- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 29/Jun 19:45

حملة لجمع قناني العطور الفارغة وإعادة تدويرها

في مبادرة مبتكرة تعكس الوعي البيئي والمسؤولية المجتمعية لدى الشباب البحريني، أطلق عدد من شباب منطقة جدحفص حملة تطوعية تهدف إلى جمع قناني العطور الزجاجية الفارغة، وذلك في إطار سعيهم لتعزيز ثقافة إعادة التدوير، وتقليل حجم النفايات غير القابلة للتحلل التي تُلقى في البيئة دون معالجة. وتأتي هذه الخطوة كجزء من سلسلة مبادرات يقودها شباب المنطقة، بهدف دعم أهداف التنمية المستدامة، والمساهمة الفاعلة في حماية البيئة، والترويج لممارسات صديقة للبيئة داخل المجتمع المحلي، ويأمل القائمون على المبادرة أن تلهم هذه الخطوة غيرهم من الشباب والمواطنين، وأن تكون نموذجًا يُحتذى به في مختلف مناطق البحرين. وفي تصريح لصحيفة “البلاد”، قال علي بوحسن المسؤول عن المبادرة، إن فكرة الحملة جاءت بعد ملاحظة تزايد كميات قناني العطور الزجاجية الفارغة التي تُرمى في النفايات بصورة عشوائية، دون النظر إلى إمكانية الاستفادة منها. وأضاف: “رأينا أن هذه القناني على الرغم من تفاهة مظهرها بعد الاستخدام، يمكن أن تُعاد إلى الحياة من خلال إعادة التدوير أو إعادة الاستخدام في مجالات حرفية وصناعية”. وتحدث بوحسن عن قيامه بوضع آلية منظمة لجمع القناني الفارغة من مختلف المنازل والأفراد، حيث تم فرزها وتخزينها تمهيدًا لنقلها إلى أحد المصانع المتخصصة في إعادة تدوير الزجاج في منطقة جبل علي بدولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرًا إلى أن المصنع سيقوم بإعادة تدوير الزجاج لاستخدامه في صناعة التحف الفنية والزجاجيات. وأكد أن العائد المالي من عملية بيع هذه الزجاجات سيُخصص بالكامل لدعم الأعمال الخيرية التي تشرف عليها جمعية جدحفص الخيرية، حيث ستُصرف الأموال في مشاريع اجتماعية وإنسانية، بما يشمل تقديم المساعدة للأسر ذات الدخل المحدود، وتمويل مبادرات تنموية تعود بالنفع على المجتمع المحلي. وبيّن بوحسن أن الحملة تحمل في طياتها أبعادًا متعددة، فهي لا تقتصر على الجانب البيئي فحسب، بل تُسهم أيضًا في ترسيخ مفاهيم العمل التطوعي، وتعزيز روح المبادرة لدى الشباب، بالإضافة إلى دعم الاقتصاد الدائري الذي يُعد أحد الأسس الجوهرية في تحقيق الاستدامة. وأشار إلى أن من أبرز أهداف الحملة تقليل التلوث الناتج عن الزجاج المكسور المنتشر في البيئة، والتوعية بأهمية فرز المخلفات المنزلية والتبرع بالعناصر القابلة لإعادة التدوير، مثل الزجاج والمعادن، بدلاً من التخلص منها كنفايات ضارة. ولاقت المبادرة، منذ انطلاقتها، تفاعلاً واسعًا من قبل الأهالي، حيث أبدى العديد من المواطنين استعدادهم للتبرع بالقناني الفارغة والمشاركة في أعمال الحملة، سواء عبر التطوع في جمع الزجاج أو المساعدة في عمليات النقل والتنسيق، وقد عبّر الكثيرون عن فخرهم بمثل هذه المبادرات التي تجمع بين حماية البيئة وخدمة المجتمع. وختاما، اشار بوحسن إلى أن القائمين على الحملة يطمحون إلى توسيع نطاقها خلال الفترة المقبلة لتشمل مناطق أخرى في المملكة، وتطوير شراكات مع مؤسسات بيئية وخيرية لتوسيع الأثر الإيجابي للمبادرة، كما يأملون أن تُسهم هذه التجربة في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية إعادة التدوير، وإبراز دور المواطن في تحقيق التحول نحو بيئة أكثر نظافة واستدامة.