- AKHBARDAKHLA.COM - A La Une - 20/Jul 23:23

الداخلة الخرسانية.. حين تُقصى الطبيعة ويُهمَّش المقاول المحلي

تعيش مدينة الداخلة منذ أشهُر على وقع أوراش تهيئة كبرى، تُشرف عليها “شركة التنمية المحلية” التي يشرف عليها والي جهة الداخلة، علي خليل، في إطار مشروع يوصف بـ”الطموح” لتحسين جمالية المدينة وتجويد بنيتها التحتية. ولئن كانت بعض مظاهر هذه التهيئة محط ارتياح من طرف المواطنين، خاصة ما يتعلق بإعادة تأهيل الطرق والبنية التحتية، فإن المراقب المتأمل يلمس غيابًا صارخًا للروح، ولرؤية شاملة تنسجم مع مقومات المدينة البيئية والاجتماعية. شارع الولاء، أحد أبرز الشرايين الحضرية، يُختزل اليوم في مشهد باهت من أشجار النخيل المتراصة، دون أي تنسيق نباتي أو مساحات خضراء حقيقية. وهو أمر يطرح سؤالًا محوريًا: كيف يمكن الحديث عن “تأهيل حضري” دون إدماج البعد الطبيعي؟ وأين هي “المدينة المستدامة” في ظل طغيان الخرسانة وتراجع المساحات الخضراء؟ من المثير أيضًا، أن مدينة الداخلة، التي كانت تتوفر في عهد الاستعمار الإسباني على حدائق ومساحات خضراء، تعيش اليوم على وقع تراجع غير مبرر بيئيًا وجماليًا. والأسوأ، أن هذا التراجع يتم عبر مشاريع رسمية وبميزانية ضخمة، تناهز 282 مليون درهم. ثم إن الأمر لا يقف عند الشق البيئي فحسب، بل يتعداه إلى ما هو اقتصادي وتنموي. فرغم ضخامة هذه المشاريع، يُسجل إقصاء واسع للمقاولات المحلية، لفائدة شركات كبرى وافدة تُسيطر على جل الصفقات. وقد عبّر أحد المقاولين المحليين، متحفظًا عن كشف هويته، في تصريح لجريدة أخبار الداخلة، قائلاً: “نحن لا نُطالب بالإقصاء أو المحاباة، بل فقط بفرص عادلة في ولوج المشاريع التي تُنجز داخل مدينتنا، من غير المقبول أن تُمنح الصفقات الكبرى لشركات وافدة، بينما نُقصى نحن رغم معرفتنا الدقيقة بالمنطقة وتوفرنا على الكفاءة.” وفي هذا السياق، لا يمكن التغاضي عن الدور المحوري لوالي جهة الداخلة وادي الذهب،...