- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 29/Jun 19:49

7000 مريض سكلر في البحرين والنصيب الأكبر لـ “الشمالية”

قال رئيس جمعية السكلر البحرينية زكريا الكاظم، إن عدد المصابين بمرض فقر الدم المنجلي (السكلر) في مملكة البحرين بلغ نحو 7000 مريض، وذلك وفقًا لآخر الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة، لافتا إلى أن المحافظة الشمالية تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد الإصابات، إذ تحتضن ما نسبته 49 % من إجمالي المرضى على مستوى المملكة. وأشار الكاظم في تصريح لـ “البلاد”، إلى أن المرضى يستفيدون حاليًا من تقنية طبية متقدمة تم توفيرها حديثًا، تتمثل في جهاز ذكي لاستبدال كريات الدم الحمراء التالفة بأخرى سليمة، بلغت كلفته نحو 250 ألف دينار، ويُعد هذا الجهاز من الحلول النوعية التي تسهم في تحسين جودة حياة مرضى السكلر، حيث يُنجز عملية الاستبدال خلال 24 دقيقة فقط. وأكد أهمية حملات التبرع بالدم في دعم احتياجات المرضى، موضحًا أن الجمعية تعمل بشكل مشترك مع 46 حملة تبرع بالدم على مستوى المملكة، لافتًا إلى أن مرضى السكلر يستهلكون ما يقارب 50 % من إجمالي مخزون أكياس الدم في بنك الدم الوطني، سواء من حيث فصائل الدم أو البلازما، ما يُبرز الحاجة المستمرة إلى تعزيز ثقافة التبرع المنتظم بين أفراد المجتمع البحريني. وأشاد الكاظم بمستوى الرعاية الصحية المقدمة لمرضى السكلر في البحرين، مبينا أنها تُعد من العلاجات الرائدة والمتقدمة إقليميًّا، وتُظهر التزام المملكة بتوفير رعاية متكاملة لهؤلاء المرضى. وأضاف أن جمعية السكلر البحرينية تسعى، عبر شراكاتها مع عدد من الجهات الرسمية، بما في ذلك السلطة التشريعية والمحافظات والمؤسسات المهنية والأهلية، إلى رسم خريطة طريق واضحة لتنظيم أعمال ومبادرات مشتركة تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بالمرض، وتوفير منصات داعمة لإقامة الفعاليات والأنشطة الصحية والتوعوية، فضلاً عن مناقشة التحديات التي تواجه المرضى على مختلف المستويات. وفي هذا الإطار، أشار إلى أن الجمعية تمتلك رؤية واضحة لتطوير التشريعات المعنية بحقوق مرضى السكلر، خصوصًا ما يتعلق بفئة الأطفال، لضمان نشأتهم في بيئة صحية وآمنة تُمكنهم من عيش طفولة سوية، كما تسعى الجمعية إلى تعديل عدد من التشريعات المرتبطة بالتوظيف، والتعليم العالي، والزواج، والحصول على القروض، مشيرًا إلى أن هناك مرضى يواجهون تحديات في الحصول على تأمين يغطي القروض في حالة الوفاة، ما يحمّل أسرهم أعباء مالية كبيرة بعد رحيلهم، وهو ما يتطلب تدخلًا تشريعيًا لضمان تأمين شامل ومنصف. وفيما يخص القدرات الإنتاجية للمرضى، أوضح الكاظم أن دراسة علمية أُجريت حديثا، أظهرت أن 90 % من المصابين بمرض السكلر في البحرين يتمتعون بكفاءة عالية وقدرة على الإنجاز والعطاء على الرغم من التحديات الصحية، ويمكنهم التنافس في سوق العمل إلى جانب الأصحاء، إلا أن 10 % من المرضى ما يزالون يواجهون صعوبات حقيقية في الحصول على وظائف أو إكمال مسيرتهم التعليمية العليا بسبب تداعيات المرض.  وشدد على أن معالجة هذه التحديات يجب أن تكون شاملة، لا تقتصر على الجانب الطبي فقط، بل تمتد لتشمل التعليم والدعم النفسي والرعاية المجتمعية، مبينًا أن الجمعية تعمل على تنفيذ مشروع لتطوير قدرات المرضى من جهة، ورفع كفاءة الأطباء المختصين من جهة أخرى. كما أشار إلى أن هناك إنجازات تشريعية مهمة تم تحقيقها في السنوات الماضية، من أبرزها إقرار إجازة إضافية مدتها 30 يومًا لمرضى السكلر، إلى جانب إجازة مرضية تصل إلى 144 يومًا سنويًّا للعاملين في القطاع العام، بالإضافة إلى إمكان التقاعد بنسبة لا تقل عن 40 %، بما يراعي الوضع الصحي المزمن للمرضى. وفي لمسة إنسانية، أوضح الكاظم أن الجمعية، بالتعاون مع أهالي المتوفين بالمرض، قامت مؤخرًا بزراعة 200 شتلة تخليدًا لذكرى المرضى الذين فارقوا الحياة، في مبادرة رمزية تؤكد أن ذكراهم باقية في وجدان المجتمع البحريني. واختتم الكاظم حديثه بالإشارة إلى أن الجمعية تضطلع بدورين أساسيين منذ العام 2020، أحدهما محلي يُعنى برعاية مرضى السكلر وذويهم داخل البحرين، والآخر دولي يتمثل في التعاون مع منظمات عالمية تُعنى بمرضى السكلر حول العالم، والذين يقدّر عددهم بنحو 27 مليون شخص، في إطار تبادل التجارب وتوحيد الجهود الدولية لمواجهة المرض.