- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 02/Jul 20:19

الأحمد: التنبؤ الدقيق بتوقيت الحروب أمر بالغ التعقيد

قال المدير التنفيذي لمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة “دراسات” عبدالله محمد الأحمد: “تنعقد هذه الحلقة الحوارية في ظروفٍ بالغة الدقة، تتقاطع فيها التحديات الأمنية والاقتصادية والإنسانية، فلا شك أن الحديث عن مراكز الفكر والدراسات لم يعد ترفًا معرفيًّا أو مسألة تخص فئة بعينها، بل أصبح ضرورةً استراتيجية تمليها تعقيدات المرحلة الراهنة، التي تتطلب استشرافًا عميقًا، وقراءاتٍ دقيقةً توازن بين المخاطر والفرص، وتُسهم في صنع بدائل واقعية تراعي موازين القوى، وتأخذ بعين الاعتبار كافة السياقات التاريخية والحقائق الموضوعية”. وتابع الأحمد موضحًا: “أكدت تجارب دولية عديدة – من الحرب الباردة إلى محطات النزاع في الشرق الأوسط – أن مراكز الدراسات، حين تُهيّأ لها بيئة محفّزة وتُشرَك في صناعة المعرفة، تتحول إلى منصات تحليلية استراتيجية، تدعم صانع القرار وتعزز من الجاهزية الوطنية في التعامل مع المتغيرات. وفي منطقتنا العربية، تبرز اليوم أهمية مواصلة البناء المؤسسي لمراكز الفكر، وتكامل أدوارها مع الأجهزة الرسمية، باعتبارها فضاءً بحثيًا يعزز اتخاذ القرار القائم على الأدلة، ويواكب تحولات البيئة الدولية عبر تقديم قراءاتٍ متعمّقة تتقاطع مع الأمن الوطني والتنمية الشاملة”. التصعيد الأخير  وفي سياق حديثه عن التوازن الإقليمي، أضاف الأحمد: “إن ما شهدته المنطقة خلال التصعيد الإسرائيلي – الإيراني الأخير، وما أبرزه من تداعيات على أمن دول الخليج العربية، عزز من أهمية الأدوار التي تضطلع بها مراكز الفكر والدراسات من خلال جانبين أساسيين، وهما: أولًا، الاستشراف المبكّر للمخاطر، وذلك عبر تحليل السياقات المحيطة بالأزمات، والتنبؤ بمسارات التصعيد، وتقديم أدوات قياس استباقية لصانع القرار. وثانيًا، صنع البدائل، والذي يتم عبر رسم سيناريوهاتٍ متعددة، وتقديم توصياتٍ متدرّجة تساهم في الحد من التصعيد، واستعادة التوازن الإقليمي بالوسائل السلمية والدبلوماسية”. وأردف قائلًا: “وإدراكًا لذلك، نؤمن في مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة ‘دراسات’ بأن الفكر ليس مرآةً للواقع فحسب، بل أداةً لتحسينه. ومن هنا، نحرص على أن يكون إنتاجنا المعرفي مواكبًا للتحوّلات، مستندًا إلى البيانات، منفتحًا على الشراكات، وموجَّهًا لخدمة المصالح الوطنية العليا لمملكة البحرين، تحت راية سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظّم حفظه الله ورعاه، وتوجيهات سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله”. مقاربة استراتيجية  وأكمل الأحمد: “حيث يتبنّى المركز مقاربةً ترتكز على الدمج بين التحليل الرصين والمشاركة الفاعلة، ونرى أن تمكين مراكز الفكر في بيئتنا الخليجية يشكّل رافعةً للاستقرار، ومنصةً لتعزيز التفاهم، وجسرًا لإعادة تشكيل العلاقات الإقليمية على أُسُسٍ من الحوار والشراكة. نأمل أن تُشكّل هذه الحلقة الحوارية خطوةً إضافيةً نحو تفعيل شراكاتٍ عربيةٍ للتفكير الاستراتيجي الجماعي، تعكس رؤى المنطقة، وتُسهم في تحويل الأزمات إلى فرص، والمعرفة إلى فعل، والاختلاف إلى ائتلاف”. تحذيرات مبكرة وفي سؤال وُجِّه من الصحفي حسن عدوان حول ما إذا كانت مراكز الدراسات توقعت اندلاع الحرب، أوضح عبدالله الأحمد أن مراكز الأبحاث في المنطقة كانت تتابع بدقة المؤشرات المتصاعدة، وكان لديها تحذيرات مبكرة بشأن احتمالية التصعيد، لكنه شدّد على أن التنبؤ الدقيق بتوقيت الحروب يبقى أمرًا بالغ التعقيد، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة تستوجب من مراكز الفكر أن تنتقل من التحليل اللحظي إلى بناء أدوات استباقية لرصد النزاعات ومنع انفجارها. وأكد أن البيئة الإقليمية أصبحت أكثر تعقيدًا وتداخلًا، مما يفرض ضرورة تطوير أدوات جديدة لفهمها والتعامل معها بفاعلية.