Maroc - DISPRESS.MA - A La Une - 23/Sep 09:40

النضال وعلاقته بطبيعة البشر.

الحبيب ثابت – من خلال تتبعي لمسار أناس عديدين عبرالتاريخ، استنتجت أن من يناضل، سواء من أجل حقوق الإنسان أو من أجل تحرير بلده أو شعب آخر يرى أن حقوقه مستلبة “الشعب الفلسطيني مثلا” يكاد يكون قد خُلق للنضال، وغالبا مايتعرض هؤلاء الناس للتعذيب والتنكيل بهم سواء من طرف النظام الحاكم، لأنهم غالبا ما يكونون معارضين لأنظمة الحكم ببلدانهم، نصرة للحق أو لحكام بلدان أخرى ربما تكون قد استعمٓرت بلدانهم.إذ يحاولون بنضالاتهم التحرر، والانعتاق من قبضة الاستعمار. ولكي تكون من طينة هؤلاء الناس، يجب أن تتحلى بخصال من الصعب أن تتوفر في أناس عاديين، لأنه في نظري هذه الخصال ليست مكتسبة، بل تولد مع الإنسان.كما أن النضال من أجل قضية ما ليس بالشيء الهين، وجل الناس يخافون من الدخول إلى السجن أو التعذيب، فيفضلون العيش في الظل، لكن المناضلين الحقيقيين الذين يؤمنون بقضيتهم سواء دخلوا السجن أم لا ،عندهم سواء، بل ويرون أن السجن هو شرف وأحب إليهم من أن يتركوا قضية أو قضايا يؤمنون بها. وعلى هذا الأساس يزدادون تحملا لكل ما يمكن أن يصيبهم.فنيلسون مانديلا مثلا قضى بالسجن 27 عاما، ليخرج بعد ذلك ويكون رئيسا لجنوب إفريقيا، جزاء له على تضحياته ونضالاته في محاربة الميز العنصري الذي كان سائدا أنذاك مابين البيض والسود في بريتوريا.كما أن الأمثلة موجودة كذلك وبكثرة في بلدنا، إذ نجد أناسا أدخلوا السجن من أجل ٱرائهم، ورغم ذلك لم ينهزموا بل وبالعكس بقوامتشبتين بها، وأعادوا الكرة مرات ومرات وهذا ما يذل كما قلت في البداية على أن النضال من أجل قضايا يؤمن بها الإنسان، رغم ما يمكن أن يكابد من مشاق يكاد يكون فطرة وهبة من الله لا تتيسر...