- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 29/Jun 13:58

موقع Scene Traveller  السياحي يزور "شجرة الحياة"

اعد موقع Scene Traveller  المتخصص بالسياحة عبر الإنترنت في مصر والشرق الأوسط تقريرا عن الأعجوبة "شجرة الحياة" وبحث عن تاريخها والقصص المرتبطة بها وكان التالي: في شمال البحرين المتطورة، وسط مناظر طبيعية من الكثبان الذهبية المتموجة والآلات الصارخة لحقول النفط، يقف حارس وحيد بسر قديم قدم الزمن، إنها شجرة Prosopis cineraria والتي تعرف محليا باسم "شجرة الحياة". الشجرة يصل ارتفاعها إلى 9.75 مترا، وتمتلك سرا غير عادي، وهو لغز أسر العلماء والمؤرخين والصوفيين لأجيال. مع سؤال كيف تعيش، وكيف يسمح لها بالازدهار في مثل هذه البيئة القاسية، مكان يكون فيه المطر هدية نادرة وثمينة. يضيف عمر الشجرة طبقة أخرى إلى سحرها. وتشير التقديرات إلى أنه يزيد عمره عن 400 عام، وربما أقرب إلى 500. للتفكير في العالم الذي شهدته، فإن رمال الزمن المتغيرة تدور حول جذورها. يسبق البحرين الحديثة بعدة مئات من السنين. يتناقض وجودها بشكل صارخ مع المناظر الطبيعية القاحلة، دفقة خضراء نابضة بالحياة مقابل قماش من الذهب. تقف على تل رملي صغير، شخصية منفردة مقابل سماء الصحراء الشاسعة، "شجرة الحياة" في عالم من انعدام الحياة الواضح. تشتهر أنواع الشجرة Prosopis cineraria بمرونتها، ويعود هذا النوع القوي الى غرب آسيا وشبه القارة الهندية، تتكيف لتحمل درجات الحرارة القصوى وفترات الجفاف الطويلة، وأحيانا تتحمل ما يصل إلى ثمانية أشهر بدون ماء. يعد نظام الجذر العميق، القادر على الامتداد حتى 50 مترا في الأرض، أحد أكثر التفسيرات المعقولة لبقائها. قد تصل هذه الجذو ، مثل المجسات الجوفية، إلى عمق الأرض وتستفيد من مصادر المياه المخفية تحت السطح. لكن حتى هذا التفسير لا يشعر بأنه غير كاف عند مواجهة الخراب المطلق للتضاريس المحيطة. تقف الشجرة في مكان لا يتوقع فيه المرء أن يجد شيئا سوى الرمل والصخور. تقع أقرب الدورعلى بعد 15 دقيقة بالسيارة، وتبدو المناظر الطبيعية المحيطة، التي تتخللها منصات النفط وخطوط الأنابيب، بالكاد مكانا يمكن فيه ترك توازن الطبيعة الدقيق لينمو. ومع ذلك، لا تزال هذه الشجرة قائمة. تحاول نظريات مختلفة كشف اللغز. يقترح البعض أن الشجرة تستخرج الرطوبة مباشرة من حبيبات الرمل، وهو إنجاز يبدو شبه مألوف. يشير آخرون إلى إمكانية وجود تيار تحت الأرض، وهو نهر مخفي يتدفق تحت قاع الصحراء، مما يوفر للشجرة مصدرا ثابتا للقوت. استكشفت الدراسات العلمية إمكانية وجود مصدر مياه جوفية على بعد ثلاثة كيلومترات، بينما استكشف آخرون إمكانية الرطوبة من نسيم البحر، على بعد أكثر من 13 كيلومترا، أو حتى منسوب المياه الجوفية المرتفع نسبيا، على بعد عشرة أمتار فقط تحت السطح. تقترح نظرية أحدث أن بقاء الشجرة مرتبط بعلاقة تكافلية مع الفطريات في التربة، وهي شبكة مجهرية تزود الشجرة بالمياه الأساسية التي تحتاجها. إلى جانب التفسيرات العلمية، هناك عالم من الفولكلور والتصوف. تحكي الأساطير المحلية قصة مختلفة، حيث تمتلك الشجرة طبيعة مقدسة. حتى أن البعض يدعي أنها تقف في جنة عدن التوراتية. ويعتقد آخرون أنها محمية من قبل "إنكي" إله الماء والحكمة السومري القديم. هذه القصص التي توارثتها الأجيال، تضفي على الشجرة هالة من الإله، وتحولها من مجرد عينة نباتية إلى رمز مقدس. يضيف اكتشاف الفخار والمصنوعات اليدوية التي يبلغ عمرها 500 عام بالقرب من الشجرة طبقة أخرى من التاريخ، مما يشير إلى أن المنطقة ربما كانت ذات يوم مكانا ذا أهمية، وربما حتى موقعا عسكريا منذ قرون. من المستحيل التهرب من الرمزيات التي لا تعد ولا تحصى لشجرة الحياة. من حيث المرونة، فهي تجسد قوة الحياة على التحمل حتى في أصعب الظروف. كرمز للأم ، يمكن أن يكون تذكيرا بأنه حتى في أكثر المناظر الطبيعية قاحلة، يمكن للحياة أن تجد طريقة. اليوم، تستقبل الشجرة عشرات الآلاف من الزوار كل عام. يأتون ليشهدوا أعجوبة الطبيعة هذه، ويقفون في حضورها ويفكرون في سرها الدائم. يأتون بحثا عن إجابات وإلهام واتصال بشيء أكبر من أنفسهم.