X

Vous n'êtes pas connecté

  - ALBILADPRESS.COM - A la Une - Hier 20:33

متعافٍ يبوح لـ“البلاد” بتفاصيل مثيرة عن رحلته الصادمة

الصورة النمطية للمدمن في المجتمع غالبا ما تكون سلبية، بل ظالمة أحيانا؛ إذ يُنظر إليه ككائن متوحش، خارج عن الإنسانية ومجرم بالفطرة، لكن الحقيقة أن المدمن ضحية لظروف اجتماعية ونفسية قاسية، وأن الإدمان مرض مزمن ومعقد، يعيش المدمن فيه صراعا داخليا مريرا للتخلص من هذا القيد، وفي داخله صوت يصرخ: “أنقذوني”، لكنه لا يُسمَع، ولا يملك القدرة على البوح به؛ فيجد نفسه يواجه مصيره وحيدا، فإما أن ينهزم أمام الإدمان، أو ينتصر عليه ويتحرر منه. هناك الكثير من الأبطال الذين هزموا الإدمان وبلغوا مرحلة التعافي بجدارة، فعادوا إلى المجتمع من جديد بعد رحلة في بدايتها كانت مستحيلة، لكن إرادتهم الصلبة وحبهم للحياة ورغبتهم الصادقة في التحرر من قيود الإدمان كانت أقوى من قدرات الإدمان التدميرية. “خ. ج” أحد هؤلاء الأبطال الذين سطروا ملحمة إنسانية مؤثرة وملهمة، في تجربة وقصة مثيرة أشبه بقصص الأفلام الهوليوودية، مليئة بالألم والتحدي والأمل. فذلك الشاب الموهوب والذكي، الذي كان مولعا بالإلكترونيات وبرع فيها منذ صغره، وجد نفسه ينزلق لعالم الإدمان في رحلة صعبة مليئة بالخوف ورائحة الموت، بدأت بإدمان حبوب الزكام، ووصلت ذروتها لأخطر الأنواع وهو الهيروين؛ حتى وجد نفسه على سرير في غرفة الطوارئ يصارع الموت بعد جرعة زائدة.  بعد 12 عاما من التعافي، يفتح قلبه لـ “صحتنا” في حوار صريح عن تجربته، التي خسر فيها أجمل سنوات شبابه، التي ضاعت مثل غيمة سوداء لم يعرف الخروج منها. ويصفها بعبارات مؤلمة: “كانت خسارة كل شيء في حياتي من أجل شيء واحد فقط: المخدرات”. وفي هذا اللقاء، يكشف عن أدق تفاصيل السقوط والنهضة، وعن التحديات النفسية والاجتماعية، وعن أسرته التي وقفت إلى جانبه، والمجتمع الذي ظل بين الخذلان والاحتضان. كيف كانت حياتك قبل الإدمان؟ حياتي قبل الإدمان اعتيادية واجتماعية في البداية، حيث كنت محبوبا جدا لدى الجيران والأهل وزملائي، ولكني على الرغم من صغر سني كنت دائما صاحب خيال واسع وغامض، وأخفي مشاعري الحقيقية من مخاوف وخجل شديد وحزن عميق؛ بسبب ظروف العائلة في ذلك الوقت؛ لأن والدي لديه 3 زوجات ونحن أكثر من 10 إخوة وأخوات، والمشكلات لا تنتهي في تلك الفترة كأنها روتين يومي اعتيادي، وكل مشكلاتي هي بسبب الميل للأشياء الفريدة، وأني أحب أن أعيش في عالمي الخاص. في البداية، كان لدي شغف في الإلكترونيات وبرمجتها، مثل الهواتف والكمبيوتر وأجهزة الاستقبال الفضائي و “الرسيفرات” والألعاب الإلكترونية وبرمجة الشبكات، وكنت معروفا في تلك الفترة بعبقرية نوعا ما في هذه الناحية، إذ إن جميع من حولي يطلبون مني خدمات برمجة، وكنت أقدمها مجانا، وكنت أستمتع في مدحهم لذكائي وقدراتي غير العادية في هذا المجال بالرغم من صغر سني، فكان الكل يثق بي ثقة عمياء، ولم يكن هناك منزل في منطقتنا لم أدخله لخدمة مماثلة، ولكنني في نفس الوقت كنت منعزلا عاطفيا وفكريا عن جيلي ومن حولي، حيث أقضي معظم وقتي في الإلكترونيات وأفضل العالم الافتراضي على الواقع كما يقال الآن. كيف انجرفت إلى الإدمان؟ بداياتي قد تختلف نوعا ما عن باقي المدمنين، إذ إنني ابتدأت التعاطي في مرحلة متأخرة، كالتدخين مثلا، لم أدخن إلا في آخر سنة في المرحلة الثانوية، وكان المدخنون يزعجونني سابقا، حيث كنت أتلف علب سجائر المدخنين في المدرسة، ولكن بعدها بدأت التدخين بنفسي! وابتدأت رحلة التعاطي في عملي بأول وظيفة بعد مرحلة الثانوية العامة، في أحد الفنادق حينما كنت حارس أمن، وبالرغم من أن بيئة العمل مناسبة لتعاطي المخدرات والمشروبات إلا أنني لم أنجرف بسرعة في البداية، فقد كنت أرى كل أنواع التعاطي وأنواع المدمنين منذ الصغر، ولكن عندما خطوت أول خطوة نحو التعاطي لم أتوقف أبدا، وكان الإدمان في تفاقم بصورة سريعة، وحياتي في انحدار صامت. فكان أول نوع مخدر عرفته من أحد زملاء العمل مجرد حبوب زكام يتوافر في الصيدلية؛ ولكنني كنت أتعاطاه بشراهة وكثرة؛ لأنني كنت مهيأ للإدمان قبل أول جرعة بكثير، فكنت أميل لهذه الشخصيات دون تعاطي تلك المواد، وكنت أعشق أسلوب شخصياتهم وحياتهم، فبدأت من مادة إلى مادة أخرى، ومن أداة إلى أداة أخرى، وبكل مرحلة كانت تتغير شخصيتي حسب المطلوب لأخذ تلك الجرعة والحصول على المزيد، وأخذت مني فترة التعاطي ما يقارب 8 سنوات دون أن أشعر، حيث كنت غير مدرك أن أجمل سنوات شبابي ضاعت مثل غيمة سوداء، لم أعرف الخروج منها أبدا. تحدث أكثر عن تدرجك في الإدمان مع الأنواع؟ تدرجت في التعاطي كما ذكرت سابقا من مادة حبوب زكام إلى المشروبات الكحولية، ثم “الحشيشة”، وكانت أكثر مادة لم تفارقني ومادتي المفضلة، ثم حبوب الهلوسة، وكنت لا أرغب في الحصول عليها بطريقة قانونية من قبل الطب النفسي، بل أقوم بالتبادل مع زملائي بمواد أخرى أو أشتريها منهم لكي لا أكون مسجلا في الطب النفسي كشخص لديه مشكلة عقلية، ثم تدرجت للمرحلة الأخطر، وهي المواد المنشطة على شكل حبوب (كابتي قون)، ثم الشبو، ولكن ليس عن طريق الحقن، إذ إن الحقن كانت هي الخط الأحمر بالنسبة لي وطريق “اللا عودة”، فلم أتعاط الحقن طوال حياتي، وهنا ابتدأت أكثر خساراتي مع المواد المنشطة، حيث الهلوسة التامة بالبقاء 3 إلى 4 أيام متواصلة من دون نوم أو أكل، وبين القضايا والمشكلات التي كانت في ازدياد، وأعلى مادة جربتها لمرة واحدة هي الهيروين الأبيض عن طريق الشم، وكانت بقصد الانتحار بسبب اليأس، إذ لم أشعر حتى بتأثيرها بسبب الكمية الكبيرة التي كنت أعلم بأنها ستنهي حياتي، ولم أفتح عيني إلا في قسم الطوارئ بعد 3 أيام متتالية في غيبوبة، وهذه هي التجربة الأقوى في إدماني، وتحتاج كتابا لوحدها. كيف تصف تجربة الإدمان؟ تجربة الإدمان أصفها ببساطة، كانت خسارة كل شيء في حياتي من أجل شيء واحد فقط وهو “المخدرات”، والتعافي بالعكس تماما كان التنازل عن شيء واحد فقط “المخدرات” من أجل الحصول على كل شيء وهو “أسلوب حياة جديدة”، حيث فقدت الكثير من الأشياء أثناء فترة الإدمان النشط لمدة 8 سنوات، مثل الصحة والسمعة، وفرصة إكمال الدراسة والقبول الاجتماعي والرضا عن النفس، وأجمل سنوات شبابي العشرينية، وسجنت أكثر من مرة. الإدمان يسلب كل شيء إيجابي في حياة الفرد، ويكون دائما في انحدار للأسوأ مع الاستمرار في التعاطي. أصبحت منعزلا جدا ولا أثق في أي شخص ولا في نفسي، كنت محبطا وفاقدا للأمل في التغير، وأنظر إلى العالم من نافذة ضيقة جدا، حيث أشعر دائما بالخوف والرفض وحكم الآخرين عليّ بأنني إنسان سيئ وفاشل، لذلك المدمن يفضل العزلة عن المجتمع؛ لأنه هو نفسه لا يعلم لماذا يفعل كل هذا. كيف تصف مرحلة التعافي؟ عوضني الله سبحانه بأضعاف مضاعفة من الأشياء أثناء رحلة التعافي، التي تمتد إلى 12 عاما و7 أشهر، حيث عدت إلى دوري الطبيعي في العائلة وأصبحت عضوا فعالا في المجتمع، فأنا متزوج ولدي طفلان ووظيفة ممتازة، وأكملت دراستي ومازلت أدرس وأعمل في نفس الوقت، ولدي مشروعان تجاريان، كما أنني زوج وأب وأخ وابن ناجح، وأرى رضا من حولي في أعينهم من دون أن ينطقوا، خصوصا الوالدين، وهي من أفضل نعم الله علي بشهادة منهم، فتجربتي مع الإدمان التي امتدت لعشرين سنة قادتني إلى اكتشاف الكثير في ما يخص شخصيتي للتغلب على هذه المشكلة. أثناء رحلة التعافي لعبت دورا كبيرا في العائلة مجددا، فبعد زواجي ساهمت في تزويج إخواني ومساعدة والدتي وأسرتي على مواجهة مصاعب الحياة، عبر نجاحي في الحياة العملية وتجاربي العميقة في هذه الحياة، ودائما ما يطلبون استشارتي ومساندتي في شتى الأمور، كما أن لدي علاقات حيوية ومتعددة مع مختلف شرائح المجتمع.. مساعدة أخي المدمن كانت إعجازا بكل ما للكلمة من معنى، حيث إنه من ساعدني على التعافي في بدايتي بالرغم من أنه أصغر مني سنا؛ ومع الأسف أنني استمررت في التعافي وهو ما زال يحاول الخروج من وحل الإدمان، حيث كانت مدد التعافي متعددة بين سنة وسنتين وثلاث؛ لكنها تبوء بالفشل. كان أصعب شيء في التعافي أنني لا أستطيع مساعدته، وأقنع نفسي قبل أن أقنع الأهل بأنني لا أستطيع مساعدته ما لم تكن لديه الرغبة والاستعداد للتعافي؛ لأنك ترى المدمن يموت ببطء أمامك وأنت عاجز تماما أمام فعل أي شيء، إلا بتدخل وعناية إلهية في حياة المدمن؛ لأن المدمن يجب أن يخسر كل شيء حتى يقتنع بأنه يجب عليه التوقف. طوال فترة التعاطي كنت فاقدا الأمل في أخي أكثر مما كنت فاقدا الأمل في نفسي، بحيث إنني كنت ألوم نفسي على وصوله لهذا الانحدار في الإدمان بسببي؛ لأنني قبلت في يوم من الأيام أن أتعاطى معه وفقدت دور الأخ الكبير، لأكتشف في التعافي أنه قد تعاطى المخدرات قبلي بكثير! والقدر كتب لي التعافي، وهناك محاولات عدة له للتعافي، وبالطبع منها ما كان بدعم مني، ومنها كان يحب عليّ تركه قليلا حتى يستعد. ولكنني كنت دائما على بعد خطوة منه؛ كوني صاحب تجربة تعاف كانت له بمثابة أمل، فبطول ما كانت حياته كانت واقفة، إلا أنني في تقدم للأمام كما ذكرت سابقا، وهي من النعم التي لا