Maroc - DISPRESS.MA - A La Une - 08/Jul 18:34

الزواج بين الماضي و الحاضر

بوشعيب هارة  الالتفات للماضي لا يعني أنه تخلف أو تهرب من الحاضر الذي نعيش فيه، بل هو تذكرة لأيام كانت تسودها البساطة والجمال، فمن لا يمتلك ماضيا وذكريات لا يمتلك حاضراً. صحيح أن التغيرات التي تطرأ على مجتمع ما هي إلا تغيراً طبيعيا نتيجة تطور الحياة وظروفها، فنجد هناك شيئا من التغير في العادات والتقاليد، إلا أن المحافظة على ثقافة وفلكلور المنطقة أمر في غاية الأهمية، ولكننا نجد بمرور الوقت أن الثقافات تغيرت واندثرت شيئاً فشيئاً، وهذا الأمر ينطبق على موضوع الزواج واحتفالاته. فمراسم حفلة الزواج قديماً كانت تمر بعدة مراحل أولها  “الشوفة”، وهي المرحلة الأولى للزواج، حيث كانت تستغل فيها بداية أم العريس الفرصة للتعرف على عائلة العروس.. وتليها الخطبة، حيث يتلاقى ولي الأمر العروس مع العريس وعائلته من الرجال والنساء المقربين من أجل الاتفاق على المهر وتفاصيل الزواج. أما ليلة الحناء وهي الليلة التي كانت تسبق ليلة الزفاف، حيث كانوا يرسمون فيها الحناء على يدي العروس. ثم يليها يوم العرس الذي كان يتضمن وليمة كبيرة لجميع الأقارب والمدعوين. فالأعراس تتشابه بطقوسها، وإنما تختلف بتفاصيلها، ففي الماضي كان للأهل دور كبير باختيار الشريك أو الشريكة المناسبة لأولادهم، ففي السابق كانت (العروس) لا ترى زوجها إلا يوم (الزواج) اما عروس اليوم فزوج المستقبل لابد أن يكون باختيارها دون ضغط أو تأثير من أحد ولابد أن تكون هناك  جاذبية فيما بينهما وان يكون له (كريزما) وأن يماثلها في الثقافة والاتجاهات وأن يكون له دراية بتكنولوجيا العصر ويتمتع بدخل مرتفع يتفق مع احتياجاتها. فمراسم الزواج في الماضي كانت تتسم بالبساطة  و كانت تمر في جو من الألفة والتعاون والفرح ، حيث كانوا يجتمعون بأماكن متواضعة لإحياء...