفظ تراث قابل للتجدد والحياة بتجدد المجتمعات والأزمان. ويقارن د. الكسادي بين زمنين، زمن التقنيات الكلاسيكيّة في حفظ التراث وتوثيقه وما يصاحب ذلك من تعب ومشقّة، وزمن السرعة والاستفادة من الطرق الحديثة في توثيق هذا التراث، باعتبار العصر الرقمي مفيداً جداً بما يحمله التطور التكنولوجي من أدوات ووسائل في هذا الأمر.ويذكر الكسادي العديد من الطرق لهذا التوثيق، منها قراءة المخطوطات والوثائق والكتابة والتأليف حولها، وتدوين المذكرات الشخصيّة، ونشر الكتب والمجلات والإصدارات، ومقابلة الأفراد حملة التراث، والاستماع لسردهم وقصصهم وحكاياهم، وكذلك عمل نسخ إلكترونيّة استفادةً من هذا التطوّر الكبير والهائل في التقنيات الرقميّة ووسائل الحفظ الإلكترونية، ولهذا فإنّ التراث الذي هو ماضٍ هو أساس الهويّة، وهو كنز بشري علينا أن نباهي به ونسعى إلى قراءة مفرداته. ويؤكّد د. الكسادي ضرورة الانتباه إلى الكتب والصور والفيديوهات والتسجيلات وتوفير نُسخ إلكترونية للوثائق والمخطوطات، وغير ذلك الكثير من الوسائل والتقاليد.كما يؤكّد الكسادي على مسألة مهمّة، وهي أهميّة وجود التشريعات والقوانين لحماية المواقع الأثرية التراثيّة، كما تسهم التشريعات في حماية المواقع الأثريّة من تخريبها أو الاتجار بها، وكذلك عمليات صون العناصر التراثيّة بالاستفادة من المنظمات الكبرى الموجودة، كاليونسكو، للتوثيق والحماية. جمع التراث  يقول الباحث السوداني د. أسعد عبدالرحمن: إنّ من المهمّ أن نعمل على جمع التراث الثقافي غير المادي والممارسات والتقاليد الشفوية، منوّهاً إلى ضرورة قراءة الحكايات الشعبيّة كجزء من هذه الممارسات والتقاليد، إضافةً إلى الأغاني والأهازيج والاحتفالات والحرف التقليدية، وإطلاق الطاقات نحو الجمع الميداني ومقابلات حاملي التراث، وكذلك التسجيل والتوثيق بكلّ الطرق المتاحة، لنحفظ تراثنا ونوثّقه ونتيحه للقراء والمهتمين والأجيال، فيبقى حيّاً ومتجدداً، وهو ما ينعكس على التراث الإنساني بعامّة.أمّا الباحث د. سالم الطنيجي فيؤكّد أنّ توثيق الماضي أمر بمنتهى الأهميّة، خصوصاً في ظلّ هذا التقدّم الرقمي الكبير الذي نشهده، بما فيه من كثرة معلومات، لذلك فإنّ خطر النسيان حاصلٌ إذا لم ننتبه إلى التراث بكلّ أشكاله، لتظلّ الذاكرة الجمعيّة حاضرة بشأنه، ولذلك عدّة طرق كما يرى الطنيجي، كما في حفظ الشهادات الشفوية والمبادرة إلى الوثائق والصّور والأفلام، إذ تلعب المؤسسة الثقافيّة والتعليميّة دوراً كبيراً في نشر الوعي بأهميّة حفظ التراث، فالتراث كما يقول، ليس ترفاً فكرياً أو أمراً زائداً على الحاجة، بل هو هويّة وبوصلة نحو المستقبل، وعمل مستمر يرفده اهتمامنا ووعينا بأهميّته، ولذلك فالتوثيق دائماً نابع من رؤية استراتيجية نحو إفادة الشعوب وزيادة رونق الحياة. عناصر مهمة تؤكّد الكاتبة مريم المزروعي أنّ التراث مسؤوليّة كبيرة على المستوى الإنساني والثقافي، مبيّنةً أنّ هذا التراث مربوطٌ بالهويّة، وبالتالي فإنّ نسيانه معناه نسيان هذه الهويّة، وفي موضوع التوثيق، ترى المزروعي أنّ التوثيق يبدأ بجمع الروايات والوثائق والسجلات في مواضيع متنوعة، سياسيّة واجتماعيّة وثقافيّة وشخصيّة، وكذلك حفظ المخطوطات والصور والرسائل والكتب والمرويات من القصص الشفاهيّة. وتقول: إنّ المتاحف والأرشيف الوطني والمكتبات عناصر مهمّة في حفظ التراث وتوثيقه، ومع وجود التكنولوجيا، فإنّ الحفظ الرقمي أو ما يعرف بالرقمنة، واستثمار كلّ ثمار التكنولوجيا، يستلزم الوعي بأهميّة الوثيقة والبيانات والحوسبة السحابيّة.  وترى المزروعي أنّ على الآباء والأبناء والأحفاد أن يقوموا بتسجيل الموروث وحفظه والاحتفاظ بوثائق العائلة والمذكرات وقصص الآباء والأجداد، مؤكدةً دور المناهج والتربية والإعلام وتقدير خبرات وجهود من سبقونا، ليكون الماضي حافزاً في حماية الحاضر والانطلاق نحو المستقبل، وهو ما يتطلّب معرفة وذاكرة لحماية تاريخنا من النسيان أو الضياع.          