تحصى اليوم في حياتي. حياتي بعد التعافي جدا بسيطة، فاليوم أستمتع بأصغر الأشياء وأشعر بطعم الحياة؛ لأنني كنت أشبه بالميت في يوم من الأيام، وهي عبارة ليست مجازية، فعلا فتحت عيني في يوم من الأيام في غرفة الطوارئ على صوت أجهزة الإنعاش والتنفس الاصطناعي بسبب جرعة زائدة، وفي أي موقف أو زيارة إلى المستشفى اليوم عندما أمر بالقرب من تلك الغرفة في العناية المركزة أتأمل وأحمد ربي كثيرا بأنني حي، وعشت حياة مليئة بعطايا رب العالمين أثناء رحلة التعافي من الإدمان. حياتي اليوم هي أمل لكل شخص مثلي كان فاقدا الأمل. لماذا قررت التوقف عن الإدمان؟ ومن ساعدك في رحلة التعافي؟ كنت أرى أن إدماني بسيط بالنسبة لإدمان أخي، فلا أتعاطى الحقن ولا أحتاج علاجا، ويمكنني التوقف عندما تسمح الظروف؛ ولكنني كنت في وهم كبير؛ حيث إن الإدمان أكبر من التعاطي أو نوع المخدرات. بعد دخول أخي المدمن المركز العلاجي، كان في تحسن، فنصحني الأهل بأنه يجب عليّ أيضا التعافي. ففي إحدى زيارته للأهل بعد شهر، عندما رأيته لأول مرة منذ أن تعاطينا مخدرنا مع بعض بهذه الهيئة والشخصية والصدق الواضح في كلامه، تغير شيء داخلي، فقلت في نفسي إذا كان هذا نفع مع أخي فإنه بالتأكيد سينفع معي، فأخذت القرار في نفس اللحظة بأن هذه آخر جرعة، لي وبالفعل كان هذا آخر يوم لي في التعاطي 28 نوفمبر 2012. قررت التوقف عن التعاطي؛ لأنني لم أعد أستطيع الحياة سواء بالمخدرات أو من دونها، وكان التوقف أبسط شيء في التعافي؛ لأن الإدمان أكبر بكثير من تعاطي المخدرات، التعافي أيضا أكبر من مجرد الامتناع عن تعاطي جرعة المخدر، التعافي هو أسلوب حياة جديد مبني على مبادئ وأسس يجب الالتزام فيها من أجل الاستمرار في الامتناع والتغيير نحو الأفضل على جميع الأصعدة الروحانية والعاطفية والعقلية، حيث إن المدمن لا يستطيع الحياة مجددا كشخص طبيعي كامل، ويستطيع الحياة كمدمن متعاف بمساندة أصحاب التجربة المماثلة، والذي ساعدني في البداية بعد الله هم الأهل، حيث أدخلوني مركزا علاجيا للتعافي من الإدمان، وفي ذلك الوقت كان هناك مركزان أو ثلاثة فقط في البحرين، وبقيت في هذا البرنامج مدة 5 أشهر تقريبا، ثم التحقت مجددا باجتماعات زمالة المدمنين المجهولين، ومازلت أحضر هذه الاجتماعات للمشاركة بالتحديات اليومية في الحياة بشروطها، والحصول على الدعم وتقديم المساعدة عبر تجربتي الشخصية وتجارب الآخرين المليئة بالقوة والأمل، ومازلنا نحاول حمل هذه الرسالة إلى المجتمع والمدمن الذي مازال يعاني، ونثبت أن أي مدمن، يستطيع الامتناع عن التعاطي ويجد أسلوبا جديدا للحياة، فهناك أمل في التحرر من الإدمان النشط، وأنا بالفعل أحمل هذه الرسالة وأعيش تفاصيلها بالفعل في هذه اللحظة، وهي نفس رسالة الأمل التي حملت لي في يوم من الأيام وأنا في قمة اليأس والحضيض بسبب التعاطي. تجربتي الأولى باءت بالفشل لعدم اقتناعي بشكل كلي بكل الإرشادات الموجودة من تجارب الآخرين، كالاستمرار في تطبيق مبادئ وأسس التعافي، فلم أكن أؤمن آنذاك