- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 29/Jun 14:28

الحافلة البيئية الثقافية في موسم عاشوراء

يُشكّل موسم عاشوراء في مملكة البحرين نموذجًا متقدّمًا للتفاعل الديني والثقافي والاجتماعي، حيث تتجلى فيه قيم الوعي والانضباط والمسؤولية المجتمعية. ومن أبرز المبادرات التي تعكس هذا التفاعل، برنامج “عاشوراء نرتقي”، الذي تنظّمه بلدية المنطقة الشمالية بالتعاون مع المجلس البلدي وإدارة الأوقاف الجعفرية، للعام السادس عشر على التوالي. وفي نسخته لعام 2025 - 1447هـ، أُطلق البرنامج تحت شعار “التدوير للارتقاء”، مؤكدًا على أهمية فرز النفايات وإعادة التدوير كجزء من السلوك الحضاري والبيئي الواعي عند الأطفال. وتقوم الحافلة البيئية الثقافية بجولات ميدانية على المآتم في مختلف المناطق، تتخللها فعاليات تفاعلية مخصصة للأطفال، تشمل مسابقات وأنشطة توعوية تهدف إلى تعزيز مفاهيم الحفاظ على البيئة وترسيخ السلوك الإيجابي منذ الصغر. كما توزّع الحملة حاويات مخصصة لفرز البلاستيك والورق والنفايات العامة على المآتم والمواقع المشاركة، في خطوة عملية تهدف إلى نشر ثقافة التدوير والحدّ من الهدر، بما يعكس الوعي المجتمعي المتنامي وحرص البحرينيين على تحويل المناسبات الدينية إلى منصات للتثقيف والتوعية. وتتميّز المبادرة بدمجها بين الوعي الديني والممارسات البيئية المستدامة، من خلال تشجيع المآتم والمواكب الحسينية على تبنّي ممارسات صديقة للبيئة، وترسيخ مفاهيم النظافة العامة والحفاظ على الموارد. وتُكرِّم اللجنة المنظّمة في ختام الموسم الجهات والمواقع الأكثر التزامًا وتميّزًا، ما يُسهم في تعزيز روح التنافس الإيجابي وغرس التقدير المجتمعي. ويُعدّ برنامج “عاشوراء نرتقي” نموذجًا رائدًا للشراكة بين المؤسسات الحكومية والدينية والمجتمع المدني، حيث يجسّد التلاقي بين القيم الدينية والرسالة البيئية التثقيفية. كما يعكس حرص المجتمع البحريني على استلهام مضامين عاشوراء وسيرة الإمام الحسين عليه السلام لخدمة قضايا الإنسان والبيئة.