- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 04/Jul 21:13

ريشة الفنان عبدالجليل الحايكي تثير “نوستالجيا” عاشوراء البحرين قديما

تتيح لك لوحات الفنان البحريني عبدالجليل الحايكي فرصة شعورية فريدة من نوعها لتحلق بك إلى أجواء عاشوراء البحرين منذ القدم، ما يمكن أن نسميه “إثارة نوستالجيا” لها وقعها الخاص في النفوس. استحضار الماضي  ولأن الحايكي أحد الفنانين المبدعين في الساحة التشكيلية البحرينية، بذل جهدا في توثيق الحياة الشعبية والتراثية في قرى البحرين، بأسلوب فني واقعي يحمل الكثير من الحنين والبُعد العاطفي، وهذه هي حالة الـ “نوستالجيا”، أي الشعور بالحنين إلى الماضي، أو إلى مكان أو زمان معين يحمل ذكريات خاصة، والكلمة يونانية الأصل، تمزج مشاعر مختلفة من الحزن والفرح والشوق واستحضار ما مضى. القرن العشرين واقعا، تفرد الحايكي بلوحات عاشوراء، لكن القرية البحرينية كانت محورا أساسيا في أعماله، حيث صوّر تفاصيل الحياة اليومية، مثل البيوت القديمة، الأسواق، النساء في ملابسهن التقليدية، ومظاهر الحياة البسيطة التي كانت سائدة في منتصف القرن العشرين، ولهذا فإن من أبرز سماته الفنية الحنين للماضي، ويظهر ذلك في طريقته الدقيقة في إبراز ملامح الوجوه والملابس ومظاهر الحياة الشعبية للقرى وفي حديثه لـ “البلاد”، يلفت إلى أن معرفة تفاصيل اللوحة تأتي مما عايشه في طفولته، فيما الجلوس مع كبار السن يمنحه فرصة سانحة لتكوين مشاهد مضى عليها ما بين 80 و100 عام، ومن المصادر أيضا الاطلاع على الصور التاريخية أو أجزاء منها وكذلك الوثائق وتدوين بعض الوقائع التي عايشها الأجداد والآباء.  التوثيق البصري وتجولت ريشته في ذكريات عاشوراء خصوصا تلك التي توثق المجالس والمواكب العاشورائية، بما في ذلك شخصيات بارزة من الخطباء الحسينيين، سواء من الراحلين أو الأحياء، مقدما بذلك توثيقا بصريا يحمل قيمة دينية وثقافية كبيرة، وهذه اللوحات لا تقتصر على الجانب الديني للذكرى، بل تتعمق في تصوير الجانب الاجتماعي والشعبي الذي اعتاده أهل البحرين منذ سنين غابرة مثل تجهيز الحسينيات ومجالس القراءة والعزاء والطبخ. غنية بالمشاعر والسؤال هو: ما هو الأثر الثقافي لمثل هذه الأعمال؟ والجواب أن الحايكي لعب دورا مهما في توثيق الذاكرة البحرينية عن طريق الفن، وجعل من لوحاته مرجعا بصريا للباحثين والمهتمين بالتراث الشعبي والديني في البحرين، وامتاز فنه بالصدق والبساطة، لكنه غني بالمشاعر والتفاصيل التي تثير “النوستالجيا” لدى المتلقي.