أن الإدمان هو أشبه بمرض مزمن، وأن عدم الاستمرار في علاجه سيتسبب في انتكاسة. حياتي بالفعل تحولت إلى الأفضل 180 درجة في فترة امتناع تام لمدة 6 أشهر فقط، ولم أكن قد امتنعت مسبقا مدة أسبوع متواصل منذ أول جرعة في حياتي، فابتعدت عن البرنامج العلاجي، وحاولت أن أعيش حياتي كشخص طبيعي؛ لكن مع الأسف اكتشفت أن هذا الإدمان كان ينتظر فرصة فقط لتحويل حياتي لجحيم مجددا، فكانت الانتكاسة بعد تذوق طعم التعافي جدا مؤلمة. كانت تجربتي الثانية ناجحة حتى هذا اليوم بعد الدخول لأحد المراكز بداية، ثم استمررت في حضور اجتماعات زمالة المدمنين المجهولين. ما نوع العلاج الذي تلقيته؟ كان نوع العلاج في المركز العلاجي بداية، أخذ بعض الأدوية المهدئة لسحب السموم مدة 4 أو 7 أيام، إلا أنني لم أتناول أي دواء وتحملت جميع الأعراض الانسحابية من قوة رغبتي الصادقة في التوقف فعليا عن جميع أنواع المخدرات مهما كان الثمن، فكان التحرر من الإدمان النشط يوما بيوم، وكل مرحلة فيها صعوبات، وبالاستعانة بالله وخبرات أصحاب التجربة المماثلة تكون الحياة بشروطها أيسر، ونتعلم أدوات ومبادئ جديدة للتعامل مع أنفسنا. وتلك المهارات أكثرها روحانية، وتتعلق بالسلوكيات والتعامل مع العلاقات المختلفة، مثل علاقتي مع نفسي والآخرين، وبناء علاقة مع الله والتوكل عليه في هذه الرحلة. ما التحديات التي واجهتها فترة التعافي؟ أكبر التحديات التي واجهتها في بداية التعافي هي مجرد التفكير في الزواج، وهو ما كان يقلقني ويدخلني في اليأس؛ لأنه يحتاج لكثير من الأمور التي كانت شبه تعجيزية بالنسبة لي في بداية مرحلة التعافي وتحتاج لمعجزات، مثل السمعة غير الجيدة المبنية على المشكلات من أجل التعاطي، الاعتماد على النفس ماديا، التفكير في أخذ المسؤولية، وتوافر مبلغ معين من أجل البدء في بناء عش الزوجية، وهذه الصعوبات تواجه أي شاب طبيعي، ولكن مع كوني مدمنا تكون الأمور أضخم، فأشعر بالإحباط وكأن هذه الخطوة مستحيلة، ولكن بقدرة قادر استطعت الحصول على عمل وتطوير نفسي وصقل شخصيتي كإنسان ناجح يعتمد عليه في السنوات الأربع الأولى من التعافي، وبالفعل تزوجت، واليوم أنظر لتلك التحديات كأنها لا شيء يذكر، وأحمد الله أنني اليوم زوج وأب لولدين وإنسان مسؤول عن أسرة كاملة. حاليا أنا موظف في أحد القطاعات الصناعية وبوظيفة إدارية، ومدرب معتمد، ولدي مشروعان أعمل فيهما كمدخول إضافي، ومستمر في التطوير والتوسع فيهما، كما أنني مستمر في الدراسة في مجال عملي كلما سنحت لي فرصة للدمج بين الدراسة والعمل. ما رأيك بنظرة المجتمع للمتعافين من الإدمان؟ نظرة المجتمع للمدمن أحيانا تكون ذات أحكام مسبقة بالفشل، وأحيانا مشجعة وتدعو للفخر بأن هذا الشخص الذي استطاع التغلب على الإدمان هو بطل؛ ولكن بالنسبة لي شخصيا لم يعد يؤثر حكم الآخرين علي؛ لأنني أعلم علم اليقين بتفاصيل الرحلة التي خضتها وما مر بها لأصل إلى بر الأمان، هناك بعض الأحيان نظرة خاطئة للمدمن المتعافي، ولكن غالبية من حول شجعوني وساندوني.