Articles similaires

باحثون: توثيق الماضي تأكيد للهوية وبناء للمستقبل

alittihad.ae - 23/Aug 21:32

محمد عبد السميعمن الأهميّة بمكان أن نبادر إلى التراث ونعمل على توثيقه والعناية...

عائشة الغيص: «الخراريف» الشعبية كنز حقيقي علينا استثماره

alittihad.ae - 17/Aug 21:18

محمد عبد السميع (الشارقة)تؤكد الكاتبة الإماراتية عائشة الغيص أهمية تضمين التراث...

عائشة الغيص: «الخراريف» الشعبية كنز حقيقي علينا استثماره

alittihad.ae - 17/Aug 21:18

محمد عبد السميع (الشارقة)تؤكد الكاتبة الإماراتية عائشة الغيص أهمية تضمين التراث...

ترامب.. أريد دخول الجنة ونيل النعيم الأبدي

diwanfm.net - 20/Aug 11:37

اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، أنّه إذا تمكّن من تحقيق السلام...

ترامب.. أريد دخول الجنة ونيل النعيم الأبدي

diwanfm.net - 20/Aug 11:37

اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، أنّه إذا تمكّن من تحقيق السلام...

مدير عام هيئة الشارقة للآثار: «الفاية» بُعد حضاري جديد لتاريخ الإمارات

alittihad.ae - 16/Aug 22:08

محمد عبدالسميعبإدراج موقع «المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية» في...

مدير عام هيئة الشارقة للآثار: «الفاية» بُعد حضاري جديد لتاريخ الإمارات

alittihad.ae - 16/Aug 22:08

محمد عبدالسميعبإدراج موقع «المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية» في...

السياحة الثقافية في الإمارات.. ثنائية المتعة والمعرفة

alittihad.ae - 23/Aug 21:32

فاطمة عطفة  تنفرد الإمارات بمزايا طبيعية وعمرانية وثقافية تجعلها وجهة السياح...

Sorry! Image not available at this time

ترامب: أحاول “دخول الجنة” إن أمكن

aljarida24.ma - 20/Aug 08:45

اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، أنّه إذا تمكّن من تحقيق السلام...

نايلة الأحبابي: أطمح لتأسيس مركز تفاعلي للإبداع الإماراتي

alittihad.ae - 13/Aug 21:25

محمد عبد السميع (الاتحاد)تتأكد علاقة الأدب والفن بشكلٍ وثيق، نظراً لتواصل الأبعاد...