- IMOUMEDIA24.COM - A La Une - 05/Sep 02:01

طيّ ملف زيان والزفزافي… حينما تنتصر الإنسانية على الحسابات السياسية

طيّ ملف زيان والزفزافي… حينما تنتصر الإنسانية على الحسابات السياسية ن عمر بالكوجا أكادير لم يعد ملف كل من المحامي محمد زيان، والسياسي المعروف بمواقفه الجريئة، وناصر الزفزافي، أبرز وجوه حراك الريف، مجرد قضية قضائية أو سياسية. لقد تحوّل بمرور الزمن إلى ملف إنساني بامتياز، يستدعي مقاربة جديدة تتجاوز لغة العقاب إلى منطق المصالحة وترميم الثقة. إنّ سنوات طويلة من الجدل والمحاكمات والجدال الإعلامي أرهقت الرأي العام، وجعلت أصواتاً كثيرة من داخل المغرب وخارجه تؤكد أن الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة، قائمة على احترام الإنسان قبل كل شيء، وإعلاء قيمة التسامح والصفح على ما عداها. اليوم، وفي ظل التحولات الاجتماعية والسياسية التي يشهدها المغرب، يبدو أنّ طيّ هذا الملف سيكون خطوة جريئة نحو تعزيز اللحمة الوطنية وتخفيف منسوب الاحتقان. فالمصالحة لا تعني النسيان، بل هي اعتراف بالآلام المشتركة ورغبة صادقة في تجاوزها لبناء مستقبل أفضل. ولا شك أن هذا التوجه يجد أساسه في الحكم الرشيد لجلالة الملك محمد السادس، ورأفته بشعبه الوفي، حيث جسّد على الدوام إرادة في تمتين أواصر الوحدة الوطنية. كما لا يمكن إغفال دور المستشارين الأوفياء وكل المحيط الملكي، الذين يواكبون هذه الرؤية في سبيل خدمة الوطن والمواطنين على حد سواء. إنّ دعوة طيّ صفحة زيان والزفزافي ليست انتصاراً لفرد أو فئة، بل هي انتصار لصوت الحكمة والعقلانية، ورسالة بأن الوطن يتسع للجميع، وأن المغرب أقوى بوحدة أبنائه لا بفرقتهم. وفي النهاية، يبقى المغرب شامخاً موحداً في صحرائه وأطلسه، في سهوله وجباله، في مدنه وقراه، وفي كل بقاع مملكته الشريفة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب. وطن واحد تسكنه روح الانتماء والوفاء، ويقوده جلالة الملك محمد السادس...