- TAMGHRABIT24.MA - A La Une - 31/Aug 13:50

حموشي بإيموزار في مهمة إنسانية

في صباح هذا اليوم الأحد وفي أجواء مفعمة بالأسى والدموع، طرق عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، باب بيت متواضع بمدينة إيموزار. لم تكن زيارته بروتوكولاً عابراً، بل كانت خطوة إنسانية خالصة نحو أسرة فقدت سندها، ورجلاً من رجال الوطن رحل وهو يؤدي واجبه. استقبلته عيون مترعة بالحزن: أرملة ترتدي ثوب الصبر، وأربعة أطفال صغار يبحثون في ملامحه عن شيء من الأمان المفقود، ووالد منكسر لكنه مرفوع الرأس بفخر الشهادة. جلس حموشي بينهم، لا بصفته مسؤولاً أمنياً رفيعاً، بل بصفته إنساناً يحمل في قلبه عزاءً صادقاً ومواساة حارة. لم يكتفِ بكلمات التعزية، بل حمل معه رسائل وفاء عملية: دعم مالي سنوي لأبناء الشهيد حتى يكملوا دراستهم الجامعية، شقة سكنية تؤوي الأرملة وأطفالها، وترقية استثنائية إلى رتبة ضابط، كوسام معنوي يليق بدمائه التي سالت دفاعاً عن النظام والأمن. الزيارة لم تكن مجرد بروتوكول رسمي، بل جسراً بين مؤسسة الأمن الوطني وأسر رجاله الذين يسقطون دفاعاً عن الوطن. لقد بدت دمعة حموشي وهو يمسح على رأس أحد أبناء الشهيد أبلغ من ألف خطاب، كأنها تقول: لن تكونوا وحدكم، فأنتم أبناء أسرة كبيرة اسمها المغرب. رحل الشرطي شهيد الواجب، لكن ذكراه صارت عهدًا متجدداً بينه وبين المؤسسة التي خدمها، عهدٌ عنوانه أن التضحية لا تُنسى، وأن أسر الأبطال ستظل محاطة بالرعاية والاعتراف بالجميل.