- AKHBARALFAJR.MA - A La Une - 11/Aug 16:37

القنيطرة… حي الخبازات بين فوضى الواقع وغياب إرادة التنظيم

القنيطرة… حي الخبازات بين فوضى الواقع وغياب إرادة التنظيم لا يحتاج المارّ من حي الخبازات في القنيطرة إلى كثير جهد ليدرك أن المشهد هناك لا يليق بمدينة تطمح لأن تكون قطباً اقتصادياً متطوراً. أرصفة محتلّة، ممرات مختنقة، وباعة جائلون يمدّون بضاعتهم حتى أمام المحلات المصرّح بها، في ظل صمت يثير التساؤل حول دور السلطات المحلية. جمعية تجار القنيطرة لم تعد تحتمل الوضع، وعبّرت بوضوح عن استيائها من حالة “التهميش والاختناق المهني” التي يعيشها الحي، معتبرة أن حملات تحرير الملك العمومي، إن وُجدت، لم تكن سوى محاولات موسمية لا تمسّ جذور المشكلة. الأخطر من ذلك أن بعض أعضائها تعرّضوا لاعتداء لفظي أثناء حملة تنظيمية، وهو ما يرفع منسوب التوتر ويهدد السلم الاجتماعي. لكن، إذا كان من السهل تحميل المسؤولية كاملة للباعة الجائلين، فإن من الإنصاف القول إن هؤلاء أنفسهم هم نتاج فراغات في السياسات الاقتصادية والاجتماعية. فغياب بدائل حقيقية وفرص عمل منظمة يدفع كثيرين إلى الشارع، ليجدوا أنفسهم في مواجهة مع تجار يملكون محلات ويدفعون الضرائب. النتيجة: صراع يومي على لقمة العيش، تدفع ثمنه صورة المدينة واقتصادها المحلي. إن معالجة ملف الخبازات لا يمكن أن تتم بعقلية الحملات الفجائية، بل عبر خطة متكاملة تبدأ بتحرير الملك العمومي بشكل صارم، وتوفير فضاءات بديلة للباعة، وفتح حوار جاد مع جميع الأطراف. كما أن ربط المسؤولية بالمحاسبة يجب أن يصبح قاعدة لا استثناء، حتى لا يبقى الصمت أو التواطؤ خياراً مريحاً للبعض. القنيطرة، مثل كثير من المدن المغربية، أمام اختبار حقيقي: هل تستطيع الموازنة بين حق الجميع في العمل وحق الجميع في الفضاء العام المنظم؟ الجواب، بلا شك، سيكون مقياساً لمدى نضج إدارتها المحلية مريم الزكراوي