- ALBILADPRESS.COM - A la Une - Hier 19:44

صيام عاشوراء.. عبادة تربوية وروحية متجددة

يُعد يوم عاشوراء، الموافق للعاشر من شهر محرم الحرام، مناسبة عظيمة في وجدان المسلمين؛ لما له من مكانة دينية وتاريخية، وفضل خاص في وجدان الأمة، إذ يرمز إلى قيم النجاة والثبات والشكر، ويُعد من الأيام التي حثّ فيها النبي محمد على الصيام والعبادة؛ لما فيها من مغفرة ورحمة وتجديد للتوبة.وتعود رمزية هذا اليوم إلى ما ارتبط به من معانٍ إيمانية عميقة، إذ شهد في الذاكرة الدينية نجاة نبي الله موسى عليه السلام وقومه من بطش فرعون، في تجلٍّ لقيمة التوكل على الله والثقة بوعده، كما أنه يتزامن مع ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه في كربلاء، وما تمثله تلك الواقعة من معاني التضحية والثبات على الحق في وجه الظلم. وفي هذا السياق، أوضح خطيب جامع الخير في المحرق الشيخ صلاح الجودر، أن يوم عاشوراء من الأيام العظيمة التي تحظى بمكانة خاصة عند عموم المسلمين، إذ يجمع بين معاني الفداء والنجاة، والارتباط العميق بسير الأنبياء والصالحين، مشيرًا إلى أن النبي كان يولي هذا اليوم اهتمامًا بالغًا، وكان يحث على صيامه والتمسك به؛ لما يحمله من قيمة روحية عالية، ومكانة عظيمة في السنة النبوية.وبيّن الجودر أن هذا اليوم ليس مجرد مناسبة للصيام، بل هو محطة سنوية للتأمل والتربية الروحية، وفرصة لإحياء القيم الكبرى في حياة المسلم، من الصبر واليقين، إلى الشكر والإخلاص، لافتًا إلى أن عاشوراء يمثل تجسيدًا لرسائل التوحيد والنجاة والانتصار الإيماني. وقال إن استحضار هذه المعاني لا يقتصر على الصيام فقط، بل يشمل أيضًا الإكثار من الذكر، والاستغفار، والصدقة، والتأمل فيما يحمله هذا اليوم من دلالات عظيمة، تتعلق بالثبات على المبادئ، والتقوى، والتجدد الإيماني، خصوصا في ظل ما يحمله شهر محرم من خصوصية؛ كونه أحد الأشهر الحُرُم التي تُعظَّم فيها الطاعات وتُضاعف فيها الحسنات. ويجمع العلماء على أن صيام يوم عاشوراء يُعد من السنن المستحبة، وسُنة عملية تربط المسلم بجذور الإيمان وتاريخه، وتجدد في النفس روح الشكر والتوبة، وتعيد للمسلم صلته الروحية بالمبادئ النبوية، في زمن تتزاحم فيه التحديات وتُختبر فيه القيم.