- ALBILADPRESS.COM - A la Une - 06/Aug 21:02

تغليظ العقوبات المرورية.. خطوة حاسمة لوقف إزهاق الأرواح على الطرق

‎شهدت مملكة البحرين في الأشهر القليلة الماضية عددًا من الحوادث المرورية المأساوية، راح ضحيتها أطفال وأُسر بأكملها، كان آخرها وفاة طفل يبلغ من العمر 10 أعوام في حادث تصادم على شارع الزلاق، بينما سبقه حادث أودى بحياة والدين بحرينيين وطفلهما لاحقًا في منطقة سار، فضلًا عن بتر ساق طفل آخر نتيجة حادث دراجة. هذه الوقائع المؤلمة أعادت إلى الواجهة أهمية مراجعة التشريعات المرورية وتطبيق العقوبات الرادعة على من لا يلتزم بقوانين السير. ‎استجابة لهذه المعطيات، وجّه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، بتشديد العقوبات المتعلقة بالحوادث التي تسفر عن إصابات بالغة أو وفيات، وهي خطوة تعبّر عن وعي قيادي بأهمية إنفاذ القانون لحماية الأرواح، وتُترجم عبر مبادرات تشريعية اتخذتها وزارة الداخلية، تشمل مراجعة قانون المرور ورفع الغرامات وتغليظ العقوبات السالبة للحرية، وصولًا إلى مصادرة المركبات المتورطة في سلوكات مرورية خطرة. ‎تطبيق العقوبات المشددة ليس غاية في ذاته، بل وسيلة لحماية الأرواح، وردع السلوكات المتهورة مثل تجاوز الإشارة الحمراء، أو القيادة تحت تأثير الكحول، أو السرعة الزائدة، وكلها أسباب رئيسة في الحوادث الجسيمة.  ‎إلى جانب الردع القانوني، فإن حملات التوعية تلعب دورًا موازيًا في ترسيخ ثقافة مرورية مسؤولة، فالسائق الواعي هو خط الدفاع الأول ضد الحوادث، ولا يمكن لأي قانون أن يُحدث أثره الكامل دون وعي مجتمعي يعزز الالتزام. ‎وتنسجم هذه الخطوة مع جهود خليجية متصاعدة لتعزيز الانضباط المروري عبر تغليظ العقوبات على المخالفات الجسيمة، إذ بادرت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تعديل قانون السير بصرامة شملت السجن والغرامات على مخالفات خطرة مثل القيادة تحت تأثير الكحول، والهروب من موقع الحادث، والتجاوز المتهور؛ بهدف ضمان السلامة العامة. وفي المملكة العربية السعودية، أطلقت حملة “يعطيك خيرها” للحد من الحوادث المرورية، مع رفع الغرامات بنسب تتراوح بين 200 % و1400 %، وفرض مخالفات لا يجوز فيها الصلح وتحال إلى المحكمة المختصة، كما أقرت دولة الكويت في أبريل الماضي قانونًا مروريًا جديدًا يُغلّظ العقوبات على مخالفات جسيمة أبرزها تجاوز الإشارة الحمراء، والسرعة الزائدة، والقيادة تحت التأثير، في إطار سعيها إلى رفع مستوى الوعي وتحقيق بيئة مرورية أكثر أمانًا. وفي المحصلة، فإن تغليظ العقوبات هو خطوة في الاتجاه الصحيح، لا تهدف إلى العقوبة بقدر ما تسعى إلى صون الأرواح، وتحقيق بيئة مرورية آمنة للجميع، وهو ما تتقاطع فيه جهود البحرين مع رؤى خليجية شاملة نحو السلامة على الطرق.