- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 10/Aug 19:33

“نرفع القبعة” لعمال يكابدون لهيب الطقس

قبل أن تشتد حرارة ورطوبة أيام أغسطس ولهيب ظهيرته، ومع أول خيوط الشمس، تبدأ حركة العمل في مختلف مواقع المشاريع والمهن في البحرين، وبينما تبلغ درجات الحرارة في الصباح الباكر ما بين 35 و38 درجة مئوية، وترتفع الرطوبة لتتجاوز 70 %، يكابد عشرات العمال هذه الظروف القاسية من أجل لقمة العيش. مهن تحت اللهيب وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، يبدأ العمال يومهم منذ ساعات الفجر الأولى، مستفيدين من الساعات المسموح بها للعمل قبل دخول وقت الحظر ظهرًا، والممتد من الساعة 12 ظهرًا وحتى 4 عصرًا، تنفيذًا لقرار وزارة العمل الذي يُطبّق سنويًّا في فصل الصيف حرصًا على صحة وسلامة العاملين في المهن الشاقة والمعرضة للشمس المباشرة. ضربات الشمس والإجهاد نعود إلى العام 2013 حيث صدر القرار الوزاري رقم (3) لسنة 2013، بشأن حظر العمل تحت أشعة الشمس المباشرة والأماكن المكشوفة خلال فترة الظهيرة من الساعة 12 ظهرًا وحتى الساعة الرابعة عصرًا من شهري يوليو وأغسطس، كإجراء تنظيمي وإنساني يهدف إلى حماية صحة وسلامة العمال خلال شهور الصيف شديدة الحرارة، وقد أسهم هذا القرار بشكل فعّال في الحد من حالات ضربات الشمس والإجهاد الحراري وغيرها من الأعراض الصحية المرتبطة بالتعرض المباشر لأشعة الشمس، خصوصًا بين العمال في المواقع المفتوحة، أي أن القرار أسهم في تقليل الإصابات المرتبطة بالحرارة من ناحية، وعزز من ثقافة السلامة المهنية لدى أصحاب العمل والعمال على حد سواء من ناحية أخرى. تراحم وتكافل كاميرا صحيفة “البلاد” تجولت في عدد من مواقع العمل مع شروق الشمس، ورصدت مشاهد مؤثرة، حيث العرق يتصبب من ملابس العمال، والوجوه تعلوها ملامح الإجهاد، لكن العزيمة والإصرار لا تغيب عن نظراتهم.. رجال يعملون بصمت في ظروف صعبة، وهم بذلك يستحقون التقدير والاحترام. وفي صورة إنسانية لافتة، يعكسها المجتمع البحريني بروحه الأصيلة، يحرص العديد من المواطنين على تقديم العصائر والماء البارد للعمال، خاصة في مواقع العمل القريبة من مساكنهم، وكأن هؤلاء العمال “من الجيران” يخصّونهم بالعناية والمساندة والتقدير، بما يجسّد روح التراحم والتكافل المتجذّرة في المجتمع البحريني. نرفع القبعة ومع دخول وقت الحظر ظهرًا، تلتزم الشركات وأصحاب العمل بوقف العمل حتى من دون وجود مفتشين، في تطبيق تلقائي واعٍ يعكس مستوى الالتزام المجتمعي بحقوق العمال وسلامتهم، وإن استمرت موجات الحر والرطوبة، يظل مشهد العامل الذي يكدّ في سكون الصباح ويصبر على قسوة المناخ نموذجًا حيًّا للكدّ الشريف، ويستحق أن نرفع له القبعة ونبادله العرفان والتقدير.