Articles similaires

Sorry! Image not available at this time

متعافٍ يبوح لـ“البلاد” بتفاصيل مثيرة عن رحلته الصادمة

albiladpress.com - 20:33

الصورة النمطية للمدمن في المجتمع غالبا ما تكون سلبية، بل ظالمة أحيانا؛ إذ يُنظر...

Sorry! Image not available at this time

كنا نصرف 500 دينار شهريا على المخدرات

albiladpress.com - 11/Jul 21:16

في كل زاوية مظلمة من طريق الإدمان، هناك دائمًا شعاع أمل ينتظر أن يكتشفه صاحبه. قد...

Sorry! Image not available at this time

ملاذ آمن للتعافي من الإدمان في مجتمع لا يرحم ولا يسامح

albiladpress.com - 05/Jul 19:28

الإدمان عالم سري للغاية، فمن يدخله يعيش في دائرة مغلقة وحياة مليئة بالخوف والرعب...

Sorry! Image not available at this time

ملاذ آمن للتعافي من الإدمان في مجتمع لا يرحم ولا يسامح

albiladpress.com - 05/Jul 19:28

الإدمان عالم سري للغاية، فمن يدخله يعيش في دائرة مغلقة وحياة مليئة بالخوف والرعب...

Sorry! Image not available at this time

الكاتب توفيقي لـ “البلاد”: تسليط الضوء بمقالاتي على الممارسات الخاطئة لتصحيحها

albiladpress.com - 07/Jul 21:27

أكد الكاتب بصحيفة “البلاد” زهير توفيقي أهمية دور الكاتب في نشر الثقافة...

Sorry! Image not available at this time

“أم أمير”... قصة امرأة هندية تهجر ثروة عائلتها طمعا في الجنة

albiladpress.com - 30/Jun 22:13

في مجتمع تغلب عليه التقاليد الدينية الصارمة، وتنشأ فيه الطفولة على السجود للأصنام...

Sorry! Image not available at this time

“أم أمير”... قصة امرأة هندية تهجر ثروة عائلتها طمعا في الجنة

albiladpress.com - 30/Jun 22:13

في مجتمع تغلب عليه التقاليد الدينية الصارمة، وتنشأ فيه الطفولة على السجود للأصنام...

Sorry! Image not available at this time

كويد لـ “البلاد سبورت”: تجربة فريدة وصعبة.. واكتسبت منها

albiladpress.com - 11/Jul 21:41

من 5×5 إلى العالمية.. كويد يخوض تجربة استثنائية في عالم 3×3 السلة الثلاثية غيرت...

Sorry! Image not available at this time

تحقيق "البلاد": الوسواس القهري.. وباء صامت يسرق حياتنا

albiladpress.com - 12/Jul 21:48

العزلة الاجتماعية أثر جانبي خفي للطقوس القهرية العلاج السلوكي والدوائي طريق...

هوغو فارياس يتحدى المستحيل ويركض ماراثونا كل يوم لعام كامل دون توقف ويثبت قدرة القلب على التكيف

arablifestyle.com - 12/Jul 18:27

حقق، هوغو فارياس، في عام 2023، رقماً قياسياً عالمياً بإكماله 366 ماراثوناً متتالياً،...